باكستان تدعو للإفراج عن أصول أفغانية مجمّدة

وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي (أ.ف.ب)
TT

باكستان تدعو للإفراج عن أصول أفغانية مجمّدة

وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي (أ.ف.ب)

طالبت باكستان قوى العالم أمس (الاثنين) بالإفراج عن أصول أفغانية بقيمة مليارات الدولارات تم تجميدها بعدما استولت «طالبان» على السلطة، لكنها أكدت أنها لا تتوقع بأن يتم الاعتراف قريبا بالحكومة الجديدة التي شكلتها الحركة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقبيل محادثات بشأن أفغانستان في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن الأولوية الأكثر إلحاحا تتمثل في تجنب انهيار اقتصادي أعمق في الدولة الجارة لبلده من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية.
وأفاد قريشي الصحافيين: «من جهة، يتم جمع أموال جديدة لتجنب أزمة، فيما من جهة أخرى لا يمكنهم استخدام الأموال التابعة لهم». وأضاف: «أعتقد أن تجميد الأصول لا يساعد الوضع. أحض بشدة القوى بأن تعيد النظر في هذه السياسة وتفكر في الإفراج عن الأموال». وتابع: «سيكون ذلك بمثابة إجراء لبناء الثقة أيضاً وبإمكانه أن يشكل حافزا لسلوك إيجابي».
وجمدت الولايات المتحدة أصولا للبنك المركزي الأفغاني قدرها 9.5 مليار دولار فيما نأى المقرضون بأنفسهم عن أفغانستان، لتجنب تقديم أموال يمكن لـ«طالبان» استخدامها.
وكانت باكستان أبرز داعم لنظام «طالبان» الأول المتشدد (1996 - 2001) ولطالما اتهمت الولايات المتحدة أجهزة استخباراتها بدعم الحركة خلال معركتها التي استمرت لعقدين ضد قوات حلف شمال الأطلسي والحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب والتي باتت منهارة حاليا.
ورغم دعوته للانخراط مع «طالبان»، بدا أن قريشي يشاطر واشنطن موقفها حيال مسألة أنه لا يزال من المبكر إقامة علاقات رسمية مع نظام الحركة. وقال: «لا أعتقد أن أحدا على عجلة من أمره للاعتراف (بالنظام الجديد) في هذه المرحلة وعلى (طالبان) الانتباه لذلك». وتابع أنه إذا كانت «طالبان» تسعى للحصول على اعتراف بحكومتها، «عليها أن تكون أكثر حساسية وتقبلا للرأي الدولي». وأعرب عن أمله في أن تصبح «طالبان» شاملة للجميع بشكل أكبر بعدما شكلت حكومة تصريف أعمال تضم شخصيات مدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة بشبهات تتعلق بالإرهاب. لكنه لفت إلى مؤشرات «إيجابية» من «طالبان» بما في ذلك إعلانها عن عفو واستعدادها لإشراك مجموعات عرقية غير البشتون، المجموعة المهيمنة في الحركة. وقال: «هذه اتجاهات يجب التشجيع عليها».
ويفيد ناشطون وشهود بأن الواقع مختلف تماما عن الوعود التي تطلقها «طالبان» علنا، إذ يتم بالفعل استبعاد النساء والفتيات من التوظيف والتعليم من دون صدور أي إعلانات رسمية بهذا الشأن من قبل الحركة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.