عضو «الحراك الجنوبي»: دور السعودية ثابت وحيوي في اليمن بغض النظر عن مكان الحوار

قال إن الحل المبدئي لإيقاف الحوثيين تجنيد الشباب المتحمس لإنقاذ البلاد

محمد حلبوب
محمد حلبوب
TT

عضو «الحراك الجنوبي»: دور السعودية ثابت وحيوي في اليمن بغض النظر عن مكان الحوار

محمد حلبوب
محمد حلبوب

شدد الدكتور محمد حلبوب عضو حزب الحراك الجنوبي ورئيس اللجنة الاقتصادية في الحوار اليمني، على أن دور السعودية ثابت وحيوي في اليمن منذ سنين طويلة، ومهم في استقرار البلاد، مبينا أهمية استمرار الحوار بين الفصائل السياسية في اليمن وأنه سواء استقر في اليمن أو انتقل إلى أي جهة أخرى خارج البلاد فإنه لا يغير من أهمية الدور الكبير للسعودية في تهدئة الأوضاع في بلاده واعدة الاستقرار.
وقال حلبوب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «الدور السعودي في دعم واستقرار اليمن، أمر مفروغ منه، ومعروف لدى جميع اليمنيين من أعلى الطبقات في اليمن إلى المواطن البسيط، وهذا الدعم والمؤازرة من الأشقاء في السعودية منذ زمن بعيد، وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمساندة من ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وهذا الدعم تنوع ما بين اللوجستي والمادي، وكمتخصص اقتصادي أستطيع الجزم بأن السعودية دفعت ما لا يقل عن 7 مليارات دولار في الفترة الماضية، بهدف تحسين الوضع المادي في اليمن».
وتطرق حلبوب لمكان حوار الفصائل بعدما أعلن عن توجيه جمال بنعمر المبعوث الأممي إلى اليمن، أمس الثلاثاء، دعوات للأطراف السياسية للمشاركة في حوار مرتقب في الدوحة يتوقع أن يتوج باتفاق يتم توقيعه في الرياض.
وقال: «نحن بلا شك يهمنا كيمنيين أن يسير الحوار بالصورة التي تضمن أمن واستقرار البلاد، ويظل الدور الكبير للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ثابت ويهمنا كيمنيين استقرار الأوضاع لدينا، بغض النظر عن المكان الذي سيجري في الحوار، نحن نأمل - بإذن الله - استمرار الدعم السعودي، فكم من أزمة مرّت على اليمن كانت السعودية السباقة في الوقوف بجانب اليمن، كما لو كانت غرفة إنعاش للوضع اليمني من المرض الشديد أو الموت، وحدثت مواقف صعبة كان آخرها أزمة الثورة اليمنية، وكانت السعودية موجودة مع شقيقاتها في دول الخليج، وجرى إقرار اتفاق الرياض كمخرج للأزمة وهو ما حدث، ومرّت العاصفة».
وعن الوضع الحالي في البلاد بيّن حلبوب أن الحوثيين بدعم من علي عبد الله صالح ورجاله في البلاد يسعون لعرقلة أي تسوية في البلاد، وبين «أغلب الفصائل السياسية في اليمن متفقة على المحاور الأساسية التي من شأنها حل الأزمة، وهذا جانب إيجابي، ونشكر الله عليه، لكن من يحاول وبشتى الطرق أن يعرقل مسيرة الحوار والإصلاح في اليمن، هم صالح ورجاله بالإضافة إلى الحوثيين، ولكن نحن نثق أن الوضع مها طالت الأزمة سيعود للأفضل كون أغلب الأحزاب في اليمن متفقة، في ظل دعم أشقائنا في الخارج بقيادة السعودية».
وأشار حلبوب إلى أن أول الحلول السريعة لوقف عبث الحوثيين وصالح وأدواتهم، هو تجنيد الشباب اليمني المتعطش والجاهز لحماية بلاده من أطماع الحوثيين ومن يدعمهم، وبيّن أن «الشباب اليمني غير قابل للوضع الحالي ومستاء من الأعمال العبثية وغير المنطقية للحوثيين، وكثير منهم مستعد للدفاع عن مقدرات البلاد، إذا ما وجدوا الدعم والتوجيه من قبل المسؤولين في البلد لتنظيم جيش داخلي في مواجهة أعداء البلاد بدءا من الداخل».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.