تحذير أميركي لأوروبا من المخاطرة بنفاد الغاز

TT

تحذير أميركي لأوروبا من المخاطرة بنفاد الغاز

قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، إن الغاز الطبيعي قد ينفد في أوروبا وتصبح غير قادرة على تدفئة المنازل خلال الشتاء القادم، بسبب قلة المخزونات والإمدادات المحدودة من روسيا.
وقال آموس هوشستين، كبير مستشاري أمن الطاقة بوزارة الخارجية في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: «إذا كان الشتاء أكثر برودة من المتوسط، فإن ما يقلقني هو أننا لن نتمكن من الحصول على ما يكفي من الغاز لاستخدامه في التدفئة في أجزاء من أوروبا». وأضاف أنه في حين أن بعض الدول ستظل قادرة على شراء الغاز بأسعار أعلى، فستضطر دول أخرى إلى توزيع حصص من الوقود.
وتسببت أزمة إمدادات الغاز في دخول أوروبا في أزمات طاقة، مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، واضطرت بعض المصانع إلى الإغلاق، ويخشى صانعو السياسات من تأثير الارتفاع الكبير في فواتير الطاقة على العائلات والشركات.
وقال هوشستين إن إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا «منخفضة بشكل لا يمكن تفسيره مقارنة بالعامين الماضيين وبالقدرة التي لديهم». وأشار إلى أن روسيا تستغل أزمة الطاقة لتعزيز موقفها من مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2»، والذي يعارضه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا خلال تعاملات يوم الاثنين بأكثر من 10 في المائة في ظل استمرار نقص الإمدادات القادمة من روسيا.
وبحسب نتائج مزايدة لضخ الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا خلال أكتوبر المقبل، اختارت شركة غازبروم الروسية التي تحتكر تصدير الغاز الطبيعي الروسي عدم ضخ أي كميات إضافية خلال الشهر المقبل.
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أن المؤشرات تقول إن روسيا لن تزيد كميات الغاز التي تضخها عبر خط أنابيب يامال - أوروبا، حيث حجز المتعاملون جزءا من الطاقة التشغيلية للخط لنقل كميات الغاز التي تعاقدوا عليها إلى ألمانيا.
يأتي ذلك في حين قالت مصادر مطلعة في بريطانيا إن شركات تسعى لإقناع الحكومة للمطالبة بمنحها قروض إنقاذ في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الغاز الطبيعي والكهرباء وهو ما يهدد بخروج شركات الطاقة الصغرى من السوق. وقالت مصادر مطلعة إن قائمة الخيارات المطروحة على مائدة البحث منحت بعض الشركات قروضا عاجلة لمواجهة الأزمة.
وبعد انهيار المحادثات بين الحكومة والشركات مطلع الأسبوع الحالي، عقد وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنيج اجتماعا مع رؤوساء الشركات أمس.
من ناحيته، قال وزير الأعمال إن الحكومة لن تلغي الحد الأقصى المفروض على أسعار الطاقة في البلاد رغم ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.
في الوقت نفسه قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه لا يوجد تفكير في إلغاء «ضرائب البيئة» المفروضة حاليا على فواتير استهلاك الكهرباء والغاز الطبيعي في البلاد.
في غضون ذلك، قال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الغاز والطاقة الفرنسية إنجي أمس الثلاثاء، إن لديه قلقا من أن تستمر أسعار الغاز عند مستوياتها الحالية في المستقبل المنظور مع عدم ارتفاع مستويات تخزين الغاز في أوروبا.
وقال نائب الرئيس التنفيذي ديدييه هولو للصحفيين على هامش مؤتمر غازتك: «نشعر بالقلق من أن العجز في الغاز الذي نراه حاليا قد يبقي على السعر عند مستوى مرتفع وقد يعاني عملاؤنا».



ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.