العلاج الإشعاعي يُعيد خلايا القلب {أصغر سناً}

العلاج الإشعاعي يُعيد خلايا القلب {أصغر سناً}
TT

العلاج الإشعاعي يُعيد خلايا القلب {أصغر سناً}

العلاج الإشعاعي يُعيد خلايا القلب {أصغر سناً}

قدم باحثون من جامعة واشنطن العلاج الإشعاعي كوسيلة فعالة لإعادة برمجة خلايا عضلة القلب إلى ما يبدو أنها حالة أصغر سناً، وإصلاح المشكلات الناتجة عن ذلك، دون الحاجة إلى استخدام الاستئصال بالقسطرة. وفي الاستئصال بالقسطرة، يتم إدخال قسطرة في القلب، وحرق الأنسجة التي تسبب ضربات القلب غير المنتظمة، والتي تعرف بـ«تسرع القلب البطيني»، وهي حالة مهددة للحياة، لكن الباحثين ذهبوا في دراسة نشرت أول من أمس بدورية «نيتشر كومينكيشن»، إلى أن العلاج الإشعاعي غير الجراحي الذي يستخدم عادة لعلاج السرطان يمكن أن يعيد برمجة خلايا عضلة القلب إلى حالة أصغر، وربما أكثر صحة، وإصلاح المشكلة الكهربائية في الخلايا نفسها.
وتقترح الدراسة أيضاً أنه يمكن تحقيق نفس تأثير إعادة البرمجة الخلوية بجرعات أقل من الإشعاع، ما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامات أوسع للعلاج الإشعاعي في أنواع مختلفة من عدم انتظام ضربات القلب.
ووجد الباحثون أن العلاج الإشعاعي يؤدي إلى إعادة إنتاج النسيج الندبي الذي يتم إنشاؤه عادة من خلال الاستئصال بالقسطرة، ولكن مع إجراء أقصر بكثير وغير موسع تماماً، ما يجعل العلاج متاحاً للمرضى في الحالات الأكثر خطورة.
والمثير للدهشة أن الأطباء وجدوا أن حالة عدم انتظام ضربات القلب عند المرضى تحسنت بشكل كبير بعد بضعة أيام إلى أسابيع من العلاج الإشعاعي، وهو أسرع بكثير من الأشهر التي يستغرقها العلاج التقليدي.
وعزا الباحثون نجاح العلاج الإشعاعي إلى أنه حفز خلايا عضلة القلب على البدء في التعبير عن جينات مختلفة، وقاموا بقياس النشاط المتزايد في مسار إشارات يسمى (Notch)، معروف بدوره الحيوي في تشكيل نظام التوصيل الكهربائي للقلب، ووجدوا أن جرعة واحدة من الإشعاع تنشط مؤقتاً هذا المسار، ما يؤدي إلى زيادة طويلة الأمد في قنوات أيونات الصوديوم في عضلة القلب، وهو تغيير فسيولوجي رئيسي يمكن أن يقلل من عدم انتظام ضربات القلب.
ووجد الباحثون أيضاً أن الآثار المفيدة للإشعاع استمرت لمدة عامين على الأقل في المرضى، والأهم من ذلك أنهم كانوا قادرين على إثبات أن جرعة أقل من الإشعاع أنتجت نفس التأثير، وهو ما يفتح الباب أمام اعتماد هذا النوع من العلاج.


مقالات ذات صلة

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
عالم الاعمال «فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

اختتمت مجموعة «فقيه» للرعاية الصحية، الأربعاء، أعمال مؤتمرها السنوي الثالث، الذي عقد بمشاركة نخبة من الخبراء السعوديين والدوليين المتخصصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من «مؤتمر الطبّ التجميلي» الذي استضافته الرياض (الشرق الأوسط)

جراحات التجميل للرجال في السعودية... إقبالٌ لافت لغايات صحّية

احتلّت السعودية عام 2023 المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل، والـ29 عالمياً، في حين بلغ حجم قطاع الطبّ التجميلي فيها أكثر من 5 مليارات دولار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».