حوض اليرموك يقبل «الخريطة الروسية»... والنظام يفكك «حاجز الرعب»

تسويات جديدة في ريف درعا جنوب غربي سوريا

حاجز حميدة الطاهر الذي انسحبت منه قوات النظام قبل أيام (درعا 24)
حاجز حميدة الطاهر الذي انسحبت منه قوات النظام قبل أيام (درعا 24)
TT

حوض اليرموك يقبل «الخريطة الروسية»... والنظام يفكك «حاجز الرعب»

حاجز حميدة الطاهر الذي انسحبت منه قوات النظام قبل أيام (درعا 24)
حاجز حميدة الطاهر الذي انسحبت منه قوات النظام قبل أيام (درعا 24)

توصلت اللجنة المركزية للتفاوض ووجهاء من مناطق حوض اليرموك لاتفاق مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري والجانب الروسي لتطبيق «الخريطة الروسية» في قرى وبلدات منطقة حوض اليرموك غرب درعا، بضمانة الجانب الروسي، في وقت فككت قوات النظام حاجزاً أمنياً كان يعرف بـ«حاجز الرعب» أقيم في ربيع 2011.
وقال مصدر من لجنة التفاوض المركزية في ريف درعا الغربي لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة المركزية «أجرت مباحثات مع وجهاء وأعيان من مناطق حوض اليرموك حول بنود التسوية الجديدة بضمانة الجانب الروسي، واجتمع وجهاء المنطقة مع لجنة النظام السوري والجانب الروسي في مدينة درعا المحطة الخميس، واتفقوا على تطبيق بنود التسوية الجديدة في منطقة حوض اليرموك من اليوم (السبت)، وقسم تنفيذ الاتفاق على مراحل بحسب توزيع القرى والبلدات وبداية تطبيق الاتفاق ستكون من بلدات سحم الجولان وجلين ومساكن جلين وحيط والقصر، وإحداث مركز لتسوية أوضاع المطلوبين المدنيين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمة الاحتياطية والإلزامية، وتسليم السلاح الخفيف والمتوسط من هذه المناطق، وتفتيش بعض المناطق والمنازل بحضور وجهاء المنطقة واللجنة المركزية والشرطة الروسية، وتسوية أوضاع عناصر وقادة التسويات الذين انضموا إلى الفرقة الرابعة عقب اتفاق التسوية عام 2018، وانشقوا عنها مؤخراً وتسلم سلاحهم وبطاقاتهم الأمنية، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل مناطق أخرى في الحوض لتطبيق اتفاق التسوية فيها وهي بلدات الشجرة وتسيل وعابدين وجملة وعين ذكر والمزرعة وكويا ومعرية، وأيضاً سيطبق فيها ذات البنود بإحداث مركز للتسوية وتسليم السلاح الخفيف والمتوسط، وتفتيش بعض المناطق».
وأكد أن الاتفاق «يقضي بعدم تدخل قوات الفرقة الرابعة في عمليات التفتيش والتسوية، وانسحابها من جميع النقاط التي انتشرت فيها مؤخراً في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، واشترطت اللجنة الأمنية التابعة للنظام مشاركة قوات اللواء 16 وقوة أمنية بعمليات التفتيش والتسويات في المنطقة».
ورجح المصدر أن «تستمر عمليات التسوية الجديدة وتطبيق الاتفاق في منطقة حوض اليرموك لمدة أسبوع كامل، وبهذا تكون الخارطة الروسية طبقت في مناطق ريف درعا الغربي بالكامل، وهناك تطلعات لتطبيقها في مناطق ريف درعا الشمالي والشمالي الغربي في مدن وبلدات جاسم وانخل والشيخ مسكين».
وتعد مناطق ريف درعا الغربي ومنطقة حوض اليرموك في درعا من أبرز المناطق التي شهدت عمليات اغتيال وقتل منذ تطبيق اتفاق التسوية الماضي عام 2018 استهدفت شخصيات معارضة سابقة وأخرى موالية للنظام السوري من رؤساء بلديات وفرق حزبية، وهو استهداف متكرر لنقاط وحواجز قوات النظام السوري وعناصر وقادة التسويات التي انضمت لقوات النظام أو أجهزته الأمنية.
وتعد منطقة حوض اليرموك المنطقة الوحيدة في درعا التي كانت تحت سيطرة جيش «خالد بن الوليد» التابع لتنظيم «داعش»، ودخلتها قوات النظام السوري في عام 2018، بعد إسناد جوي روسي مكثف ومعارك عنيفة ومشاركة فصائل المعارضة حينها بالمعارك مع قوات النظام السوري وفرضت السيطرة العسكرية على المنطقة.
وقال ناشطون في مدينة درعا إن قوات النظام السوري سحبت عدداً من الحواجز التي كانت تنتشر في محيط درعا البلد وأخرى في درعا المحطة خلال اليومين الماضيين، وأبرزها حاجز «حميدة الطاهر» في منطقة «السحاري» المطل على مدينة درعا البلد من جهة الوادي في درعا المحطة، وهو الحاجز الأول الذي تم إنشاؤه في مدينة درعا في 25 أبريل (نيسان) 2011 في حديقة ومدينة الألعاب «حميدة الطاهر» التي حولتها قوات النظام السوري إلى ثكنة عسكرية، حيث اشتهر هذا الحاجز منذ إنشائه بمساحته الكبيرة وانتهاكاته المستمرة بحق المدنيين في درعا وسكان منطقة السحاري، وكان يحتوي على مركز للاعتقال بداخله من عام 2012 – 2016، وكان يستهدف أحياء مدينة درعا البلد بالقذائف والصواريخ والمضادات الأرضية بشكل مستمر.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.