منتدى في الشارقة يؤكد على أهمية الاتصال الحكومي في إدارة الأزمات

مسؤولون يشددون على ضرورة تفعيل القطاع لقراءة الواقع بصورة أكثر دقة

الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة يتوسط الأمير تركي الفيصل وأحمد أبو الغيط والدكتور نايف الحجرف خلال افتتاح منتدى الاتصال الحكومي (وام)
الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة يتوسط الأمير تركي الفيصل وأحمد أبو الغيط والدكتور نايف الحجرف خلال افتتاح منتدى الاتصال الحكومي (وام)
TT

منتدى في الشارقة يؤكد على أهمية الاتصال الحكومي في إدارة الأزمات

الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة يتوسط الأمير تركي الفيصل وأحمد أبو الغيط والدكتور نايف الحجرف خلال افتتاح منتدى الاتصال الحكومي (وام)
الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة يتوسط الأمير تركي الفيصل وأحمد أبو الغيط والدكتور نايف الحجرف خلال افتتاح منتدى الاتصال الحكومي (وام)

أجمع مسؤولون مشاركون في منتدى الاتصال الحكومي في الشارقة أمس على دور الاتصال الحكومي في تجاوز الأزمات، مشيرين إلى أن أزمة «كورونا» الأخيرة عززت ذلك المفهوم، عبر إدارة رفع الوعي بين الحكومات والشعوب.
وقال أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية: «رأينا جميعاً ما كشفت عنه تجربة (كوفيد - 19) في العامين الماضيين من تأثير الاتصال الحكومي الناجح في أداء الحكومات في وقت الأزمة، فقد وضح أن الحكومات التي تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها، وثقة متبادلة بينها وبين الجمهور، تمكنت من إدارة الأزمة على نحو أفضل، ومن قراءة الواقع بصورة أكثر دقة، ومن القيام بواجبها في التوجيه والضبط والتوعية على نحو أسرع وأكثر كفاءة».
وزاد خلال كلمته في حفل الافتتاح: «إشراك الشعوب يبدأ بإشاعة المعرفة بحجم التحديات وعمق المشكلات التي يواجهها المجتمع، وليس صحيحاً أن هذه المعرفة تشيع اليأس أو تضعف من شعبية الحكومات، بل الصحيح أنها تضع الناس والحكومات في قارب واحد، وتعيد تشكيل الخطاب السياسي على أساس من الواقع القائم، وليس الوعي الزائف أو الشعارات الكاذبة».
من جهته قال الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن بناء الإنسان هو قيمة نبيلة، لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب، بل بتكريس الفكر المستنير وصقل العقل والوجدان، مشيراً إلى أن الشارقة تبنت هذا النهج منذ ثمانينات القرن الماضي.
وتابع رئيس مجلس الشارقة للإعلام: «إن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حدث يتجاوز في وظيفته مجرد البحث في الخطاب الرسمي الموجه للجمهور، ليغوص عميقاً في أصل العلاقات البشرية، حيث فكرة التواصل والاتصال، من خلال الاتصال تتوثق العلاقات، وتصان القيم، وتحمى المبادئ، وتنهض الأمم».
إلى ذلك قال الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ضيف شرف المنتدى: «إننا نعيش في عالم واحد رغم كل ما واجهته البشرية من ويلات. إن هذه الحقيقة متجسدة بشكل جلي فيما يعيشه عالمنا اليوم من تقدم في مختلف المجالات وفي ظل عولمة اقتصادية ومالية وإعلامية فرضت تشابك مصالح العالم وتداخل فضاءاته المختلفة حتى أصبح عالماً واحداً. وليس أدل على ذلك أكثر مما أكدته جائحة (كورونا) التي لم تميز بين البشر والدول والقارات ولم تعترف بالحدود السياسية والطبيعية القائمة بين الدول. إن وحدانية عالمنا تحتم علينا، أن نسعى دائماً إلى العمل على أن يكون تقدم عالمنا وتواصلنا محكوماً بما يحقق مصلحة الإنسان الذي هو غاية بنفسها».
وأضاف «التحدي الأكبر اليوم أمام العالم هو إدارة التحولات الجارية في النظام الدولي القائم بهدف صياغة نظام دولي جديد، وإعادة هيكلته ليعبر عن موازين القوى الدولية القائمة، ويستوعب المتغيرات العالمية في المستويات كافة، بما يستجيب لتطلعات دول العالم في إيجاد نظام دولي عادل يوفر بيئة استراتيجية للدول لتكيف سياساتها بما يحفظ مصالحها الخاصة، ويوجد عالم يسوده الأمن والاستقرار».
وتابع رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: «إن الفشل في مواجهة هذا التحدي سيقود إلى صراعات دولية، العالم في غنى عنها، ويهدد ما أنجزته البشرية خلال العقود الماضية من إنجازات في كافة المجالات بما في ذلك مستقبل العولمة. ونحن اليوم على حافة تحول قد يعيدنا إلى الصراع بين الدول العظمى يهدد إنجازاتنا البشرية».
من جهته أكد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن التواصل الحكومي الفعال لا يمكن أن تتحقق أهدافه بدون أن يكون الإعلام الخاص رافداً له ومسانداً في إيصال رسالته، فالأهداف الوطنية الكبرى وتحقيقها وحمايتها هي مسؤولية الجميع، والوقوف في وجه المشككين والمثبطين بأهمية الاتصال الحكومي ودوره البناء هو مسؤولية وطنية للذود عن ثوابت ومقدرات أي مجتمع.
وأضاف «لا يمكن لذلك أن يتحقق بدون وجود ميثاق يحكم الفضاء المفتوح، وينظم ما يحتويه من أخبار ومعلومات اختلط فيه الغث والسمين، وأصبح المتلقي في حيرة من يصدق».
وتابع: «لعل لنا في جائحة (كورونا) وما مر به العالم خلال عام 2020 خير عبرة ودليل، فما بين مشكك ومتربص وما بين مسوق لنظرية المؤامرة ومؤمن بها، ضاعت جهود حكومات دول العالم وهي تكافح هذا الوباء، وتم التقليل من جهود العاملين في الصفوف الأمامية من قبل أصوات استغلت الفضاء المفتوح غير المنظم، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة».
وزاد: «أصبح الفضاء المفتوح غير المنظم مصدر المعلومة الموثوق لدى عدد كبير جداً من المتلقين والعامة، ولا يقل تأثيره أيضاً على النخب والمطلعين، الأمر الذي فرض على الجهات الرسمية والمؤسسات الكبرى إنشاء حسابات في منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع ما يطرح من خلالها بل والعمل على مدار الساعة لمتابعتها».
من جهته قال طارق علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في كلمته خلال الافتتاح إن الدورة الحالية للمنتدى تنعقد بعد أزمة صحية عالمية سببت تحولات حادة في شكل الحياة المعتاد ووضعت أكثر من 4 مليارات إنسان حول العالم في الحجر المنزلي نهاية العام الماضي، وغيرت أنماط العمل والتعليم وشكل الترفيه وصناعة المحتوى وطبيعة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، مؤكداً أن هذه الحقائق تضع الاتصال الحكومي أمام أسئلة جوهرية تطرحها منصة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.



الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».