«احتقار للنظام الصحي»...انتقادات لزوجة بولسونارو لتلقيها لقاح «كورونا» بنيويورك

الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وزوجته ميشيل بولسونارو يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (رويترز)
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وزوجته ميشيل بولسونارو يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (رويترز)
TT

«احتقار للنظام الصحي»...انتقادات لزوجة بولسونارو لتلقيها لقاح «كورونا» بنيويورك

الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وزوجته ميشيل بولسونارو يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (رويترز)
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وزوجته ميشيل بولسونارو يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (رويترز)

تلقت ميشيل بولسونارو زوجة الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو لقاحاً مضاداً لـ«كورونا» هذا الأسبوع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة واتُهمت بتقويض مصداقية حملة التطعيم في بلادها، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف في مقابلة نشرتها أمس (الجمعة) مجلّة «فيجا»، إن «تلقي اللقاح هو قرار شخصي. زوجتي قررت مثلاً تلقي اللقاح في الولايات المتحدة. أنا، لا».
وتواجد بولسونارو الذي يؤكد أنه سيكون «آخر» برازيلي يتلقى اللقاح، في نيويورك الاثنين والثلاثاء، وألقى خطاب افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما جرت العادة.
وانتقد بعض المسؤولين السياسيين وخبراء الأمراض المعدية في تصريحات عدة، قرار السيدة الأولى واعتبروا أنها «حقّرت» حملة التلقيح في البرازيل.
وقال السيناتور البرازيلي عمر عزيز «أولاً يجب تهنئتها على تلقيها اللقاح. اللقاح ينقذ، أحسنت التصرف، 10 على 10» مضيفاً أن من جانب آخر «0 على 10 لأن اللقاح الذي تلقته في الولايات المتحدة موجود هو نفسه في البرازيل. بالتالي كان بإمكانها تلقي الطعم هنا. إظهار للبرازيليين أنها تلقت اللقاح يمكن أن يعطي مثالاً جيداً. نعم كنّا حينها سنشهد وطنية حقيقية، وليس وطنية رخيصة».
وأكد خبير الأمراض المعدية بيدرو هلال لموقع «جي1» أن هذه الحقنة التي تلقتها في الخارج «تُظهر احتقارها النظام الصحي العام وجميع البرازيليين. هذا يُثبت انعدام ثقة».
بعد الضجة التي أثارها الموضوع، أوضحت الحكومة في بيان أن السيدة الأولى وأثناء إجرائها فحص الكشف عن «كوفيد» للعودة إلى البرازيل، سألها طبيب ما إذا كانت تريد «استغلال الفرصة لتلقي اللقاح» و«بما أنها كانت تنوي تلقي الطعم، قررت القبول».
وأكد البيان أن «السيدة الأولى تكرر إعجابها واحترامها للنظام الصحي البرازيلي، خصوصاً للعاملين في القطاع الذين يكرسون أنفسهم بلا كلل للاعتناء بصحة السكان».
من جهة ثانية، أعلن إدواردو بولسونارو ابن الرئيس والنائب البرازيلي إثر عودته من نيويورك أنه مصاب بـ«كوفيد» في سياق حملته ضد شهادة اللقاح التي بدأت بعض المدن البرازيلية باستخدامها.
وقال: «نعلم أن اللقاحات تم تطويرها بشكل أسرع من المعتاد. تلقيت الجرعة الأولى من لقاح (فايزر) وأصبت بـ(كوفيد). هل يعني هذا أن اللقاح عديم النفع؟ لا. ولكني أجدها حجة أخرى ضد الشهادة الصحية».


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.