سفراء العالم في الرياض يحتفون باليوم الوطني السعودي

أكدوا على تعاظم دورها الإقليمي والدولي والإنساني تحت جائحة «كورونا»

صورة نشرها السفير الفرنسي لودوفيك بوي على «تويتر» أثناء حضوره احتفالات اليوم الوطني السعودي
صورة نشرها السفير الفرنسي لودوفيك بوي على «تويتر» أثناء حضوره احتفالات اليوم الوطني السعودي
TT

سفراء العالم في الرياض يحتفون باليوم الوطني السعودي

صورة نشرها السفير الفرنسي لودوفيك بوي على «تويتر» أثناء حضوره احتفالات اليوم الوطني السعودي
صورة نشرها السفير الفرنسي لودوفيك بوي على «تويتر» أثناء حضوره احتفالات اليوم الوطني السعودي

بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السعودي، أكد سفراء دوليون في الرياض لـ«الشرق الأوسط»، أنه حقّ للسعودية أن يحتفي العالم بهذا اليوم، لما قدمته للمجتمع الدولي عامة، من مساهمات رائعة لتعزيز التنمية واستدامتها ودعم اقتصاداته، ومساعدة العديد منها للعبور من الأزمات التي أفرزتها جائحة كورونا، فضلاً عما قدمته لشعبها وبلادها من مبادرات واستنهاض شامل على الصعد كافة.
السفير الفرنسي في الرياض، لودوفيك بوي، قال لـ«الشرق الأوسط»: «أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن المملكة كانت ناجحة للغاية في إدارة جائحة (كوفيد - 19) داخلياً ودولياً»، موضحاً: «داخليا، بينما واجهت العديد من دول العالم موجات عديدة من الإصابات في العام ونصف العام الماضي، ظلت الأعداد دائما منخفضة في المملكة بفضل حسم السلطات السعودية. دوليا، وعلى الرغم من التحديات التي يمثلها الوباء، تمكنت السعودية من تنظيم اجتماعات مختلفة لمجموعة العشرين، بما في ذلك قمة القادة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».
ولفت إلى أن «السعودية أكدت خلال رئاستها لمجموعة العشرين أنها ليست فاعلا إقليميا فحسب، بل فاعل عالمي، وأن الشريك الرئيسي هو أكثر القضايا إلحاحاً مثل تغير المناخ أو دعم التطعيم للبلدان الأكثر احتياجا»، مضيفا «في حين أن معظم هذا تم من خلال الاجتماعات عن بعد، فإن إعادة فتح الحدود واستئناف الرحلات الجوية توفر الفرصة لكثير من الناس لاكتشاف المملكة جسديا، خاصة أنها عجائب طبيعية وأثرية مدهشة، وأن يروا بأعينهم التغيير الهائل الذي حدث اجتماعيا وثقافيا داخل المملكة في إطار تنفيذ طموح لرؤية 2030».
من جهته، أكد السفير الأوزبكي، أولوغبيك مقصودوف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجائحة لم تشكل عقبة أمام المملكة في تنفيذ إصلاحات (رؤية 2030)»، حيث «استطاعت بصفتها رئيسا لمجموعة العشرين، ورئيسا لقمة منظمة التعاون الإسلامي، خلال جائحة كورونا، أن تركز عملها على تلك المهام الحيوية»، مبدياً إعجابه بالمبادرة الخضراء للشرق الأوسط «لخدمة البيئة المهمة في جميع أنحاء العالم».
ووفق مقصودوف، استطاعت السعودية تمكين الناس من خلال خلق بيئة يمكن للجميع، وخاصة النساء والشباب، العيش والعمل والازدهار، وحماية كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود الجماعية في مجالات الأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة، بجانب إطلاق استراتيجيات طويلة الأجل لتقاسم منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي، ومع ذلك ما زالت تمضي قدما في تحقيق تلك الأهداف.
وتابع بالقول: «خدمت المملكة قضايا حيوية لتنمية وازدهار العالم الإسلامي، وقدمت مساعدات إنسانية للدول الأقل تقدما«، مضيفاً «ففي القمة الإسلامية، استطاعت الرياض توحيد جهود الدول الإسلامية لمواجهة تحديات العصر والتوصل إلى توافق حول العديد من القضايا الدولية، فضلا عن إطلاقها مبادرة لحل الأزمة اليمنية سلميا».
وفق مقصودوف، فإن «الجائحة لم تمنع العلاقات الأوزبكية السعودية من الصعود إلى مستوى جديد من التعاون بسبب زيارات المسؤولين الحكوميين من كلا الجانبين والاجتماعات الحكومية الدولية والمشاورات السياسية. ستساهم المملكة العربية السعودية، لكونها دولة رائدة في مجال الطاقة، في تطوير نظام الطاقة في أوزبكستان. أنا متفائل للغاية بشأن آفاق توسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات».
إلى ذلك، اعتبر السفير البرتغالي لويس ألميدا فيراز، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية «تمثل حالة نجاح منقطع النظير في مكافحة الوباء، حيث إنها تمكنت اليوم في يومها الوطني من تقديم مثل هذه النتائج الجيدة، فضلاً عن ضريبة التطعيم»، مؤكداً على المبادرات الاجتماعية والثقافية التي قدمتها للبلاد وللشعب، والتي جسدت ما اكتنزته «رؤية 2030»، حيث «ساهمت بشكل واضح في إظهار القدرات الكبيرة للمملكة، وعملت على إعادة إحياء السعودية الجديدة، الأكثر شمولا وديناميكية والتي تقود مسارها خلال القرن الحادي والعشرين. وفوق كل هذا، هذا ما نحتفل به جميعًا في المملكة العربية السعودية اليوم».
ويرى السفير السوداني عادل بشير، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «الاحتفاء باليوم الوطني السعودي، هو احتفاء بالإنجازات الكبيرة التي تحققت في جميع الصعد الاقتصادية والسياسية والإنسانية، حيث قدمت السعودية كثيرا من المساعدات لعدة دول إسلامية وغير إسلامية أثناء جائحة كورونا، فضلا عما قدمته للعالم من خلال رئاستها لقمة العشرين 2020، لمعالجة المناخ والتلوث البيئي والمبادرة الخضراء».
ونوّه بشير بأن «السعودية قدمت جهودا جبارة لإحداث نقلة وطفرة حقيقية في جودة الحياة وإحياء التراث والثقافة والسياحة، واطلاق العديد من المشاريع العملاقة، حيث تقف (نيوم) شاهدا على الإنجاز السعودي الكبير للمنطقة وللعالم، فضلا عن مشاريع القدية والبحر الأحمر وغيرها من المشروعات التنموية»، مشيرا أيضاً إلى ما أطلقته من حزم عدة لدعم الاقتصاد والقطاع الخاص وتطوير المهارات الشبابية ورعاية الابتكار لقيادة دفة التطوير والنقلة التي تحملها «رؤية 2030» في طياتها، في ظل ما أنجزته على صعيد الذكاء الصناعي والتحول الرقمي، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب من الجنسين.
بدوره، قال السفير الصيني تشن وي تشينغ لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في مواجهة الجائحة، أظهرت السعودية حكومة وشعبها الشجاعة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تضامنا كبير للتعامل مع الجائحة بشكل فعال، كما لعبت دورا مهما في الحوكمة العالمية ومكافحة الجائحة من خلال عقد قمة مجموعة العشرين».
ووفق إحصاءات مؤسسات أبحاث دولية أشار إليها تشينغ، احتلت الصين والسعودية المكان الأول والثاني من حيث مؤشر للتعافي من فيروس كورونا المستجد، منوهاً بالإنجارات الجديدة التي أحرزتها السعودية على مختلف الأصعدة، متطلعاً إلى أن يعزز البلدان تعاونهما الذي «سيحقق نتائج أكثر في الحفاظ على التنمية الذاتية ودفع استئناف الاقتصاد العالمي»، على حدّ تعبيره.
في شأن متصل، أرجع السفير السنغافوري ونغ تشاو مينج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، تطور الشراكة القوية متعددة الأوجه بين بلاده والسعودية إلى الرؤية المشتركة الثاقبة، حيث «أخذت تتصاعد من قوة إلى قوة في الأعوام الأخيرة»، مشيراً إلى اقتراح خادم الحرمين الشريفين خلال زيارة الرئيسة السنغافورية حليمة يعقوب إلى المملكة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بشأن إنشاء لجنة مشتركة لإجراء مشاورات حكومية منتظمة، إضافة إلى منصة أعمال لتشجيع المزيد من التبادلات بين البلدين، مضيفاً «ستضع هذه المبادرات الأساس لتعاوننا الثنائي لكي يزدهر في الأعوام المقبلة».
وأعرب مينج عن تشرف بلاده «بشدة» أن دعتها السعودية للمشاركة في مجموعة العشرين كبلد ضيف العام الماضي، وامتنانه للملك سلمان وولي العهد لدعمهما القوي لعلاقات البلدين، متمنياً لجميع السعوديين يوما وطنيا سعيدا.
من ناحيته، تحدث السفير الصربي محمد سافيك لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «ما أشعر به من خلال خبرتي وعلاقاتي مع أصدقائي السعوديين هو الهدوء القائم على الإيمان السليم»، مضيفاً: «كما أنني مقتنع بأن مساهمة القيادة السعودية في الحفاظ على مثل هذا الموقف كبيرة، وهذا ما سأفرده بالذكر»، لافتاً إلى أن «مثل هذا الموقف والانطباع ينعكس بشكل واضح في جميع مجالات حياة كل مواطن ومقيم في هذا البلد، مثل الأمن، والسياسة، والجيوستراتيجية، والسياسة الخارجية، واجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً»، متابعاً بالقول: «لهذا، أحب هذا الوقت الذي قضيته هنا، حامداً الله على تلك النعمة، وداعياً إياه أن يجعل هذا البلد بلداً آمناً مطمئناً، في سلام ومحبة وازدهار».



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)