«كورونا» يعزل منطقة شرق سوريا... ودمشق تعلن إشغال أسرّة «العناية المركزة»

حملة توعية بمخيم غرب الحسكة لمتطوعين من «الهلال الأحمر الكردية» حول الجائحة (الشرق الأوسط)
حملة توعية بمخيم غرب الحسكة لمتطوعين من «الهلال الأحمر الكردية» حول الجائحة (الشرق الأوسط)
TT
20

«كورونا» يعزل منطقة شرق سوريا... ودمشق تعلن إشغال أسرّة «العناية المركزة»

حملة توعية بمخيم غرب الحسكة لمتطوعين من «الهلال الأحمر الكردية» حول الجائحة (الشرق الأوسط)
حملة توعية بمخيم غرب الحسكة لمتطوعين من «الهلال الأحمر الكردية» حول الجائحة (الشرق الأوسط)

تسجل الجهات الصحية في دمشق والقامشلي (شرق سوريا) تسارعاً في وتيرة تفشي فيروس كورونا عكسه الارتفاع الكبير بعدد المصابين والوفيات. ففي دمشق بلغ إشغال أسرة العناية المشددة المخصصة لمرضى جائحة «كوفيد - 19» في مستشفيات العاصمة 100 بالمائة، وتم نقل قسم من المرضى من أقسام العناية إلى مستشفيات خارج دمشق. أما في القامشلي وبسبب زيادة أعداد المصابين ونقص المواد الطبية لإجراء الاختبارات وتراكمها، يتأخر ظهور نتائج تحاليل الفحص لدى المشتبه بإصابتهم، وعزلت الإدارة الذاتية منطقة شرقية بريف دير الزور الشرقي بعد زيادة ملحوظة بالإصابات والوفاة وفرضت حظراً كاملاً عليها يمتد نحو 10 أيام.
وأعلن مدير الجاهزية والطوارئ في وزارة الصحة الحكومية توفيق حسابا أن نسبة إشغال أسرة أقسام العناية المركزة في مستشفيات دمشق الحكومية الخاصة باستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا سجلت مائة في المائة. وقال في تصريحات إعلامية نشرتها أول أمس وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «نسبة إشغال الأسرة 100 في المائة، لذلك بدأت الوزارة بتحويل عدد من المرضى إلى مستشفيات ريف دمشق، بهدف قبول جميع الحالات التي تحتاج إلى الإقامة في قسم العناية المركزة».
وأضاف في إفادته الصحفية أن الإصابات بالفيروس خلال الموجة الحالية: «تعتبر أقل خطورة وأسرع استجابة للمعالجة من الموجات السابقة منذ بدء انتشار الجائحة»، ربيع العام الماضي، مشيراً الى أن «عدد الوفيات بهذه الموجة أقل من الموجات الماضية، إذ كان يتم تسجيل ضعف عدد الوفيات الحالية بواقع إصابات أقل».
وسجلت وزارة الصحة أمس (الثلاثاء) 9 وفَيَات و204 إصابات جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، وبلغ عدد الإصابات الاجمالية 30913 إصابة إيجابية، منها 2136 حالة وفاة و23093 حالة تماثلت للشفاء.
أما في القامشلي، فسجلت هيئة الصحة بالإدارة الذاتية أمس 10 حالات وفاة و270 إصابة جديدة بجائحة كورونا، في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية و «قوات سوريا الديمقراطية» شمال شرقي البلاد، لترتفع معدل حالات الإصابة الى نحو 25288 إصابة، بينها 852 حالة وفاة، و2079 حالة شفيت من الوباء.
وأعلن «مجلس دير الزور المدني» التابع للإدارة حظراً كاملاً على منطقة حوض الفرات الخاضعة لنفوذها، لمدة 10 أيام دخلت حيز التنفيذ أمس الثلاثاء بعد زيادة في أعداد الوفيات والإصابة، واستثنى القرار المراكز والنقاط الطبية إضافة للمحال التجارية والبقالات ومحلات الخضرة، على أن تفتح أبوابها من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 2 بعد الظهر.
ويقول محمد خالد وهو مدير مخبر فحص (PCR) بمدينة القامشلي المتخصص في تحليل مسحات المشتبهين بالإصابة، إن المركز: «يستقبل يومياً بحدود 600 إلى 700 مسحة وبسبب كثرتها يتأخر ظهور بعض النتائج، والطاقم الطبي هنا يعمل على مدار 24 ساعة يومياً»، منوهاً أن عدد التحاليل تضاعف خلال الفترة الأخيرة.
والمختبر بحسب خالد يتألف من 5 أجهزة متخصصة يعمل عليها 8 مخبرين فنيين وطبيبان اختصاصيان، ويكشف سبباً آخر بتأخر ظهور النتائج في نقص المواد الطبية وتراكم المسحات، «لذلك تتأخر ظهور نتائج وتحاليل فحص بعض الأشخاص المشتبه بإصابتهم».
من جانبه، ذكر الدكتور جوان مصطفى رئيس هيئة الصحة لدى الإدارة أن الموجة الحالية للفيروس تنتشر بسرعة، وحذر من عدم التقيد بالحظر الجزئي مما قد يؤدي لسرعة انتشار الوباء والتعرض لموجات أخرى أكثر خطورةً، وقال: «الهيئة أصدرت تعليمات عديدة تضمنت المطالبة بالالتزام بالتدابير الوقائية، والحد من التجمعات البشرية، إلى جانب ارتداء الكمامة تحت طائلة غرامة مالية».
وأكد مصطفى أن الهيئة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ستعجل من حملات تطعيم الخاصة بالكوادر الطبية على اعتبارهم خط الدفاع الأول، «قمنا بوضع خطة مستقبلية لتطعيم الفئات المستضعفة التي تحتاج إلى اللقاح من المتقدمين في السن، ممن يتجاوز أعمارهم فوق 55 سنة ويعانون من أمراض مزمنة».
وتقول السلطات بدمشق والقامشلي إن هذه الموجة وارتفاع عدد الإصابات تزامنت مع أسوأ أزمة معيشية واقتصادية استثنائية تشهدها البلاد، الأمر الذي يزيد من المصاعب والتحديات للعودة إلى فرض الإغلاقات الجزئية أو الكلية، وتكتفي الفرق الطبية والهيئات الصحية بدعوة الأهالي إلى التقيد بإجراءات السلامة الصحية والمحافظة على التباعد الاجتماعي، وضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن التجمعات المزدحمة والأماكن المكتظة.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.