فنانون مصريون يحتفون بمبادرة السيسي لـ«حمايتهم من المخاطر»

ضمهم إلى برامج التأمين الاجتماعي للحد من تداعيات الشيخوخة والعجز

أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر (الشرق الأوسط)
أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر (الشرق الأوسط)
TT

فنانون مصريون يحتفون بمبادرة السيسي لـ«حمايتهم من المخاطر»

أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر (الشرق الأوسط)
أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر (الشرق الأوسط)

احتفت النقابات الفنية المصرية بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعلقة بشمول الفنانين ببرامج الحماية التأمينية والرعاية ضد المخاطر.
ووفق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فإن «السيسي عقد اجتماعاً أمس مع رئيس الوزراء وعدد الوزراء، تناول متابعة «منظومة دعم وحماية الفنانين، وكذلك تطوير الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي». وأضاف في بيان له عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» أن الرئيس «قد اطلع على جهود تطوير منظومة دعم وحماية الفنانين والمحاور الخاصة بشأن تحسين معاشات أعضاء النقابات الفنية والتشكيلية التي تضم جميع الفئات الإبداعية والفنية، وحصر موقفهم التأميني سواء الاجتماعي أو الصحي، بالإضافة إلى مقترحات إصلاح الإطار التشريعي لتحسين الضمان الاجتماعي ورعاية أعضاء تلك النقابات، فضلاً عن جهود توفير مصادر تمويل للمنظومة الجديدة، وكذا الاستفادة من التجارب الدولية المماثلة».
واستقبلت النقابات الفنية هذا البيان بحفاوة بالغة، إذ اعتبر الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن «العاملين في المجال الفني محظوظون بأن القيادة السياسية تشملهم بهذه الرعاية، فالرئيس عبد الفتاح السيسي، لا يترك فناناً شهيراً أو غير شهير في محنة وظرف اجتماعي أو إنساني أو مرضي، إلا ويشمله برعايته». على حد تعبيره.
وأضاف في مداخلة تلفزيونية مساء أمس: «نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، باسم جميع الفنانين، كونه اقترب من أزمة الممثلين الذين ليس لهم مصدر دخل آخر، خصوصاً في فترة الشيخوخة»، مشيراً إلى أن «كثيراً من أسر الزملاء يكونون في محن كثيرة بعد رحيل رب الأسرة، لذلك فإن مبادرته مهمة جداً، وتعد تقديراً كبيراً من الرئيس للفنانين وأسرهم والعاملين بالحقل الثقافي والإبداعي، فالسيسي أول رئيس يهتم بشأن العاملين بالفن».
ولفت زكي إلى أن «مصر أهم بلد في العالم العربي، به أهم فنانين، وعمالة نادرة في مجال السينما والتلفزيون والمسرح».
ووجه السيسي بتدقيق قاعدة البيانات الخاصة بحصر وتسجيل الفنانين بمختلف فئاتهم بالتنسيق والتعاون مع النقابات الفنية المختلفة، وذلك لشمولهم ببرامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز، خصوصاً العاملين بالقطاع الفني الذين لا يتمتعون بوظائف منتظمة ولا يمتلكون مصادر بديلة للدخل، وذلك بهدف توفير سبل المعيشة الكريمة لهم ولأسرهم».
وثمّن متابعون ونقاد المبادرة الرئاسية، واعتبروها بمثابة «سفينة إنقاذ» للكثير من الممثلين والعاملين خلف الكاميرات الذين تتغير أحوالهم المادية والصحية مع تقدمهم في العمر وابتعادهم عن العمل وعدم قدرتهم على تدبير العلاج والنفقات الشهرية، لا سيما أن برامج الرعاية الحالية غير كافية.
بدوره، أكد الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين المصري، في تصريحات تلفزيونية أن «العاملين في المجال الفني لا يتمتعون بأعمال ثابتة أو منتظمة ولا يملكون مصادر بديلة لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم وهذه الرعاية والحماية الاجتماعية للفنانين تفعل دور القوى الناعمة وتتبوأ دورها للنهوض بفنون راقية وثقافة ترسخ قيما اجتماعية تليق بمكانة مصر الحضارية.
ووفق المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية في مصر، طارق مرتضى، فإن «أغلبية أعضاء النقابة ليسوا من المطربين المشهورين، بل من العازفين البسطاء الذين يعملون فترة ويظلون دون عمل لفترة أخرى»، مشيراً إلى أن «هؤلاء عانوا من البطالة وكانوا في أشد الاحتياج للمساعدة خلال الشهور الماضية».
وعدد أعضاء ومنتسبي النقابة يبلغ نحو 40 ألف موسيقي، بين موسيقيين عاملين ومنتسبين. بينما يبلغ عدد أعضاء نقابة المهن التمثيلية المصرية نحو 4 آلاف عضو، بحسب إيهاب فهمي عضو مجلس النقابة.
ودشنت نقابة المهن التمثيلية المصرية مبادرة «الممثلين القادرين لغير القادرين» في مارس (آذار) من العام الماضي لمساعدة أعضائها المتضررين من تبعات أزمة «كورونا». وبحسب نقيب الممثلين فإن عدداً كبيراً من العمالة اليومية بمجال التمثيل تضرروا من تداعيات الجائحة.
ويشكو أعضاء نقابة المهن التمثيلية من ضعف ميزانية نقابتهم، التي تقتصر على اشتراكات ومساعدات أعضائها. ووفق تصريحات سابقة لزكي فإن «فناني مصر فقراء جداً»، موضحاً أن «الكثير من الناس يعتقدون أن نقابة المهن التمثيلية تحصل على الملايين من الجنيهات، وهذا غير صحيح».
وتلقى أخبار الفنانين المصريين المرضى الذين يتعرضون لأزمات مادية صدى واسعاً على غرار ما حدث مع الفنان المصري يوسف فوزي الذي أثار ضجة وجدلاً كبيراً في مصر، في بداية العام الماضي، بعد إعلانه عن المعاناة التي تعرض لها عقب إصابته بمرض «الشلل الرعاش»، وابتعاده عن التمثيل منذ نحو 5 سنوات، وتخلي بعض زملائه عنه في وقت الشدة، بحسب وصفه.
فيما تعد قضية تشغيل الممثلين، وعدم وجود معايير واضحة في عملية توزيع الأدوار من أبرز أزمات الوسط الفني المصري، حيث خرج الكثير من الفنانين عن صمتهم خلال السنوات الأخيرة وأعلنوا عن ضيقهم الشديد ومعاناتهم جراء عدم مشاركتهم في أي عمل فني لفترة طويلة، بينما يشارك آخرون في نحو 3 أعمال في وقت واحد.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».