الحوثي يتوعد بمواصلة القتال

عشية ذكرى الانقلاب على الشرعية

مقابر لقتلى جدد من الحوثيين في صنعاء في 14 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)
مقابر لقتلى جدد من الحوثيين في صنعاء في 14 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)
TT

الحوثي يتوعد بمواصلة القتال

مقابر لقتلى جدد من الحوثيين في صنعاء في 14 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)
مقابر لقتلى جدد من الحوثيين في صنعاء في 14 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)

وسط إدانات أوروبية للإعدامات الجماعية التي قامت بها الميليشيات الحوثية في صنعاء، السبت الماضي، توعد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أمس (الاثنين)، بمواصلة القتال للاستيلاء على مناطق يمنية جديدة، داعياً أتباعه لحشد المزيد من المجندين إلى الجبهات وجباية المزيد من الأموال.
تهديدات الحوثي جاءت في خطبة له عشية الذكرى السنوية لانقلاب جماعته، المدعومة من إيران، على الشرعية والتوافق الوطني في اليمن، وفي وقت يحاول فيه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إنعاش مساعي السلام المتعثرة بدعم دولي وأميركي.
ودعا زعيم الجماعة الانقلابية أتباعه إلى الاحتشاد في الميادين اليوم احتفالاً بذكرى الانقلاب، وتوعد معارضي الجماعة ومنتقديها ووصفهم بـ«الخونة»، كما شدد على الاستمرار في إبعاد من وصفهم بـ«المنافقين» من المؤسسات الحكومية، في إشارة إلى موظفي الدولة السابقين الذين ضاقوا ذرعاً بسلوك ميليشياته.
وعلى وقع المخاوف في الأوساط الحقوقية من إقدام الجماعة على مذبحة جديدة بحق المعتقلين في سجونها، ندد الاتحاد الأوروبي في بيان أمس بالإعدامات الجماعية التي أقدمت عليها الميليشيات في صنعاء بحق تسعة أشخاص بينهم قاصر، السبت الماضي، بعد أن اتهمتهم بالتآمر في مقتل رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد.
وقال البيان الذي بثه الاتحاد على موقعه الإلكتروني، إن الاتحاد الأوروبي «يدين إعدام تسعة أشخاص يوم 18 سبتمبر (أيلول) 2021، مع إمكانية أن يكون أحدهم قاصراً، من قِبل أنصار الله (أي الحوثيين) في صنعاء». وأشار البيان إلى أن «ثمة تقارير حول وجود اختلالات في العملية القضائية ومزاعم عن سوء المعاملة». وقال، إنه «يعارض بقوة عقوبة الإعدام في جميع الأوقات والظروف، فهي عقوبة وحشية وغير إنسانية ولا تمثل رادعاً للجريمة، وتتجاهل كرامة الإنسان بشكل غير مقبول».
وحضّ البيان «جميع أطراف النزاع في اليمن على التعاون مع فريق الخبراء البارزين للأمم المتحدة الذي شكله مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومع الهيئات المعنية الأخرى، وضمان وجود عملية مناسبة وتحقيق المساءلة والعدالة للجميع في اليمن».
من جهتها، أدانت السفارة البريطانية لدى اليمن الإعدامات الحوثية للأشخاص التسعة في بيان على حسابها على «تويتر»، ووصفتها بـ«الوحشية». وقالت «هذا يدل على اللامبالاة لكرامة الإنسان والتجاهل الصارخ للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة. للأسف، هذه ليست المرة الأولى. يجب تغيير المسؤولين عن هذا وامتثالهم للقانون الدولي».
التنديدان الأوروبي والبريطاني بالإعدامات جاءا غداة إدانات أميركية وأممية، ووسط حالة من الغضب في الشارع اليمني ومخاوف من استمرار الميليشيات في تنفيذ المزيد من أعمال القتل خارج القانون بناءً على تهم سياسية وكيدية.
ويرى العديد من المراقبين للشأن اليمني، أن الميليشيات الحوثية ليست في وارد السلام، بخاصة مع أعمال التصعيد العسكرية المستمرة والانتهاكات المتواصلة بحق السكان.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت أعلنت مع تعيين غروندبرغ على لسان المتحدث باسمها، أنها لا تعول كثيراً على دوره المرتقب، في إشارة إلى رهانها على استمرار العمليات العسكرية التي تهدف بالمقام الأول للسيطرة على منابع النفط والغاز في محافظة مأرب وإلى مواصلة التمدد في المحافظات الجنوبية.
وشهدت الأسابيع الماضية قيام الميليشيات بتكثيف هجماتها على محافظة مأرب، بخاصة في جبهة مديرية رحبة جنوب المحافظة في مناطق الكسارة والمشجح في الغرب مع استمرار الهجمات في المناطق المتاخمة من محافظة الجوف المجاورة، بالإضافة إلى الهجمات العدائية باتجاه المناطق السعودية بالطائرات المسيّرة المفخخة والصواريخ.
وفي خطبه الأخيرة جميعها، شدد زعيم الميليشيات على أنصاره للدفع بالمزيد من المقاتلين باتجاه مأرب، حيث يرى أن السيطرة عليها ستمكّنه من تعزيز الموارد المالية للإنفاق على المجهود الحربي وشراء الولاءات، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع المحافظة التي تجاور شبوة وحضرموت النفطيتين.
وكان المبعوث الأممي الجديد ومعه المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ شرعا في جولة جديدة في المنطقة ابتداءً من الرياض قبل أن ينتقلا إلى العاصمة العمانية مسقط في سياق البحث عن خطة لإحلال السلام في اليمن ووقف الحرب.
وتتمسك الحكومة الشرعية بالمرجعيات الثلاث للوصول إلى حل شامل، بينما يسود الأوساط السياسية اليمنية حالة من عدم التفاؤل في ظل إصرار الميليشيات الحوثية على التصعيد العسكري، إلى جانب ما تشهده البلاد من أزمة اقتصادية واضطرابات في المناطق المحررة، وعدم تمكن الحكومة الشرعية من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامها.
وتقول الحكومة الشرعية، إن الطريق لاستعادة عملية السلام تبدأ «بالضغط على الميليشيات الحوثية لوقف عدوانها العسكري المستمر والقبول بوقف إطلاق نار شامل». وترى أن تحقق هذا الأمر «سينعكس بإيجابية على مختلف الجوانب، وخاصة تلك المرتبطة بتخفيف الآثار الاقتصادية والإنسانية الكارثية للحرب المدمرة التي تستمر الميليشيات الحوثية بإشعالها في مختلف المناطق والجبهات».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.