ارتفاع مستوى العنف بالمجتمع العربي في إسرائيل

ارتفعت بشكل مطرد حوادث القتل التي تعصف بالمجتمع العربي في إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية.
وأعلنت الطواقم الطبية في مستشفى سوروكا الإسرائيلي أمس وفاة الشاب أحمد إبراهيم الجرجاوي (30 عاماً) من سكان قرية «شقيب السلام»، متأثراً بجروحه البالغة التي أصيب بها إثر تعرضه لإطلاق نار داخل مقهى أراجيل في مدينة بئر السبع ما تسبب في جرح شخص آخر أيضاً، وذلك بعد ساعات من إطلاق النار على رجل في تل أبيب اتضح أنه من أحد المضارب البدوية في النقب وأصيب بجروح متوسطة.
وإطلاق النار في تل أبيب وبئر السبع جاء بعد ساعات من إطلاق نار آخر في أم الفحم أصيب خلاله طفل عمره ستة أعوام بجروح خطيرة واثنان من أقاربه هما رجل وزوجته (26 و19 عاماً) بجروح متوسطة وطفيفة إثر تعرض سيارتهم لإطلاق النار.
وفي الناصرة قتل رجل في الخامسة والخمسين من عمره عصر الجمعة في حي السالزيان في المدينة، علماً بأنه كان قد أطلق سراحه من السجن قبل بضعة أشهر بعد قضائه تسعة عشر عاماً لارتكابه جرائم متعددة بينها القتل.
وقبل يوم واحد من ذلك، قتل في حيفا الشاب حسان عثمان (23 عاماً) إثر تعرضه لإطلاق النار وهو داخل مركبته، وعثرت الشرطة على سيارة محروقة يعتقد أنها استخدمت من قبل مطلقي النار. كما قُتل في بيتاح تكفا رجل جراء تعرضه لإطلاق النار في ظروف لم تتضح بعد.
وسلطت الجرائم المتتالية خلال يومين مجدداً الضوء بشكل أعمق على مستوى العنف في المجتمع العربي في إسرائيل.
وبهذه الجرائم الأخيرة يرتفع عدد ضحايا العنف في المجتمع العربي منذ مطلع السنة الحالية إلى 93 بينهم 12 امرأة.
ويستمر العنف في المجتمع العربي رغم احتجاجات واسعة قام بها العرب وممثلوهم. ويطالب العرب الحكومة بوضع حد للجريمة والعنف عبر إجراءات حازمة تقوم بها الشرطة، وليس من خلال التحريض على المجتمع العربي وثقافته.
وتأبى الجريمة في المجتمع العربي التوقف رغم تعهد وزير الأمن الداخلي في الحكومة الجديدة عومير بارليف بمواجهة ذلك. وكان بارليف أكد في وقت سابق «أن الجريمة في المجتمع العربي هي التحدي الأكبر الذي تواجهه الشرطة». وأضاف «يمكن التعامل مع هذه الظاهرة غير أن الأمر يستغرق وقتاً».
لكن يبدو أن الشرطة تعجز عن مواجهة ظاهرة العنف ووافقت أخيراً على مقترح دمج جهاز الأمن العام (الشاباك) في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي.
ووجهت الشرطة رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية مفادها أنها موافقة على تدخل جهاز الأمن العام في محاولة حل هذه الأزمة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «خطة اندماج جهاز الأمن العام (الشاباك) في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي ما زالت قيد البحث، وهي الآن في مراحل الصياغة القانونية». وأوضحت المصادر أن «هناك إجماعاً في الحكومة على قبول الخطة».
وفي الأيام الأخيرة، امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بهاشتاغ «حياة العرب مهمة»، أطلقه عدد من نشطاء «تويتر» و«فيسبوك»، والذي يهدف إلى الإشارة إلى عدم كفاءة الشرطة في التعامل مع العنف في المجتمع العربي. وقال أحد المبادرين لهذا التحرك على وسائل التواصل الاجتماعي إن جريمة قتل وقعت خلال حفل زفاف في مدينة الطيبة قبل أيام كانت حافزاً لهذه المبادرة.