غالبية دول أوروبا ترشّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لولاية ثانية

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (رويترز)
TT

غالبية دول أوروبا ترشّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لولاية ثانية

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (رويترز)

رشّحت غالبية دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لولاية ثانية، وذلك قبل ساعات من انتهاء موعد تقديم الترشيحات لهذا المنصب.
وفي الساعة السادسة مساء بتوقيت جنيف (16:00 بتوقيت غرينتش) انتهت المهلة المحدّدة للدول الأعضاء في المنظّمة لإرسال أسماء مرشّحيها لهذا المنصب.
وكانت ألمانيا أعلنت رسمياً (الأربعاء) أنّها رشّحت الدكتور تيدروس (56 عاماً) لولاية ثانية، في منصب يبدو أن أحداً لا ينافسه عليه، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وعلى الرّغم من أنّ وزير الصحّة والخارجية الإثيوبي السابق لم يعلن رسمياً ترشّحه لولاية ثانية على رأس منظّمة الصحّة العالمية، فإنّ الدعوة التي أطلقتها برلين (الأربعاء) لاقت في ما يبدو صدىً في أرجاء الاتّحاد الأوروبي مع إعلان مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية (الخميس) أنّ حوالي 20 من دول الاتّحاد حذت حذو ألمانيا.
وأوضحت المصادر أنّ كلّاً من هذه الدول، ومن بينها فرنسا وإسبانيا والنمسا والبرتغال، أرسل إلى منظمة الصحّة العالمية مظروفاً مغلقاً بداخله اسم المرشّح الإثيوبي.
وفي 2017 صار غيبرييسوس أول أفريقي يرأس هذه الوكالة النافذة التابعة للأمم المتحدة والتي تقود المعركة الراهنة ضدّ جائحة «كوفيد - 19».
وتيدروس اختصاصي في الملاريا ومجاز في علم المناعة ويحمل شهادة دكتوراه في صحّة المجتمع وقد عيّن في 2005 وزيراً للصحة في بلاده وهو منصب بقي فيه حتى 2012 حين أصبح وزيراً للخارجية.
وفي 2017 أصبح تيدروس أول مدير عام لمنظمة الصحّة العالمية يصل إلى هذا المنصب من طريق الانتخاب.
وقبل ذلك كان المجلس التنفيذي للمنظّمة يقترح اسماً واحداً لتولّي منصب المدير العام ويطلب من الدول الأعضاء التصويت على هذا الاسم بالموافقة أو الرفض.
وأثار ترشيح الدول الأوروبية لغيبرييسوس مفاجأة إذ كان معظم المراقبين يتوقّعون أن يأتي الدعم الرسمي له من دول أفريقية.
وإذا كان غيبرييسوس المتحدّر من تيغراي قد حصل على هذا الدعم الأوروبي الكبير فإنّ بلاده بالمقابل سحبت دعمها له بسبب النزاع الدائر في الإقليم بين الحكومة المركزية والمتمرّدين.
وأثار تيدروس غضب الحكومة الإثيوبية بسبب استخدامه منبر منظمة الصحة العالمية مراراً لإدانة القمع الذي تمارسه قوات أديس أبابا في مسقط رأسه.
وتبدأ الولاية الجديدة للمدير العام في 16 أغسطس (آب) 2022 وتستمرّ خمس سنوات.


مقالات ذات صلة

صحتك مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من مشاعر التوتر والقلق بشكل كبير (رويترز)

كيف تؤثر مواقع التواصل على الهرمونات؟

أكدت عدة دراسات سابقة أن مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من مشاعر التوتر والقلق بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السكر ليس المتهم الوحيد بالتسبب في تسوس الأسنان (رويترز)

ليس السكر فقط... أطعمة قد تزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان

كشفت دراسة جديدة أن السكر ليس المتهم الوحيد بالتسبب في تسوس الأسنان؛ حيث يمكن أن تزيد الأطعمة النشوية، مثل البطاطس والخبز، من خطر الإصابة بهذه المشكلة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يعد الباراسيتامول أكثر مسكنات الألم أماناً للاستخدام أثناء الحمل (أ.ب)

تناول الحوامل مسكنات الألم قد يصيب أطفالهن بـ«فرط الحركة ونقص الانتباه»

كشفت دراسة جديدة أن تناول الحوامل مسكنات الألم قد يصيب أطفالهن باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك قد يغفل كثيرون الأهمية الكبيرة للحفاظ على رطوبة الجسم خلال ساعات الإفطار (رويترز)

نصائح للحفاظ على رطوبة جسمك في رمضان

قد يغفل كثير من الأشخاص الأهمية الكبيرة للحفاظ على رطوبة الجسم خلال ساعات الإفطار في شهر رمضان، لدعم صحة الجسم وتعزيز مستويات الطاقة به خلال الصيام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس النيجر: القضاء على الإرهاب يتطلب الوقت والصبر

المجلس العسكري لقي استقبالات شعبية في منطقة تشكل حاضنة لأخطر تنظيم إرهابي في الساحل (المجلس العسكري)
المجلس العسكري لقي استقبالات شعبية في منطقة تشكل حاضنة لأخطر تنظيم إرهابي في الساحل (المجلس العسكري)
TT

رئيس النيجر: القضاء على الإرهاب يتطلب الوقت والصبر

المجلس العسكري لقي استقبالات شعبية في منطقة تشكل حاضنة لأخطر تنظيم إرهابي في الساحل (المجلس العسكري)
المجلس العسكري لقي استقبالات شعبية في منطقة تشكل حاضنة لأخطر تنظيم إرهابي في الساحل (المجلس العسكري)

قال رئيس المجلس العسكري لحماية الوطن في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني إن القضاء على الإرهاب يتطلب الوقت والصبر، محذراً من اتخاذ أي قرارات متسرعة في منطقة معقدة، ومشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى «كارثة».

رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر وهو يتفقد المنطقة الأكثر تضرراً من الإرهاب (المجلس العسكري)

كان الجنرال الذي يحكم النيجر منذ يوليو (تموز) 2023، يتحدث في يومي الأحد - الاثنين، خلال أول زيارة لمنطقة تيلابيري، الواقعة غرب النيجر على الحدود مع دولتي مالي وبوركينا فاسو، وهي التي تعرف بـ«المثلث الحدودي»، وسجلت أعلى معدل للهجمات الإرهابية في منطقة الساحل، طيلة السنوات العشر الأخيرة.

رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر وهو يتفقد المنطقة الأكثر تضرراً (المجلس العسكري)

وزار تياني ثكنات تابعة للجيش النيجري، وتحدث إلى الجنود من أجل رفع معنوياتهم، كما التقى بالسكان المحليين في قرى تعرضت لهجمات إرهابية متكررة خلال الأشهر الأخيرة، بما فيها قرية خربها تنظيم «داعش» في هجوم عنيف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقتل فيها أكثر من 20 مدنياً.

الأمن والإعمار

أعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر خلال جولته في قرى المنطقة عن خطة مزدوجة من أجل «إعادة إعمار» القرية التي دمرت خلال الهجوم الأخير، وإعادة الحياة للقرى الأخرى التي خنقها الإرهاب حتى أصبحت تكاد تكون مهجورة.

وقال الجنرال تياني خلال حديثه مع قوات الأمن المتمركزة في قرية ساميرا: «عملنا على تصميم مهمة هندسية استغرقت شهراً تقريباً لتنظيم عمليات إعادة الإعمار»، وهي المهمة التي تستهدف مجموعة من القرى التي ضربتها هجمات «داعش»، وجرى تخريبها بشكل كامل أو جزئي.

ولكن الجنرال تياني شدد على أن خطته في شقها الثاني ستركز على «تعزيز الوجود العسكري لضمان الأمن ومنع تكرار الهجمات»، ثم أضاف في السياق ذاته: «إعادة الإعمار وحدها لا تكفي، فإذا لم نؤمّن المنطقة، سيعود المهاجمون مرة أخرى».

منطقة تيلابيري شديدة الوعورة والخطورة (المجلس العسكري)

منطقة معقدة

وسبق لتياني أن قاد الحرس الرئاسي في النيجر لأكثر من عشر سنوات، قبل أن ينفذ انقلاباً عسكرياً ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، وأعلن فور السيطرة على الحكم أن هدفه القضاء على الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.

وفي هذا السياق، قال تياني أمام السكان في أكثر منطقة متضررة من الإرهاب، إن «العمليات الأمنية في هذه المنطقة معقدة بسبب وعورة التضاريس وصعوبة الوصول إليها»، محذراً من التسرع في اتخاذ أي قرارات أمنية. وأضاف: «لا يمكن تنفيذ أي عملية أمنية على الفور في مثل هذه البيئة. من يعتقد أن الأمن يمكن تحقيقه بسرعة فإنه يقود نفسه إلى كارثة».

غير أنه أكد في الوقت ذاته أن حماية البلاد مسؤولية سيادية يجب على النيجر تحملها بنفسها، متعهداً بعدم التهاون في توفير الموارد اللازمة لقوات الدفاع، بحيث تتمكن من تنفيذ مهامها وفق الإمكانات المتاحة للدولة.

وكان تياني فور سيطرته على الحكم قد طرد قرابة 5 آلاف جندي فرنسي كانوا متمركزين في النيجر لمساعدتها في محاربة الإرهاب، كما طلب من الأميركيين سحب 1500 جندي كانوا يدعمون جيش النيجر ويساعدونه في التدريب على مواجهة تنظيم «داعش».

وتوجه العسكريون الذين يحكمون النيجر، نحو روسيا، حيث حصلوا على أسلحة ومعدات عسكرية جديدة، بالإضافة إلى استقبال مئات المؤطرين العسكريين الذين ينتمون إلى «فيلق أفريقيا»، الاسم الجديد لمجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة.

هجمات مستمرة

مع ذلك لا تزال الهجمات الإرهابية مستمرةً في مناطق مختلفة من النيجر، حيث قتل خمسة جنود على الأقل في هجوم وقع ليل السبت - الأحد، في منطقة تيلابيري، وذلك بالتزامن مع استعداد المنطقة لاستقبال الجنرال تياني.

وقال جيش النيجر، في بيان، إن «مهاجمين تسللوا بين السكان المدنيين وفتحوا النار على قوات الأمن، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود»، وأضاف الجيش أنه أطلق على الفور عملية جوية وبرية لتعقب المهاجمين لم تسفر عن تحديد مواقعهم، مرجحاً أنهم تمكنوا من الاختباء بين السكان المحليين.

وأكدت السلطات التزامها بملاحقة «وتحييد» منفذي هذا الهجوم، مشددةً على أنها لن تتهاون في التصدي لهذه التهديدات.

الهجوم وقع في قرية ساكويرا غير بعيد من القرى التي زارها رئيس النيجر، خصوصاً قرية ليبيري التي جمعت فيها السلطات سكان قرى متضررة من الهجمات الإرهابية، في انتظار تأمين قراهم وإعادة تعميرها، وخلال زيارته للمنطقة وزع تياني على النازحين من الإرهاب مساعدات غذائية وأدوات غير غذائية.

الجنرال تياني يوزع مساعدات غذائية على النازحين من الإرهاب (المجلس العسكري)

هيكلة جديدة

في ختام جولته في قرى تيلابيري، أعلن الجنرال تياني عن قيادة جديدة للعمليات الخاصة متعددة الأسلحة سيتم تشكيلها قريباً في منطقة الدفاع رقم 9، من أجل تسريع العمليات العسكرية في واحدة من أكثر المناطق خطراً في النيجر.

وقال التلفزيون الحكومي إن القيادة الجديدة تعكس «التزام السلطات بتعزيز الأمن ومواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة»، كما نقل عن الجنرال تياني قوله: «نحن على دراية كاملة بالتحديات اللوجستية والبشرية التي تواجهها هذه المهمة».

وأضاف في السياق ذاته: «كامل سلسلة القيادة العسكرية تدرك التحديات التي نواجهها، ونحن ملتزمون بالعمل معاً لتحقيق الأهداف المنشودة»، قبل أن يشدد على ضرورة تعزيز «التعاون الوثيق بين قوات الدفاع والأمن، والسكان المحليين، والسلطات لمواجهة الإرهاب».