هل تستضيف الكويت «خليجي 25» بدلاً من البصرة؟

مصادر «الشرق الأوسط» أكدت أن الملف العراقي يعاني نواقص فنية كثيرة

عدنان درجال خلال حضوره اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية واعتماد تأجيل «خليجي 25» (الشرق الأوسط)
عدنان درجال خلال حضوره اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية واعتماد تأجيل «خليجي 25» (الشرق الأوسط)
TT

هل تستضيف الكويت «خليجي 25» بدلاً من البصرة؟

عدنان درجال خلال حضوره اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية واعتماد تأجيل «خليجي 25» (الشرق الأوسط)
عدنان درجال خلال حضوره اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية واعتماد تأجيل «خليجي 25» (الشرق الأوسط)

في ضوء قرار الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الخليجي لكرة القدم، أمس (الاثنين)، تأجيل بطولة الخليج لكرة القدم التي كانت مقررة في مدينة البصرة العراقية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل إلى يناير (كانون الثاني) 2023، نظراً لازدحام روزنامة المنتخبات الخليجية، ومشاركاتها في كثير من المنافسات القارية والدولية، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الممكن أن تكون الكويت هي البديل للبصرة لاستضافة البطولة في يناير (كانون الثاني) 2023، بدلاً من البصرة العراقية، وذلك بسبب عدم جاهزية البصرة في كثير من الملفات التي تخص الملاعب والفنادق والمراكز الصحية والمواصلات، فضلاً عن الحظر المفروض على الملاعب العراقية دولياً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبحسب المصادر، فإن الخطوة المقبلة التي قد يتخذها الاتحاد الخليجي تتمثل في إعلان الكويت مستضيفاً للبطولة الـ25، على أن تكون البصرة مستضيفاً للنسخة الـ26 في عام 2024، حيث تبدو منها فرصة للعراق لإكمال المتطلبات الناقصة حتى الآن، فضلاً عن رفع الحظر الدولي المفروض عليه كروياً.
وجاء في البيان الصادر أمس عن الاتحاد الخليجي لكرة القدم: «قرر الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تأجيل بطولة (خليجي 25) إلى شهر يناير (كانون الثاني) 2023، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد أمس (الاثنين)، برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد».
وقال جاسم الرميحي، أمين عام اتحاد كأس الخليج، إن التأجيل جاء «نظراً لازدحام روزنامة المنتخبات الخليجية، ومشاركاتها في كثير من المنافسات القارية والدولية»، مؤكداً أن العراق لن يكون جاهزاً لاحتضان «خليجي 25» قبل 6 أشهر، وفقاً للوائح والمعايير المعتمدة من قبل اتحاد كأس الخليج العربي. كما تمت الموافقة على فتح باب الترشيح لاستضافة «خليجي 26» التي من المقرر إقامتها في ديسمبر (كانون الأول) 2023 ويناير (كانون الثاني) 2024.
وضغطت الاتحادات الخليجية من أجل طلب التأجيل بسبب أجندتها الزمنية، محلياً وقارياً ودولياً، علماً بأن الاتحاد الخليجي لكرة القدم أعلن في وقت سابق هذه السنة أن الكويت ستكون الدولة البديلة في الاستضافة.
وكانت لجنة التفتيش التي شكلها الاتحاد الخليجي، برئاسة اليمني حميد الشيباني، قد قامت بعدة زيارات تفقدية ميدانية لمنشآت مدنية البصرة، من ملاعب وفنادق، ورفعت تقارير ناقشها المكتب التنفيذي للاتحاد، برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس الاتحادين الخليجي والقطري.
وطالب الوفد الخليجي وزارة الشباب والرياضة العراقية، والهيئة المؤقتة للاتحاد العراقي لكرة القدم، في أغسطس (آب) الماضي، بتلبية عدة متطلبات، منها ما يتعلق باستكمال ملعب الميناء الذي يتسع لثلاثين ألف متفرج.
وأكد وزير الشباب والرياضة الرئيس الجديد للاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أن قرار التأجيل جاء وفق توصيات اللجان التفتيشية التي زارت مدينة البصرة أكثر من مرة، ويهدف لاستكمال متطلبات استضافة البطولة التي احتفظ العراق بحق إقامتها.
وقال درجال، بحسب بيان إعلامي لوزارة الشباب والرياضة، إن «اجتماع المكتب التنفيذي لكأس الخليج حدد الثلاثين من يونيو (حزيران) عام 2022 موعداً نهائياً للانتهاء من تأمين وتنفيذ جميع المتطلبات التي أوصت بها لجان التفتيش».
وتعهد الوزير باستكمال كل المتطلبات الضرورية التي أوصت بها لجان التفتيش، وإظهار بطولة مهمة ناجحة، حسب قوله، مشيداً بتأكيد الاتحادات الخليجية على أحقية احتفاظ العراق بإقامة «خليجي 25» في البصرة، مؤكداً أنه «سنكسب مزيداً من الوقت لتحضير أفضل».
وضغطت بعض الاتحادات الخليجية باتجاه التأجيل إلى ما بعد نهائيات كأس العالم التي تستضيفها قطر خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2022.
وتشهد الأجندة الكروية للمنتخبات الخليجية ازدحاماً كبيراً خلال الأشهر المقبلة، حيث تشارك ستة من المنتخبات الثمانية المشاركة في كأس الخليج في نهائيات كأس العرب التي ستقام في قطر خلال الفترة بين 31 نوفمبر (تشرين الثاني) و18 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين، وهي: قطر، والعراق، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وعُمان.
وتشارك كذلك منتخبات السعودية والعراق وعُمان والإمارات في الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، في حين ستعرف الأندية الخليجية مشاركات قارية بدوري أبطال آسيا، وفي الدوريات المحلية المضغوطة.
وقال الرئيس الجديد للاتحاد، عدنان درجال، في مؤتمر صحافي الخميس الماضي، إنه «بعد مفاتحة الاتحادين الدولي والآسيوي قبل أكثر من 45 يوماً، من قبل الهيئة المؤقتة لإدارة الاتحاد العراقي، بخصوص المطالبة بالسماح بعودة إقامة المباريات الدولية على الملاعب العراقية، أكد الاتحادان إرسال ممثلين نهاية الشهر الحالي إلى العراق للتأكد من إمكانية عودة المباريات».
وتُقام كأس الخليج مرة كل عامين، وقد أقيمت أول نسخة منها بالبحرين عام 1970، والأخيرة في قطر عام 2019. وتحمل الكويت الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة الخليجية (بواقع 10 ألقاب)، مقابل 3 لكل من قطر والسعودية والعراق، و2 لكل من عُمان والإمارات، ولقب للبحرين في 2019.
وكان المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج العربي قد قرر في نهاية مايو (أيار) الماضي إقامة النسخة الـ25 من بطولة كأس الخليج في العراق، بعد أن اعتذرت قطر عن استضافتها، دعماً لمدينة البصرة.
وبموجب القرار، أعلنت الهيئة المؤقتة للاتحاد العراقي لكرة القدم في مايو (أيار) الماضي أن «اتحاد كأس الخليج حدد الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) المقبل موعداً لافتتاح بطولة (خليجي 25) التي تستمر حتى السابع من يناير (كانون الثاني) 2022».
وأضافت في بيان رسمي حينذاك: «تم تشكيل لجنة تنظيمية عليا للبطولة، يرأسها وزير الشباب والرياضة العراقي عدنان درجال، وتضم محافظ البصرة أسعد العيداني نائباً له».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».