بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تقترح تشكيل مجلس رئاسي وبرلمان موحد

قدمت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مجموعة أفكار تشكل ركيزة لحل الأزمة المستفحلة في ليبيا، وتشمل تشكيل مجلس رئاسي من شخصيات مستقلة، إلى جانب حكومة وحدة وطنية وبرلمان موحد، وذلك ضمن مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة واستفتاء على الدستور.
وقالت البعثة في بيان لها اليوم، صدر بعد زيارة قام بها رئيسها برناردينو ليون إلى طبرق وطرابلس، إن هذه الأفكار جاءت في أعقاب أسابيع من النقاشات مع كل الأطراف وفي ضوء الوضع العسكري المتدهور.
وأوضحت البعثة أنه على الرغم من أن هذه الأفكار لا تهدف إلى تقديم تفاصيل ملموسة أو حل نهائي للأزمة، غير أنها تشكل ركيزة يمكن للأطراف العمل بالاستناد إليها.
وتشمل هذه المقترحات تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة، إلى جانب مجلس للنواب يمثل جميع الليبيين.
وتوجد في ليبيا سلطتان تنفيذيتان وتشريعيتان، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي ويتخذان من طبرق والبيضاء في شرق البلاد مقرين لهما، وحكومة وبرلمان مناوئان يديران العاصمة منذ أغسطس (آب) الماضي بمساندة جماعات مسلحة متحالفة تعمل تحت اسم «فجر ليبيا».
وتشمل أيضا الأفكار التي تطرحها الأمم المتحدة تشكيل مجلس أعلى للدولة، وهيئة لصياغة الدستور، على أن يتم في مرحلة لاحقة من المحادثات تشكيل مجلس للأمن القومي ومجلس للبلديات.
وقالت البعثة الأممية إنه سيتم تمديد فترة عمل هذه الهيئات خلال المرحلة الانتقالية الجديدة التي ستتفق الأطراف على مدتها والتي ستنتهي بإجراء انتخابات جديدة بعد الموافقة على الدستور وإجراء الاستفتاء.
وحذرت البعثة من أن ليبيا تواجه خطر توسع انتشار المواجهات وتعمق الانقسامات وعندها سيشكل الإرهاب وتناميه تهديدا خطيرا على البلاد والمنطقة، مشددة على أنه ليس بمقدور ليبيا الانتظار أكثر من ذلك للتوصل إلى تسوية يمكن أن تعيد الأمن والاستقرار وتنهي معاناة الناس.
وذكرت البعثة أن ليون سيعود إلى الصخيرات في المغرب اليوم حيث تنعقد جلسات الحوار السياسي الليبي على أمل أن تكون الأطراف مستعدة لتسريع المباحثات.
وكان ليون قد التقى في طرابلس، اليوم الثلاثاء، أعضاء في المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية للسلطة الحاكمة في طرابلس، الذي تعتبره الحكومة المعترف بها دوليا برلمانا منحلا.
وقبيل زيارته إلى العاصمة، قام ليون بزيارة سريعة إلى مدينة طبرق، حيث التقى وزير الخارجية الليبي محمد الدايري في مطار المدينة وبحثا الحوار وسير المحادثات.
وذكر مصدر حكومي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ليون اكتفى بلقاء الدايري في مطار طبرق من دون أن يخرج منه ويتوجه للقاء أعضاء في البرلمان كما كان متوقعا، بعدما نظمت مظاهرة في محيط المطار طالبت بعثة الأمم المتحدة بوقف الحوار مع «الإرهاب».