برلمان جنوب السودان يوافق على تمديد ولاية الرئيس 3 سنوات

مراقبون في جوبا لـ {الشرق الأوسط}: الخطوة ستزيد حدة الحرب

برلمان جنوب السودان يوافق على تمديد ولاية الرئيس 3 سنوات
TT

برلمان جنوب السودان يوافق على تمديد ولاية الرئيس 3 سنوات

برلمان جنوب السودان يوافق على تمديد ولاية الرئيس 3 سنوات

وافق برلمان جنوب السودان، أمس، على تمديد فترة ولاية الهيئة التشريعية القومية، وولاية رئيس البلاد سلفا كير ميارديت إلى 3 سنوات أخرى، بعد أن ألغت الحكومة الشهر الماضي إجراء الانتخابات، التي كانت قد أعلنت من قبل أنها ستجريها في يونيو (حزيران) المقبل، لكنها طلبت من البرلمان تمديد ولاية الرئيس كير والهيئة التشريعية.
واعتبر مراقبون في جوبا تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الخطوة ستقطع الطريق أمام أي تسوية سياسية مع المتمردين بقيادة رياك مشار النائب السابق للرئيس، وتوقعوا أن يزيد هذا القرار من حدة الحرب التي اشتعلت في ديسمبر (كانون الأول) 2013، كما حذروا من أن تسوء الأوضاع في البلاد بسبب الحرب التي خلفت أوضاعا مأساوية، حيث قتل آلاف المواطنين، ونزح أكثر من مليون آخرين منذ اندلاع القتال الذي دخل عامه الثاني، بين مؤيدي الرئيس سلفا كير، ونائبه السابق رياك مشار.
وأعلن مناسا مجوك، رئيس الهيئة التشريعية القومية (البرلمان)، عقب جلسة امتدت لساعات، عن موافقة أعضاء البرلمان على تمديد ولايته وولاية الرئيس سلفا كير لثلاث سنوات، تبدأ من يوليو (تموز) المقبل، موعد انتهاء أجل مؤسسة الرئاسة والأجهزة التشريعية، وقد صوت أعضاء البرلمان، حيث يسيطر حزب الحركة الشعبية الحاكم على غالبية المقاعد، بتمديد فترة كير حتى 9 يوليو لسنة 2018، إضافة إلى تمديد عمر البرلمان إلى 3 سنوات؛ إذ صوت 264 عضوا لصالح القرار من جملة 270، فيما صوت 6 أعضاء فقط ضده، بعد أن استمرت الجلسة 5 ساعات من المداولات والمناقشات بين أعضاء الجهاز التشريعي. وفي هذا الصد، قال رئيس البرلمان: «لقد تمت الموافقة على إجازة تعديلات في الدستور الانتقالي بالإجماع بأكثر من ثلثي الأعضاء»، مشيرا إلى أن البرلمان عمل وفق الدستور الانتقالي بتعديل المادتين 66 و164 لتمديد فترة الرئيس سلفا كير والهيئة التشريعية القومية.
من جانبه، برر رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان هذه الإجازة بأن البلاد تواجه حربا منذ أكثر من عام، ولأن إجراء الانتخابات لن يكون عمليا في نقل السلطة وفقا للجدول الزمني الذي حدده الدستور الانتقالي، وأضاف موضحا: «لكي يتمكن الرئيس والجهاز التشريعي من إدارة البلاد في هذه الفترة، تم تعديل بعض مواد الدستور حتى تصبح هذه التعديلات قانونية». وقال المحلل السياسي كور ماتيوك لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات الحكومة لإجراء الانتخابات هذا العام اصطدمت بصعوبات كبيرة ذات صلة بالتمويل والأوضاع الأمنية غير المستقرة، إلى جانب عدم استيفاء بعض الجوانب المتعلقة بالانتخابات نفسها، مثل إحصاء السكان، مضيفا أن موقف المجتمع الدولي كان واضحا برفض إجراء الانتخابات في المواعيد التي حددتها الحكومة.



أفريقيا ترد على ماكرون: لولانا «لكانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية»

ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)
ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

أفريقيا ترد على ماكرون: لولانا «لكانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية»

ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)
ماليون يحتفلون بخروج القوات الفرنسية من البلاد ويرفعون لافتة تدعو إلى «تحرير أفريقيا» (أرشيفية - أ.ف.ب)

ندّدت تشاد والسنغال بشدّة بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين واتّهم فيها دول الساحل بأنها «لم تشكر» بلاده على الدعم الذي قدّمته للقارة في مكافحة التمرد الإرهابي.

وقال ماكرون الإثنين إنّ بلاده كانت «محقّة» في تدخّلها عسكريا في منطقة الساحل «ضدّ الإرهاب منذ عام 2013»، لكنّ القادة الأفارقة «نسوا أن يقولوا شكرا» لفرنسا على هذا الدعم. وأضاف أنّه لولا هذا التدخّل العسكري الفرنسي «لما كان لأيّ من» هؤلاء القادة الأفارقة أن يحكم اليوم دولة ذات سيادة. وأدلى ماكرون بكلامه هذا خلال الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم. وأضاف الرئيس الفرنسي بنبرة ملؤها السخرية «لا يهمّ، سيأتي هذا (الشكر) مع الوقت».

وأثارت هذه التصريحات استنكارا شديدا في كلّ من نجامينا ودكار. وفي بيان أصدره وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله أعربت نجامينا عن «قلقها العميق عقب تصريحات (...) ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة». وفي بيانه الذي تلاه التلفزيون الرسمي أكّد الوزير التشادي أنّه «ليست لديه أيّ مشكلة مع فرنسا»، لكن بالمقابل «يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي».

وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، ألغت تشاد الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بالقوة الاستعمارية السابقة. وشدّد الوزير التشادي على أنّ «الشعب التشادي يتطلّع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي وبناء دولة قوية ومستقلة».

بدوره، ندّد بتصريح ماكرون رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، مؤكّدا في بيان أنّه لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي «لربّما كانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية».

وفي كلمته أمام السفراء الفرنسيين في العالم قال ماكرون إنّ قرار سحب القوات الفرنسية من أفريقيا اتّخذته باريس بالتشاور والتنسيق مع هذه الدول. وقال الرئيس الفرنسي «لقد اقترحنا على رؤساء دول أفريقية إعادة تنظيم وجودنا، وبما أنّنا مهذّبون للغاية، فقد تركنا لهم أسبقية الإعلان» عن هذه الانسحابات. واضطرت فرنسا رغما عنها لسحب قواتها من دول أفريقية عديدة في السنوات الأخيرة.

وبالنسبة لسونكو الذي أعلنت بلاده في الأسابيع الأخيرة إنهاء أيّ وجود عسكري فرنسي على أراضيها خلال العام الجاري فإنّ ما أدلى به ماكرون «خاطئ بالكامل» إذ «لم يتمّ إجراء أيّ نقاش أو مفاوضات حتى الآن، والقرار الذي اتّخذته السنغال نابع من إرادتها الوحيدة، كدولة حرة ومستقلة وذات سيادة».

كما هاجم رئيس الوزراء السنغالي الرئيس الفرنسي بسبب تهمة «الجحود» التي وجّهها سيّد الإليزيه لقادة هذه الدول الأفريقية. وقال سونكو إنّ «فرنسا لا تمتلك لا القدرة ولا الشرعية لضمان أمن أفريقيا وسيادتها. بل على العكس من ذلك، فقد ساهمت في كثير من الأحيان في زعزعة استقرار بعض الدول الأفريقية مثل ليبيا، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة لوحظت على استقرار وأمن منطقة الساحل».

بدوره، شدّد وزير الخارجية التشادي على «الدور الحاسم» لأفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين وهو دور «لم تعترف به فرنسا أبدا»، فضلا عن «التضحيات التي قدّمها الجنود الأفارقة». وأضاف كلام الله «خلال 60 عاما من الوجود الفرنسي (...) كانت مساهمة فرنسا في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الاستراتيجية الخاصة، من دون أيّ تأثير حقيقي دائم على تنمية الشعب التشادي».