«التحالف ضد داعش» يعيد رسم دوره في العراق

TT

«التحالف ضد داعش» يعيد رسم دوره في العراق

أعلن التحالف الدولي لمحاربة «تنظيم داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة أنه «يعيد تنظيم» دوره في العراق، ليصبح «استشارياً ومساعداً» بحلول نهاية العام الحالي.
لكن المتحدث باسم التحالف واين ماروتو شدّد عبر «تويتر» على «الالتزام بتعاوننا الأمني وشراكتنا مع حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان في الحرب ضد التنظيم». وأكد أن التحالف يدعم «عراقاً آمناً ومستقراً».
تأتي هذه التصريحات فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن انسحاب 3 وحدات أميركية جديدة طبقاً للاتفاق الاستراتيجي الذي أجراه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال جولته الرابعة مع الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارته إلى الولايات المتحدة نهاية يوليو (تموز) الماضي.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي في تصريح صحافي، أمس، إن العراق لم يعد بحاجة إلى قوات أجنبية قتالية على أراضيه. وأضاف أن «الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة أسهم في الاتفاق على انسحاب 3 وحدات قتالية أميركية من قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، بنهاية الشهر الحالي، لتتوجه إلى خارج العراق».
وأوضح أن «الاتفاق في الوقت نفسه يقضي ببقاء التدريب والتجهيز والاستشارة». وأكد أن العراق «يحتاج فقط إلى التدريب والتسليح والبناء في مجال القوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي، وهذه أمور سيسهم التحالف الدولي في بنائها».
إلى ذلك، عقّب البنتاغون على تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» عن نشر 2000 جندي في العراق، مؤكداً أن الجنود، وهم من مشاة الفرقة الرابعة، سيحلون محل اللواء القتالي 256 التابع لقوة الحرس الوطني الأميركي في لويزيانا لمدة 9 أشهر، في إطار «التناوب الطبيعي للوحدات لدعم استمرارية قوة المهام المشتركة لعملية العزم الصلب» في إطار التحالف ضد «داعش».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.