انتقادات لقوات الأمن الأميركية بعد انتشار صور لسوء معاملة مهاجرين

مهاجرون معظمهم من هايتي يحاولون أمس عبور نهر ريو غراندي للوصول إلى الولايات المتحدة (أ.ب)
مهاجرون معظمهم من هايتي يحاولون أمس عبور نهر ريو غراندي للوصول إلى الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

انتقادات لقوات الأمن الأميركية بعد انتشار صور لسوء معاملة مهاجرين

مهاجرون معظمهم من هايتي يحاولون أمس عبور نهر ريو غراندي للوصول إلى الولايات المتحدة (أ.ب)
مهاجرون معظمهم من هايتي يحاولون أمس عبور نهر ريو غراندي للوصول إلى الولايات المتحدة (أ.ب)

تعرضت سلطات إنفاذ القانون، المسؤولة عن أمن الحدود الجنوبية الأميركية، لانتقادات واسعة بعدما نشرت وسائل إعلام محلية ووطنية صوراً تُظهر ضباطاً من أفرادها يقومون بمعاملة لاجئين من هايتي بطريقة سيئة وقاسية لإجبارهم على عدم تخطي الحدود. وسجلت كاميرات القنوات الإخبارية، يوم الأحد، مشاهد على طول نهر ريو غراندي، حيث حاول عناصر دورية حرس الحدود على ظهور الخيول، التصدي للمهاجرين مستخدمين خيولهم لدفعهم للعودة نحو المكسيك. وسُمع أحد العناصر في مقطع فيديو وهو يصرخ بكلام نابٍ، بينما يقفز أحد الأطفال مبتعداً عن مسار أحد الخيول المندفعة نحوه. وعلى الأثر توجه وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، أول من أمس (الاثنين)، إلى المخيم المؤقت الذي أقامته السلطات في مدينة ديل ريو بولاية تكساس، حيث وصل ما يقرب من 15 ألف عابر للحدود، ومعظمهم من هايتي. وتصاعدت التوترات في المخيم بعد أن كان آلاف المهاجرين يعبرون النهر يومياً الأسبوع الماضي، مما يفوق قدرة الولايات المتحدة. وأغلقت السلطات نقطة العبور الرئيسية التي يستخدمها المهاجرون لدخول الولايات المتحدة والعودة إلى المكسيك، لكنّ المهاجرين في المخيم يقولون إن ذلك أدى إلى تفاقم نقص الغذاء.
وقال مايوركاس للصحافيين في ديل ريو إن وزارة الأمن الوطني ستنظر في الحادث. وأصدرت الوزارة بياناً أعلنت فيه عزمها على إجراء مزيد من التحقيقات الرسمية، بطلب من الوزير بعد مشاهدة مقاطع الفيديو. وأضاف البيان أن الوزارة «لا تتسامح مع إساءة معاملة المهاجرين المحتجزين لدينا، ونأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، وستحدد الإجراءات التأديبية المناسبة التي يجب اتخاذها». وقال البيان إن الوزير أمر مكتب الرقابة الداخلية بزيادة أفراد الخدمة والإشراف على عمل حرس الحدود.
وأدان كثير من المشرعين الديمقراطيين ما جرى، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين. وقال النائب بيني طومسون: «إن مقاطع الفيديو والصور تُظهر سوء معاملة مروعة ومقلقة للمهاجرين الهايتيين على طول الحدود». ووصفت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز المشاهد بأنها «وصمة عار على بلدنا». وكتبت على «تويتر»: «لا يهم إذا كان الرئيس ديمقراطياً أو جمهورياً، فقد تم تصميم نظام الهجرة لدينا من أجل القسوة تجاه المهاجرين وتجريدهم من إنسانيتهم». وأضافت: «الهجرة لا ينبغي أن تكون جريمة».
ورغم ذلك لا تُظهر الصور أن ضباط حرس الحدود تعرضوا بالضرب للمهاجرين أو استخدموا السياط. لكن الحادث عكس الجدل المتصاعد بين الديمقراطيين أنفسهم والجمهوريين في الجهة المعارضة، في الوقت الذي تُتهم فيه إدارة بايدن بأنها لم تتخلَّ عن السياسات السابقة لسلفه دونالد ترمب، ولا تزال تلتزم بسياسة إعادة المهاجرين تطبيقاً لبند الطوارئ في قانون الصحة العامة المعروف باسم المادة 42 لمكافحة جائحة «كورونا» لمنع المهاجرين من دخول الولايات المتحدة، وتواصل تطبيق الاتفاق الذي أجبرت فيه إدارة ترمب السابقة المكسيك على إبقاء المهاجرين داخل أراضيها بانتظار انتهاء دراسة ملفاتهم. كما وافقت إدارة بايدن على مضض وبعد ضغوط كبيرة من الجناح التقدمي على رفع عدد المهاجرين الذين يمكن أن يدخلوا البلاد هذا العام إلى 62 ألفاً، من 15 ألفاً كان ترمب قد سمح بهم. كما واصلت إعادة الهايتيين إلى وطنهم، ونظمت رحلتين من تكساس إلى بورت أو برنس عاصمة هايتي يوم الاثنين. وقال مايوركاس للصحافيين إن إدارة بايدن ستواصل إرسال ما يصل إلى ثلاث رحلات جوية للعائدين يومياً إلى هايتي، على الرغم من المشكلات التي يواجهها هذا البلد، في ظل عنف العصابات واغتيال رئيسها في يوليو (تموز)، والزلزال بقوة 7.2 درجة الذي ضربها الشهر الماضي.
ويشكّل الهايتيون غالبية ما يقرب من 15 ألف شخص عبروا نهر ريو غراندي، للوصول إلى المخيم، كانوا يعيشون في تشيلي ودول أخرى في أميركا الجنوبية. وقرروا التوجه نحو الولايات المتحدة بعد أن سمعوا أن إدارة بايدن ستسمح لهم بالدخول، الأمر الذي وصفه الوزير مايوركاس بالتضليل. وقال: «نحن قلقون للغاية من أن الهايتيين الذين يسلكون مسار الهجرة غير النظامية يتلقون معلومات خاطئة تفيد بأن الحدود مفتوحة أو أن وضع الحماية المؤقت متاح»، في إشارة إلى إجراءات الحماية التي قدمتها إدارة بايدن إلى الهايتيين الذين كانوا موجودين في الولايات المتحدة قبل 29 يوليو.
وتطبق إدارة بايدن سياسة إعادة معظم الهايتيين من خلال عملية الترحيل الرسمية، حيث يتم «طردهم» بموجب المادة 42. وأمر قاضٍ فيدرالي إدارة بايدن الأسبوع الماضي بالتوقف عن استخدامها، بدءاً من نهاية سبتمبر (أيلول)، غير أن الإدارة استأنفت الحكم.
ومع تزايد الضغوط على إدارة بايدن، خصوصاً من حزبه، أعلنت أنها سترفع سقف قبول اللاجئين للعام المالي 2022، إلى 125 ألفاً. ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تخطط فيه الولايات المتحدة لإعادة توطين عشرات الآلاف من الأفغان الذين تم ترحيلهم من أفغانستان. كما تعمل الإدارة على توسيع برامج إعادة التوطين للمنشقين في أميركا الوسطى وميانمار. ورغم أن الرقم يبدو طموحاً، ويفترض أن يتم البدء بتطبيقه بداية الشهر المقبل، فإن إدارة بايدن تعرضت للانتقادات بسبب بطء عمليات التدقيق. وأظهرت أحدث الأرقام أن أقل من 8 آلاف لاجئ فقط وصلوا خلال الأشهر الـ11 الماضية إلى البلاد. وألقى المسؤولون في إدارة بايدن باللوم على الوباء في تعطيل الخدمات القنصلية ومعالجة طلبات اللجوء في الخارج.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.