سنوات السينما

لندساي أندرسن
لندساي أندرسن
TT

سنوات السينما

لندساي أندرسن
لندساي أندرسن

- لندساي أندرسن
- (1928 - 1994)
- مخرج مهم ومبدع ومنسي
> أنجبت السينما البريطانية مخرجين ممتازين طوال سنواتها. قليلون منهم (ديفيد لين وألفرد هيتشكوك مثلاً) شهدوا نجاحاً عالمياً كبيراً. العديدون الآخرون نجحوا لحين ثم مضوا كما لو كانوا شهباً سماوية.
لندساي أندرسن، الذي بدأ حياته ناقداً سينمائياً، هو أحدهم. بدأ العمل كمخرج في الخمسينات وتميّز بأعماله في الستينات وخف بريقه في الثمانينات. لكن من يراجع أفلامه اليوم يدرك أن ما بين الانبثاق والانضواء مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة للسينما البريطانية كما بالنسبة إليه.
أندرسن كان يؤمن بالقضية الاجتماعية ومن خلالها نقد النظم التي من شأنها تفتيت تلك القضايا وإدخالها مراحل من الروتين والقوانين والإجراءات التي تمنع الناس من حياة أفضل. هذا كله أدّى، في نظره، إلى ضرورة الثورة الشابة. وهكذا، وبينما كانت فرنسا تعيش ثورتها الشبابية سنة 1968 كان أندرسن ينجزها على الشاشة عبر فيلمه الغاضب If...
«إذا…» هو فيلم عن ثورة الطلاب ضد قوانين متزمّتة تدفع بعضهم لا لتبني مفاهيم معادية فقط، بل لنقل العداء إلى العنف أيضاً. يتوازى الموضوع هنا مع فيلم ستانلي كوبريك «كلوكوورك أورانج» (1971) خصوصاً أن الممثل مالكولم ماكدووَل يلعب البطولة في كلي الفيلمين. لكن «كلوورك أورانج» يتبنّى قضيته المعادية للنظم عبر سينما من الدهشة المبرمجة، أما أسلوب أندرسن فهو أكثر التزاماً بمنحاه الاجتماعي على الرغم أن الفيلم ليس واقعياً، وبحقيقة أن نقده لا يدخل عرين الفانتازيا لينسج منها المفاد، بل يبقى في إطار الحكاية ذات التركيبة المعاصرة.
قبل هذا الفيلم عمل أندرسن في مجال الفيلم التسجيلي، وما وصلنا منه (عرض يتيم لبعض أفلامه في ذا بريتيش فيلم إنستتيوت في مطلع الثمانينات) يشي بمخرج يعرف ما يريد الوصول إليه فناً ومضموناً. هو مبتكر في تلك الأفلام ومن بينها «لو كنت هناك» (If You Were There) الذي يلتزم فيه بحياة العاملين في المناجم.
عندما قرر أندرسن الانتقال إلى السينما الروائية، بتشجيع من أترابه كارل رايز وتوني رتشردسون، كلاهما من عماد السينما البريطانية الجديدة آنذاك وكلاهما حقق أفلام قضايا اجتماعية إنما بمنظور ليّن، خصوصاً بالنسبة لرتشردسون. فيلم ليندساي أندرسن الأول «هذه الحياة الرياضية» (This Sporting Life) حمل بذرات الغضب التي لاحقاً ما تكوّنت منها باقي أفلامه بدءاً من «إذا».
في عام 1973 حمل مالكولم مكدووَل فكرة لأندرسن نالت إعجابه: بائع متجوّل يعمل في بيع منتجات القهوة لديه من العزيمة والطموح، مما يدفعه إلى المثابرة على تحقيق الحلم المادي الكبير. النجاح في التحوّل من بائع جوّال إلى صاحب مؤسسة. هو ساذج في الوقت ذاته، خصوصاً عندما يبدأ بمجابهة الوقائع على الأرض.
الأغنية التي وضعها ألان برايس وقام بغنائها كمقدّمة للفيلم توعز بمحتوى هذه الكوميديا الساخرة إذ تقول في بعض مقاطعها:
Poor people stay poor people and They never get to see: Someone’s got to win in the human race… If it isn’t you، then it has to be me
أندرسن كانت لديه قيم غير قابلة للتغيير، لكنها على الشاشة لم تكن جامدة ولا خطابية بل مثيرة للخيال في أحيان كثيرة. المرّة الوحيدة التي حاول فيها الخروج من مفاهيمه صوب رحاب درامية أوسع كانت في «حيتان أغسطس» الذي جمع فيه ممثلتين من زمن غابر هما ليليان غيش وبَتي ديفيز.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».