الرواية الفائزة بـ{غونكور 2019} بالعربية

الرواية الفائزة بـ{غونكور 2019} بالعربية
TT

الرواية الفائزة بـ{غونكور 2019} بالعربية

الرواية الفائزة بـ{غونكور 2019} بالعربية

صدرت عن دار «المدى» البغدادية، ترجمة لرواية «لا يسكن الناس جميعهم العالم بالطريقة نفسها»، للروائي جان بول دوبوا، وهي الرواية الفائزة بجائزة غونكور الفرنسية للرواية لعام 2019. أنجز الترجمة كامل العامري، وجاء في التقديم:
وعالم دوبوا عالم مأساوي، وعنيف، و«حياة غير عادلة (الموت المبكر، والزنزانة بحجم 6م²، والعزلة) عالم من الفشل والضياع والندم عبر سارد يدعى بول هانسن، الذي يرى أن هناك طرقاً كثيرة لا تحصى للفشل في الحياة. يعمل كحارس عمارة، ويعيش حياة عادية وهانئة في مونتريال بكندا دون مشكلات، إلى أن يقترف جريمة، ويدخل السجن، ويقتسم الزنزانة مع شخص، يعد من عتاة المجرمين.
لكن السخرية ليست بعيدة. عندما نكتشف سلسلة هائلة من الشخصيات التي تحيط ببول: والده القس الذي فقد إيمانه، ووالدته البالغة من العمر ثمانية وستين عاماً، والتي تقاتل من أجل عرض فيلم (الحلق العميق) في صالتها السينمائية (بيت الفن)، التي ورثتها عن والديها، وزوجته وينونا التي تحلق بطائرتها. وعلى وجه الخصوص، السجين الفظ هورتون، زميله في الزنزانة، المتهم بالقتل، وهو الرجل ونصف الرجل الذي ينهار بمجرد حلاقة شعره تبدو السخرية أحياناً بمنزلة الترياق لمواجهة قسوة الحياة، فضلاً عن الحنان البشري أيضاً. عمل بول مشرفاً على مبنى كبير، مدة 20 عاماً، كان رجلاً يقوم بكل شيء، كحارس ومسؤول صيانة، وهي وظيفة لا تترك له سوى القليل من الوقت، لكنه مارسها بلطف وباحترام مع الآخرين، وكان مستعداً دائماً لمحبة الناس وأرواحها لا غير، ومساعدة الأرامل والعجائز في محنتهن.
حتى اليوم الذي يتغير فيه كل شيء. يكشف جان بول دوبوا في وقت متأخر من القصة أسباب سجن بول. ومن هنا تتحرك أحداث الرواية في جو حزين جداً، وتسير بشكل تصاعدي في نطاق فلسفي تقريباً. يصبح هذا المبنى الذي عمل فيه بول، كناية عن عالمنا الحالي. ولا يتطلب الأمر الكثير، إذ يكفي وصول مدير متلاعب واستبدادي، حتى تختفي حلاوة العيش في مجتمع منسجم مع نفسه، ويحل محله عالم تعسفي وبيروقراطي وشمولي تقريباً.
لم يكن بول من هذا العالم. ولن يكون. ومن ثم، فإن المؤلف يؤلف صورة جانبية قلمية رائعة تشيد بالطموح للحرية، مما يزيد من رفض الخضوع لأي شيء غير الأخلاق الشخصية المبنية على الإنصاف والعدل. بول وحيد ولكنه يستحق ذلك. إنه يجد عزاءً في حوار حيوي جداً، مع أشباح ماضيه التي يستحضرها قدر استطاعته.
هذه الرواية تثير الشعور بالارتياح لتحرير الإنسان من طوفان الوهم، رغم الحزن والأسى الذي عانت منه شخصياتها، وهي تروي قصة السقوط، لكن ما تشيعه هو الكثير من المواقف النبيلة، والمودة الإنسانية التي تتمتع بها هذه الشخصيات.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.