مقرب من نتنياهو: الغطرسة سبب خسارتنا الحكم

نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق وبنيت الرئيس الحالي ووزير التعليم الأسبق عام 2016 (إ.ب.أ)
نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق وبنيت الرئيس الحالي ووزير التعليم الأسبق عام 2016 (إ.ب.أ)
TT

مقرب من نتنياهو: الغطرسة سبب خسارتنا الحكم

نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق وبنيت الرئيس الحالي ووزير التعليم الأسبق عام 2016 (إ.ب.أ)
نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق وبنيت الرئيس الحالي ووزير التعليم الأسبق عام 2016 (إ.ب.أ)

اعترف مسؤول حزب «الليكود»، ميكي زوهر، الرئيس السابق لكتل الائتلاف الحكومي المقرب من بنيامين نتنياهو، بأن أحد الأسباب الأساسية لخسارتهم الحكم في إسرائيل، يعود إلى الغطرسة والاستعلاء في التعامل مع الشعب ومع الرفاق ومع الخصوم.
وقال زوهر، الذي يُعِد نفسه للمنافسة على رئاسة «الليكود» (ولكن فقط بعد أن يتنحى نتنياهو): «نحن في المعارضة اليوم، لأننا ارتكبنا كل خطأ محتمَل. اعتقدنا أن معظم الإسرائيليين سيكونون معنا في أي موقف، ولا يهم ما نفعله، وكانت هناك لحظات شعرت فيها شخصياً أننا مضينا بعيداً وتجاوزنا الخط الأحمر، كما يقولون. من الجائز أن ما يعادل 10 مقاعد يمينية قرر أصحابها البقاء في المنزل وامتنعوا عن التصويت، ولكنهم فعلوا ذلك بشكل أساسي بسبب غطرستنا واستعلائنا. علينا أن نعترف حتى نصحح الأخطاء. لم يكن يجب أن نتعامل مع الجمهور كأمر مسلَّم به».
زوهر، وهو يهودي شرقي. والده هاجر من مراكش المغرب، ووالدته من تونس. ويرى أنه حان الوقت لأن يكون في إسرائيل رئيس حكومة من أصول شرقية، ولكن فقط بعد أن يترك نتنياهو السياسة. وقال إن عودة حزبه إلى الحكم، قريبة أكثر مما يتصور الناس. والسبب في ذلك، بحسب كلامه «تركيبة حكومة نفتالي بنيت وتناقضاتها، وبسبب الخداع الذي رافق تشكيلها». وقال إن اليمين فيها باع مبادئه واليسار كذلك. «والهدف هو الكرسي». وإن الخطأ الفاحش للحكومة الذي يصل إلى حد الفضيحة، هو ضم الحركة الإسلامية إلى الائتلاف. «أعتقد أن الإسرائيليين، باتوا يدركون أن الشخص الذي يشكل خطورة حقيقية على الدولة، هو منصور عباس و(القائمة المشتركة)».
وسُئِل زوهر، لماذا كان هو شخصياً وبنيامين نتنياهو، قد أدارا مفاوضات مع (الحركة الإسلامية) لضمها لائتلافهما. فأجاب: «صحيح أنني أجريت محادثات مع منصور عباس والموحدة، لكنها كانت تهدف في الأساس إلى تفكيك (القائمة المشتركة). وأنا سعيد لأننا نجحنا في هذه المهمة على الأقل. أود أن أذكر الجميع، بأن (القائمة المشتركة) كانت قد وصلت إلى 15 مقعداً، وهو ما منعنا مرتين من تشكيل الحكومة. كان علينا أن نفعل شيئاً حيال ذلك، لأنه كان واضحاً أنه من المستحيل الوصول إلى أي مكان مع أيمن عودة، نظراً لأنه يرفض مسبقاً فكرة أن تكون دولة إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، وبالتالي فقد كان تفكيك (القائمة المشتركة) أمراً ضرورياً، ومن الجيد أن ذلك قد حدث فعلاً».
وتابع: «كان لديّ انطباع بأن عباس كان يبغي الانضمام إلى الائتلاف، لكنه لم يكن مستعداً للتخلي عن المبادئ التي يؤمن بها هو و(الحركة الإسلامية). في حين أننا لم نكن مستعدين للتنازل عن أرض إسرائيل وعن أمن إسرائيل».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».