ليبيا: الدبيبة يدعو للتظاهر رفضاً لـ «سحب الثقة» من حكومته

المنفي يشيد بمواقف السعودية وترحيبها بالحوار السياسي

عبد الحميد الدبيبة محاطاً بعدد من مؤيديه خلال مظاهرة رافضة لقرار سحب الثقة من حكومته وسط طرابلس ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
عبد الحميد الدبيبة محاطاً بعدد من مؤيديه خلال مظاهرة رافضة لقرار سحب الثقة من حكومته وسط طرابلس ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: الدبيبة يدعو للتظاهر رفضاً لـ «سحب الثقة» من حكومته

عبد الحميد الدبيبة محاطاً بعدد من مؤيديه خلال مظاهرة رافضة لقرار سحب الثقة من حكومته وسط طرابلس ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
عبد الحميد الدبيبة محاطاً بعدد من مؤيديه خلال مظاهرة رافضة لقرار سحب الثقة من حكومته وسط طرابلس ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)

فتح رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، الليبية عبد الحميد الدبيبة، معركة تحد ضد مجلس النواب بعد قراره سحب الثقة من حكومته، بعد أن اعتبره «باطلا ولا أثر له»، داعياً أنصاره لمظاهرات حاشدة لدعمه الجمعة المقبل في ميدان الشهداء، وسط العاصمة طرابلس.
وقال الدبيبة أمام مئات الداعمين لحكومته، الذين تجمعوا في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس في طرابلس، إن إقالته «غير مقبولة»، وتعهد بعدم مغادرة منصبه حتى إجراء انتخابات «حرة ونزيهة»، معتبراً أن ما حدث «عبث واستهزاء» بالشعب الليبي.
وأضاف الدبيبة موضحا أن مجلس النواب «سيسقط حتما، ولن يكون ممثلا لليبيين طالما هو بهذه الصورة». وأبلغ مناصريه أن «الشرعية للشعب الليبي وحده دون سواه، وهو من يقرر وليس المعطلون الذين لا يريدون إلا الحرب والدمار لهذا الوطن».
وهتف المتظاهرون بحضور الدبيبة بشعار «الشعب يريد إسقاط البرلمان»، فرد الدبيبة، قائلا: «بإذن الله سيسقط البرلمان»، ودعا الشعب إلى الخروج للتعبير عن رأيه دون خوف.
في المقابل، قال عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، إن الحكومة لم تنفذ الاستحقاقات التي أوكلت إليها، وحادت عن مهامها، ونفذت عقودا طويلة الأجل، وأنفقت 84 مليار دولار خلال 6 أشهر، مشيرا إلى أنه تم تشكيل عدة لجان ذات اختصاص قضائي «لأن هناك أفعالا قامت بها الحكومة تصل إلى جرائم في حق اقتصاد البلاد».
وأوضح صالح في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس أن مجلس النواب، الذي منح الثقة لهذه الحكومة، «هو من له الحق في سحبها، وكل قرارات الحكومة الداخلية ستستمر، لكن لا صلاحية لها في توقيع اتفاقيات خارجية مع أي دولة».
معتبرا أن ردود الحكومة في جلسة الاستجواب «لم تقنع النواب»، وشدد على أن سحب الثقة «إجراء أصيل للمجلس»، قبل أن يصف تصريحات الدبيبة بأنها «تحريض ولغط».
في السياق ذاته، اعتبر 24 نائبا أن ما حدث «لا يعبر عن إرادة مجلس النواب، ويقود لأزمة دستورية في البلاد»، وجادلوا بأن العدد الحقيقي للمصوتين على قرار سحب الثقة من الحكومة لا يتجاوز 73 نائبا، وأنه غير كاف لسحب الثقة، وفق المادة 194 من النظام الداخلي، الذي يشترط الأغلبية المطلقة، المحددة في 87 نائبا يصوتون بنعم، وهو ما لم يحدث.
كما رفض عمداء 65 بلدية سحب الثقة من الحكومة، معتبرين أن قرار مجلس النواب «تزوير وتدليس، يهدف إلى إثارة الفوضى، ويمثل خروجا عن مسار خريطة الطريق».
بدوره، أعرب تنظيم الإخوان على لسان ذراعه السياسية، حزب «العدالة والبناء»، عن رفضه اتخاذ مثل هذه القرارات، وقال إن «خطوات التصعيد والتوتر هذه تمثل حالة خطيرة، لا يمكن أن تُجرى في ظلها انتخابات ديمقراطية نزيهة، وفي موعدها المحدد».
من جانبه أكد خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، أن الحكومة مستمرة في مهامها تحضيرا للانتخابات، وقال عقب لقائه وزير الخارجية المغربي في الرباط، ناصر بوريطة، إن «أي عمل يشوش على الانتخابات لا نريد منحه أكبر من حجمه، فهذه الحكومة يجب أن تحضر للانتخابات في موعدها، وهي مستمرة في عملها، ويجب توفير المناخ لها لإجراء الانتخابات».
من جانبها، رفضت بعثة الأمم المتحدة القرار، واعتبرت أن حكومة الدبيبة «شرعية، حتى يتم استبدالها من خلال أخرى من خلال عملية منتظمة تعقب الانتخابات». وقال يان كوبيش، رئيس البعثة، إنها «كانت تتوقع أن تتركز جهود مجلس النواب على وضع اللمسات الأخيرة على قانون الانتخابات البرلمانية، وأن تعمل قيادة المجلس على تعزيز جهودها نحو بناء توافق واسع النطاق، بشأن الإطار التشريعي للانتخابات، الذي يجري العمل عليه». مشددا على أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها «يجب أن يبقى هو الهدف الأسمى، وأي جهود لتحويل الانتباه إلى أهداف أخرى هي ضد إجراء الانتخابات في موعدها».
في المقابل، اكتفت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا بالإعراب عن تأييدها لما وصفته بـ«البيان المهم» للبعثة الأممية، وأكدت أنه «مهم جدا، ويجب أن يظل التركيز على الانتخابات المقبلة».
في غضون ذلك، أشاد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، بمواقف المملكة العربية السعودية تجاه الأزمة الليبية، وترحيبها بالحوار السياسي الليبي، بهدف الوصول إلى حل يعيد الاستقرار والسلام إلى البلاد.
ونقل المنفي عن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، الذي التقاه مساء أول من أمس في نيويورك على هامش الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيده حرص المملكة على عودة الاستقرار إلى ليبيا، معرباً عن أمله في نجاح جميع مراحل الاتفاق السياسي بين كل الأطراف. كما التقى المنفي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وذلك على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إن أبو الغيط أكد دعم الجامعة لجهود المجلس الرئاسي، والمؤسسات الوطنية الموحدة لتنفيذ خريطة الطريق، مجددا التزامها بمواصلة دورها الداعم للتوصل إلى تسوية سلمية وتوافقية للوضع في ليبيا.
من جهة ثانية، قالت وسائل إعلام محلية إن القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، كلف عبد الرازق الناظوري رئيس الأركان بمنصب «القائد العام» لمدة ثلاثة أشهر حتى موعد الانتخابات المقبلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.