بريطانيا تدعو الصين وروسيا إلى الاتفاق على استراتيجية بشأن أفغانستان

دعت بريطانيا الصين وروسيا، أمس الأربعاء، إلى الاتفاق على نهج دولي للحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذاً للمتشددين، فيما حذر رئيس وزراء باكستان عمران خان من أن أفغانستان ستنزلق إلى حرب أهلية في حال أخفقت «طالبان» في تشكيل حكومة شاملة. وسيلتقي وزراء خارجية بريطانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وستنتهز بريطانيا، التي تنسق حالياً مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فرصة الاجتماع للدعوة إلى مزيد من التعاون لتحسين الأمن الدولي مع التركيز بشكل خاص على أفغانستان. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية في بيان: «إذا أردنا الحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذاً للإرهاب العالمي؛ فإن المجتمع الدولي؛ بما في ذلك روسيا والصين، بحاجة إلى العمل بشكل موحد فيما يتعلق بالتعامل مع (طالبان)». ووعدت «طالبان» بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان مكاناً آمناً مرة أخرى للجماعات التي تخطط لتنفيذ هجمات ضد الغرب. وخلال اجتماع لتكتل أمني تقوده الصين وروسيا الأسبوع الماضي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يتعين على «الأطراف المعنية» في أفغانستان أن تقضي على الإرهاب، وأوضح أن الصين ستقدم مزيداً من المساعدة للبلاد في حدود قدرتها. واستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً في القمة نفسها ليقول إن روسيا بحاجة إلى العمل مع حكومة «طالبان»، وإنه يجب على القوى العالمية أن تفكر في الإفراج عن الأصول الأفغانية.
وقال رئيس وزراء باكستان، عمران خان، في حوار مع «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) باللغة الأردية، الثلاثاء: «إذا لم يشركوا جميع الفصائل، فستندلع حرب أهلية عاجلاً أم آجلاً».
ويبدو أن تعليقاته تعد أول «رسالة قوية» إلى «طالبان» توجهها باكستان التي تتهم منذ وقت طويل بدعم الحركة. وقال خان: «ذلك سوف يعني أن تكون أفغانستان غير مستقرة وفوضوية ومكاناً مثالياً للإرهابيين. هذا ما يدعو للقلق».
وتأتي تعليقات خان في الوقت الذي عقد فيه دبلوماسيون من روسيا والصين وباكستان اجتماعاً مشتركاً مع رئيس إدارة «طالبان» في كابل للدفع إلى تشكيل حكومة شاملة. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن ممثلين من باكستان التقوا أيضاً الرئيس السابق حامد كرزاي والسياسي البارز عبد الله عبد الله. وكانت «طالبان» قد أعلنت الثلاثاء ضم بعض الأعضاء الجدد للحكومة في أول توسيع لمجلس الوزراء، تضمن بضعة أفراد من أقليات عرقية، ولكن لم يشمل نساء.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، أمس الأربعاء، إن بلاده تريد أن يتواصل العالم مع «طالبان» لـ«مواجهة الأزمة الإنسانية، ولكن ليس هناك حاجة للإسراع في الاعتراف بالحكومة». كما حث خان «طالبان» على السماح للفتيات الأفغانيات باستكمال دراستهن، واصفاً حظر المدارس الثانوية والعليا لتعليم الإناث بالأمر غير الإسلامي. وقال خان: «فكرة أنه لا يجب تعليم الإناث غير إسلامية، وليست لها علاقة بالدين».