مفتي القدس يحرّم التعاطي مع «تسوية» أملاك الغائبين

حذر من خطورة مشروع يهدف إلى الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين

احتجاجات في القدس ضد إخلاء بيوت فلسطينيين في الشيخ جراح يونيو الماضي (أ.ف.ب)
احتجاجات في القدس ضد إخلاء بيوت فلسطينيين في الشيخ جراح يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

مفتي القدس يحرّم التعاطي مع «تسوية» أملاك الغائبين

احتجاجات في القدس ضد إخلاء بيوت فلسطينيين في الشيخ جراح يونيو الماضي (أ.ف.ب)
احتجاجات في القدس ضد إخلاء بيوت فلسطينيين في الشيخ جراح يونيو الماضي (أ.ف.ب)

دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين،، المواطنين الفلسطينيين في القدس، إلى مقاطعة وعدم التعاطي مع مشروع التسوية الإسرائيلي في المدينة.
وأصدر المفتي بياناً باسم مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، حذر فيه من خطورة مشروع «التسوية الإسرائيلي»، الذي «يهدف إلى تسجيل الأملاك والعقارات في القدس المحتلة». ودعا البيان إلى رفض التعاطي مع هذا المشروع باعتباره «يهدف إلى الاستيلاء على أملاك المواطنين الفلسطينيين، بذريعة ما يسمى بقانون أملاك الغائبين».
وقال البيان، إن هذا المشروع يمثل جزءاً خطيراً من المخطط الاستعماري لضم المدينة المقدسة، والذي من شأنه تغيير طابع المدينة القانوني وتركيبتها، «ما يؤدي إلى تهويدها؛ فهذا المشروع يهدف إلى سرقة مزيد من الأرض الفلسطينية، وتقطيع أوصالها، وعزل مناطقها عن بعض».
وجاء الموقف الديني ليدعم موقفاً سياسياً فلسطينياً وأردنياً حول ذلك.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد وصفت المشروع «بالخطير»، ودعت الفلسطينيين إلى عدم التعاطي معه؛ لأنه سيؤدي إلى الاستيلاء على أملاك المواطنين الفلسطينيين؛ ما من شأنه تغيير طابع المدينة القانوني وتركيبتها، ما يؤدي إلى تهويدها.
وشكّلت الرئاسة لجنة عليا لمتابعة هذه القضية. كما رفضت الأردن المشروع، وقالت الخارجية الأردنية، إن القدس الشرقية أرض محتلة منذ عام 1967، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية؛ ما يؤكد بطلان وعدم قانونية جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والأعمال التي تتخذها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بهدف تغيير وضع القدس.
وأعلنت إسرائيل عن مشروع «التسوية» في مارس (آذار) 2018، وبدأت هذا العام بتطبيقه في أحياء مقدسية قالت، إنه يوجد فيها أملاك يهودية. وأصدرت قراراً بفتح ملف تسوية في مناطق، مثل، صور باهر، بيت حنينا، شعفاط، الشيخ جراح وحزما. وينص قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي لعام 1950 على مصادرة عقارات الفلسطينيين الذين «غادروا البلاد إلى الدول المعادية» خلال حرب عام 1948.
ويخشى الفلسطينيون أن تستغل إسرائيل غياب أصحاب الأملاك أو جزء منهم من أجل السيطرة عليها. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، في تصريح سابق هذا الشهر، إن «أكثر من 70 في المائة من أملاك القدس هي ملكيات مشتركة مع أقارب، بعضهم هنا (في فلسطين) وبعضهم خارجها»، مخاطباً أهالي القدس بألا يعطوا فرصة للاحتلال ليعتبر أملاك أبنائهم في الخارج «أملاك غائبين».



غارة جوية إسرائيلية تستهدف شاحنات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)
من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)
TT

غارة جوية إسرائيلية تستهدف شاحنات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)
من مدينة حمص السورية (أرشيفية - رويترز)

استهدفت غارة إسرائيلية، الأحد، شاحنات تحمل مواد إغاثية وطبية في مصنع فارغ للسيارات الإيرانية جنوب مدينة حمص وسط سوريا، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد أيام من غارات طالت دمشق والحدود اللبنانية السورية.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال «المرصد» إن طائرات إسرائيلية شنّت «غارات جوية بثلاثة صواريخ استهدفت(...) 3 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية في معمل للسيارات الإيرانية بمنطقة حسياء الصناعية»، الواقعة جنوب المدينة.

وأدّت الغارة إلى إصابة 3 أشخاص من فرق الإغاثة، وتدمير الشاحنات القادمة من العراق لتقديم مساعدات إنسانية للبنانيين المتضررين من الغارات الإسرائيلية، وفق «المرصد».

من جهته، أكد مدير المدينة الصناعية في حسياء عامر خليل وقوع «أن عدواناً جوياً إسرائيلياً استهدف 3 سيارات داخل المدينة الصناعية، محملة بمواد طبية وإغاثية، والأضرار مادية»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الرسمية» (سانا).

يذكر أن حمص محافظة حدودية مع لبنان.

وكثّفت إسرائيل في الأيام الماضية وتيرة استهداف نقاط قرب المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، التي عبرها مؤخراً عشرات الآلاف هرباً من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.

وأدّت غارة إسرائيلية، استهدفت فجر الجمعة منطقة المصنع في شرق لبنان، إلى قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا، وأتت بعد اتهام إسرائيل «حزب الله» باستخدام المعبر لنقل الأسلحة.

كما شنّت إسرائيل مراراً في الأيام الماضية غارات جوية داخل سوريا.

وأدت إحداها، الأربعاء، على منطقة المزة في دمشق إلى مقتل حسن جعفر قصير، وهو صهر الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، الذي قتل بغارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر (أيلول).

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» الحليف لطهران ودمشق.

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ومنذ بدء غاراتها المكثفة في لبنان في 23 سبتمبر، شددت إسرائيل على أنها ستعمل على الحؤول دون نقل «حزب الله» لـ«وسائل قتالية» من سوريا إلى لبنان.