الأعرجي لـ {الشرق الأوسط} : وقوف السعودية مع العراق سيعجل بالقضاء على تنظيم داعش

نائب رئيس الوزراء العراقي قال إن العبادي سيبحث في الرياض تسليح الجيش

بهاء الأعرجي
بهاء الأعرجي
TT

الأعرجي لـ {الشرق الأوسط} : وقوف السعودية مع العراق سيعجل بالقضاء على تنظيم داعش

بهاء الأعرجي
بهاء الأعرجي

كشف بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء العراقي، أن السفارة السعودية في بغداد ستفتح أبوابها مطلع الشهر المقبل، واصفا تلك الخطوة بأنها تصب في مسار إعادة العلاقات الطبيعية بين بلاده والمملكة. وأضاف أن على الجميع أن ينسى الخلافات التي كانت مع الحكومة السابقة، خصوصا أن الحكومة الجديدة للعراق وضعت ضمن أهم أولوياتها إعادة البلد إلى محيطه الإقليمي.
وأوضح الأعرجي، الذي ينتمي إلى التيار الصدري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن العبادي سيزور السعودية خلال الأيام المقبلة تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مبينا أن محاور الزيارة ستناقش أسباب الخلافات وإزالة التراكمات التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين وسبل تلافيها. وأضاف أنه لا يمكن إنكار أهمية التعاون المفصلي مع السعودية لما تملكه من دور ريادي في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة دعم العراق لوجيستيا ومعنويا في حربه ضد تنظيم داعش، إضافة لمدّه بالتسليح اللازم. وتابع: «ندرك أن السعودية لديها إمكانات هائلة، وحين تقف مع العراق ستعجل بالقضاء على تنظيم داعش». وفي شأن آخر، أشار الأعرجي إلى أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يوجد في العراق بصفته مستشارا عسكريا إلى جانب عدد من المستشارين الإيرانيين والأميركيين، وشدد على أن الحكومة السابقة (برئاسة نوري المالكي) هي التي استعانت به، رافضا اعتبار هذا الأمر بأنه مثال للسيطرة الإيرانية، مؤكدا أنهم استنكروا التصريحات التي أدلى بها علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حول أن «العراق بات عاصمة للإمبراطورية الفارسية الجديدة»، واعتبروا التصريحات مساسا بالسيادة العراقية، مؤكدا أن العراقيين «عرب أقحاح يفتخرون بعروبتهم ولا يمكن المس بذلك على الإطلاق».
وأكد الأعرجي أن القوات العراقية بفصائلها كافة «حققت انتصارات كبيرة ضد تنظيم داعش خلال الخمسة أشهر الأخيرة، وهو ما لم يكن في حسبان الأميركيين، الذين توقعوا أن يطول أمد هذه الحرب لخمس سنوات مقبلة»، مبينا أن تدخل قوات الحشد الشعبي «غيّر المعادلة وأعاد للمؤسسة العسكرية هيبتها، والاستعانة به كانت وفق فتوى من المرجعية الشيعية»، معترفا بارتكاب الحشد العشبي لبعض الجرائم ضد مكونات عراقية، لكنه اعتبر أنها تعرضت للتضخيم، وكان على الجميع أن ينظر للانتصارات التي حققتها تلك القوات وزيادة معنوياتها.
وشدد الأعرجي على أن عناصر حزب الله الذين يقاتلون حاليا مع القوات العراقية ضد «داعش» ليسوا من لبنان وإنما هم عراقيون، وأضاف أن «استعانتنا بحزب الله اللبناني ليست عيبا ولا منّة منهم في القضاء على الإرهاب».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.