تجددت الاشتباكات على الجبهات الفاصلة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وفصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من الجيش التركي ليل الخميس - الجمعة الماضية، في وقت أعلنت قوات «قسد» إفشال عملية تسلل نفّذها مسلحو فصائل المعارضة السورية لاستهدف الطريق الدولي السريع (إم 4) بشمالي سوريا، واتهم متحدث عسكري من القوات تركيا بالعمل على زعزعة استقرار المنطقة وخلق حالة من الفوضى بهدف تعطيل جهود مكافحة الخلايا المتطرفة، في حين شنت «قسد» عملية أمنية نوعية داخل مدينة الحسكة أسفرت عن القبض على شخصين يعملان بشبكات موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وصعّدت القوات التركية وفصائل سورية مسلحة موالية هجماتها على مواقع «قسد» واستخدمت الأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون، وتجددت الاشتباكات على طول جبهات بلدة عين عيسى الواقعة شمال غربي محافظة الرقة وانسحب جزء منها إلى بلدة تل تمر بريف محافظة الحسكة الشمالي، وقالت قوات «قسد» العربية الكردية المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، في بيان نُشر على حسابها الرسمي أول من أمس أن الفصائل الموالية لتركيا ودباباته هاجمت فجر الأربعاء الماضي قرية «الدبس» والطريق الدولي (إم 4) وحدثت اشتباكات عنيفة بين الطرفين: «استمرت أكثر من ساعتين، تمكنت خلالها قوات (قسد) من صدّ الهجوم وقتل العشرات من المسلحين وإعطاب آلياتهم العسكرية».
في السياق ذاته، قال مصدر طبي من عين عيسى إن هجوم الفصائل الموالية لتركيا أول من أمس، على قرية «الدبس» الواقعة على بُعد نحو 7 كيلومترات غربي البلدة، «أدى إلى فقدان حياة مدني يدعى مجيد العوض وكان عمره (35 سنة) وإصابة أربعة مدنيين من سكان القرية حالة بعضهم حرجة، نُقلوا إلى مشفى الهيشة بريف الرقة».
وقال رياض الخلف، قائد «مجلس تل أبيض العسكري» المنضوي في صفوف قوات «قسد»، لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة تعرضت لعملية تسلل بإسناد برّي ومدفعي من قواعد الجيش التركي الموجودة في عين عيسى: «في مسعى منها لاحتلال القرية والسيطرة على الطريق الدولي، لكن قواتنا العسكرية أفشلت الهجوم وكبّدت العدو خسائر في العدة والعتاد وأعطبت دبابة لهم».
من جانبه، أشار آرام حنا المتحدث الرسمي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، إلى أن التصعيد العسكري التركي الأخير وهجماتها على المنطقة «يهدف إلى خلق حالة عدم الاستقرار لتعطيل جهود مكافحة الخلايا المتشددة»، في إشارة إلى العمليات المشتركة التي تنفّذها «قوات قسد» بالتنسيق والدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة أميركية، في أرياف محافظتي الحسكة ودير الزور شمال شرقي البلاد.
وذكر حنا أن الأسبوع الماضي شهد تصعيداً لهجمات الجيش التركي وفصائل موالية، ولدى حديثه لـ«الشرق الأوسط» زاد: «طال القصف عين عيسى ومنطقة منبج وأرياف تل أبيض وتل تمر، واستهدف القصف المكثف قرى مأهولة بالسكان ومنازل المدنيين بشكل مباشر»، منوهاً إلى أن هذا التصعيد يهدف إلى «تعطيل جهود قواتنا وقوات التحالف التي نفّذت عدة عمليات نوعية أدت إلى إلقاء القبض على عدد من المتشددين في ريفي الحسكة ودير الزور».
إلى ذلك، نفّذت قوة المهام الخاصة ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة لقوات «قسد» عملية أمنية في حي (البومعيش) داخل مدينة الحسكة من جهتها الغربية، بدعم وإسناد جوي من قوات التحالف الدولي أسفرت عن القبض على شقيقين يُشتبه بانتمائهما إلى الخلايا النائمة الموالية لتنظيم «داعش»، وضبطت بحوزتهما أسلحة ووثائق ومعدات اتصال، ورجحت مصادر عسكرية أن الشخصين يُشتبه بمشاركتهما في التخطيط لهجمات وتنفيذها ضد القوات العسكرية والأمنية في مناطق مختلفة من الحسكة وريفها.
كانت قوات الأمن الداخلي (الأسائيش) التابعة للإدارة الذاتية، قد أعلنت السبت الماضي القبض على 27 عضواً في خلايا «داعش»، خلال عملية أمنية نوعية بدعم من طيران التحالف الدولي في قرى ريف الحسكة الجنوبي، وقالت في بيان: «إن الوحدات الخاصة نفّذت عمليات متابعة ورصد لفلول (داعش) وتوصلت إلى 27 شخصاً ينتمون للتنظيم الإرهابي في قريتي عابد وفلاحة بريف الحسكة الجنوبي وتم القبض عليهم»، وأشار البيان إلى أن هؤلاء تورطوا بعمليات تسهيل تحركات الخلايا الإرهابية وخططت لعمليات اغتيال ضد المدنيين والعسكريين، «ضبطنا بحوزتهم أسلحة ومعدات تقنية كانوا يستعملونها في تنفيذ العمليات وعمدوا إلى زراعة الألغام ونفّذوا الاغتيالات».
اشتباكات شرق الفرات بين «قسد» وفصائل موالية لأنقرة
عملية أمنية لحلفاء واشنطن ضد متهمين بالانتماء لـ«داعش» في الحسكة
اشتباكات شرق الفرات بين «قسد» وفصائل موالية لأنقرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة