روسيا توسّع مروحة الغارات في شمال سوريا

استهداف الفوعة بريف إدلب و«غصن الزيتون» في ريف حلب

عمود دخان بعد غارة روسية على ريف إدلب أمس (الشرق الأوسط)
عمود دخان بعد غارة روسية على ريف إدلب أمس (الشرق الأوسط)
TT
20

روسيا توسّع مروحة الغارات في شمال سوريا

عمود دخان بعد غارة روسية على ريف إدلب أمس (الشرق الأوسط)
عمود دخان بعد غارة روسية على ريف إدلب أمس (الشرق الأوسط)

تجدد أمس، القصف الجوي الروسي والقصف البري من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مناطق متفرقة شمال غربي سوريا، بينها مناطق جديدة، في الوقت الذي يشهد فيه القطاع الطبي شبه انهيار، أمام ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات للمواطنين بفيروس «كورونا».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ثلاث مقاتلات روسية شنت صباح السبت 13 غارة جوية بصواريخ فراغية شديدة الانفجار، على بلدة الفوعة، ومحيط مناطق الرويحة وعين شيب بريف إدلب، وغارتين جويتين على مناطق دوير الأكراد والسرمانية في أقصى ريف حماة الغربي.
وأضاف «المرصد»، أن الطيران الروسي استهدف بـ5 غارات جوية منطقة «غصن الزيتون» في ريف عفرين شمال غربي حلب، الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، حيث طالت الغارات الجوية، نقاطاً عسكرية تابعة لفصيل «الجبهة الشامية» الموالي لتركيا، في منطقتي باصوفان وباصالحية في ناحية شيراوا جنوب غربي عفرين، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية، منوهاً إلى أنه ارتفع عدد الغارات الجوية الروسية إلى 200 غارة منذ مطلع الشهر الجاري سبتمبر (أيلول) حتى الآن، استهدفت منطقة (بوتين وإردوغان) أو ما تعرب بـمنطقة «خفض التصعيد»، ومنطقة «غصن الزيتون» شمال وشمال غربي سوريا.
وكان «المرصد»، وثق في 31 أغسطس (آب) الماضي، قصفاً جوياً روسياً استهدف معسكراً تابعاً لفصيل «فيلق الشام» المقرب من المخابرات التركية، بـ5 غارات جوية في قريتي أسكان والجلمة بريف ناحية جنديرس جنوب مدينة عفرين، في تطور لافت يعتبر حينها الأول من نوعه حول القصف الجوي على أحد المعسكرات لفصائل موالية لتركيا في منطقة غصن الزيتون الخاضعة للنفوذ التركي والفصائل الموالية لتركيا، وأسفرت الغارات الروسية حينها، عن سقوط 5 جرحى من عناصر الفصيل.
واندلعت اشتباكات بين قوات النظام من طرف، وفصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا، من طرف آخر على محور قرية صوغانكه بناحية شيراوا صباح السبت، أصيب على إثرها أربعة عناصر من قوات النظام بجروح متفاوتة، نُقلوا إلى مشافي نبل والزهراء في حلب لتلقي العلاج، يأتي ذلك بعد محاولة تسلل قامت بها فصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا على نقطة متقدمة لقوات النظام في قرية صوغانكه، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، كما أصيب عدد من عناصر الجيش الوطني جراء وقوعهم بحقل الألغام في أثناء انسحابهم، حسب «المرصد».
وقال محمد حسون وهو عضو في الهيئة السياسية في إدلب، إن «دخول مناطق جديدة بعيدة عن خطوط التماس بين المعارضة وقوات النظام، مثل مناطق الغسانية والعالية والفوعة بريف إدلب على قائمة الاستهداف الجوي من قبل الطيران الحربي الروسي في شمال غربي سوريا، وأيضاً استمرار العدوان الجوي والبري من روسيا وقوات النظام بشكل يومي على مناطق جبل الزاوية ومناطق عمليات الجيش التركي، هو بمثابة رسائل ضغط من قبل الجانب الروسي على تركيا، لفرض شروط جديدة على الجانب التركي فيما يتعلق بالشأن السوري والمناطق الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، شمال غربي سوريا وشرقها».
ويضيف، «ربما تحاول روسيا أيضاً من خلال التصعيد العسكري الحالي، فرض اتفاق جديد مع الجانب التركي بالملف السوري، بمنأى عن مخرجات اتفاق موسكو مارس (آذار) 2020، الذي ينص على وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام بضمانة الجانب الروسي للنظام والتركي للمعارضة، شمال غربي سوريا، وفرض حل سياسي معين يتناسب مع وجهات نظرها، ومن المرجح أن يكون أحد المطالب الروسية من الجانب التركي هو انسحاب فصائل المعارضة من المناطق الواقعة أسفل الطريق الدولي (حلب - اللاذقية) إلى شماله».
من جهته، قال النقيب ناجي مصطفى قيادي في غرفة عمليات «الفتح المبين» التابعة لفصائل المعارضة المسلحة بريف إدلب: «لقد بات مقاتلو الفصائل على أهبة الاستعداد والجاهزية العالية لمواجهة أي هجوم محتمل من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف إدلب»، منوهاً، إلى أنه «تم استهداف 6 مواقع عسكرية مهمة لقوات النظام في حزارين وسراقب داديخ بريف إدلب ومحور بالا بريف حلب الغربي بقذائف صاروخية ومدفعية ثقيلة، ما أدى إلى مقتل ضابط من قوات النظام وعدد من عناصره».
في سياق منفصل، تشهد عموم المناطق في شمال غربي سوريا، ارتفاعاً كبيراً بأعداد المصابين بفيروس «كورونا».
وقال محمد حمادي مسؤول الإعلام والتوثيق في الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، إن الفرق المختصة نقلت خلال الساعات الماضية 18 حالة وفاة بينهم 8 نساء من المشافي الخاصة بفيروس «كورونا» في شمال غربي سوريا وجرى دفنها وفق الإجراءات الاحترازية، وتم أيضاً نقل 35 مصاباً من بينهم 15 امرأة إلى مراكز ومشافي العزل، مع استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين.



الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».