يبدو الأمر كأنه قد مر وقت طويل للغاية منذ أن لعب مانشستر سيتي أمام تشيلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا في بورتو. وكان الهدف الذي أحرزه كاي هافرتز قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول كافياً لقيادة تشيلسي للفوز بهدف دون رد والفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه. وكانت تلك المباراة في نهاية مايو (أيار) هي آخر مرة لعب فيها جون ستونز مع مانشستر سيتي. لقد قدم ستونز مستويات جيدة للغاية تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا الموسم الماضي، وكون شراكة دفاعية قوية مع المدافع البرتغالي روبن دياش، وقاد مانشستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بأقوى خط دفاع في المسابقة بعدما اهتزت شباك الفريق 32 مرة فقط في 38 مباراة.
ونتيجة لذلك، كافأ النادي ستونز في بداية شهر أغسطس (آب) بتمديد تعاقده لمدة خمس سنوات، وكان الجميع يتوقعون أن يواصل ستونز المشاركة كأساسي مع الفريق خلال هذا الموسم. ومع ذلك، لم تسر الأمور بهذه الطريقة بالنسبة للاعب البالغ من العمر 27 عاماً. لقد لعب ستونز تسع مباريات مع المنتخب الإنجليزي - شارك في جميع مباريات المنتخب الإنجليزي السبع في يورو 2020 وفي مباراتين في تصفيات كأس العالم - منذ أن لعب آخر مرة بقميص مانشستر سيتي. وخاض ستونز 168 مباراة مع سيتي وفاز بثلاثة ألقاب للدوري الممتاز وواحد لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقبين لكأس الرابطة منذ انضمامه للفريق قادماً من إيفرتون في 2016.
وحصل ستونز على إجازة طويلة بعد مشاركته مع المنتخب الإنجليزي في يورو 2020 خلال الصيف، لكنه يواجه الآن صعوبات كبيرة في استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية للسيتيزنز. وقال غوارديولا الشهر الماضي: «وصل جون متأخراً، وبعد عودتنا للمباراة الثانية، كان يعاني من مشكلة في ساقه وتعرض للإصابة». لكن ستونز شارك في مباراتين من المباريات الثلاث التي لعبها المنتخب الإنجليزي في تصفيات كأس العالم خلال فترة التوقف الدولية في سبتمبر (أيلول)، واستمر لمدة 90 دقيقة في كل مباراة من المباراتين، وبالتالي يبدو أنه استعاد قوته ولياقته بالكامل.
ولسوء حظ ستونز أن غيابه قد تزامن مع عودة إيمريك لابورت إلى خطط غوارديولا. وعندما تعاقد مانشستر سيتي مع دياش من بنفيكا مقابل 62 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي، بدا الأمر كأنه سيكون شراكة دفاعية قوية مع لابورت. لكن لابورت لم يبدأ سوى 14 مباراة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، واضطر للجلوس على مقاعد البدلاء ورؤية ستونز ودياش وهما يتألقان.
وكانت هناك تقارير خلال الصيف بأن لابورت قد يرحل عن النادي، إما بالعودة إلى إسبانيا أو الانتقال إلى توتنهام في إطار صفقة حصول مانشستر سيتي على خدمات هاري كين. ومع ذلك، تمكن لابورت من العودة للمشاركة في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي مرة أخرى. لقد حصل ناثان أكي على فرصة في الجولة الافتتاحية للموسم، لكنه بدا مهتزاً وخسر مانشستر سيتي أمام توتنهام بهدف دون رد، وهو الأمر الذي مهد الطريق لعودة لابورت للتشكيلة الأساسية.
لقد شارك لابورت في آخر ثلاث مباريات لمانشستر سيتي وقدم أداءً ممتازاً. وفاز مانشستر سيتي في المباريات الثلاث - على نوريتش سيتي بخماسية نظيفة، وآرسنال بخماسية نظيفة أيضاً، وليستر سيتي بهدف دون رد. ولم تستقبل شباك الفريق أي هدف خلال هذه المباريات، وبلغ معدل التسديدات على مرمى الفريق 5.3 تسديدة في المباراة الواحدة، أي أقل من أي فريق آخر في الدوري، بينما بلغت نسبة استحواذ الفريق على الكرة 69.2 في المائة في المتوسط – أعلى من أي فريق آخر في الدوري.
ويعود السبب في جزء كبير من هذه الهيمنة إلى القدرات والإمكانيات الهائلة للابورت، الذي يحتل المرتبة الأولى في الدوري من حيث عدد التمريرات في كل مباراة (102.3 تمريرة في المباراة) – ويأتي دياش في المركز الثاني في الدوري، بـ84 تمريرة في المتوسط في كل مباراة - ومعدل نجاح التمريرات (96.7 في المائة). لقد أُجبر ستونز على الجلوس على مقاعد البدلاء ورؤية لابورت وهو يتألق إلى جانب دياش في خط الدفاع، تماماً كما فعل لابورت الموسم الماضي.
هذا لا يعني أن ستونز يعاني من حيث التحكم في الكرة، حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن نسبة التمريرات الصحيحة بلغت 93.3 في المائة في المباراة، وهي الأفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. لكن الشراكة الدفاعية بين لابورت ودياش حالياً تعمل بشكل استثنائي، وبالتالي ليس هناك أي سبب يدعو غوارديولا لتغييرها. لم يكن غوارديولا يرغب في تغيير التشكيلة الأساسية للفريق هذا الموسم، والدليل على ذلك أنه بدأ المباريات الثلاث الماضية بنفس التشكيلة، وهو مستوى غير عادي من الثبات على التشكيلة بالنسبة للمدير الفني الإسباني الذي غير التشكيلة من قبل في 172 مباراة.
لقد سيطر مانشستر سيتي على مقاليد الأمور تماماً أمام نوريتش سيتي وآرسنال وليستر سيتي، وسجل 11 هدفاً ولم يستقبل أي هدف. وفي ظل الشراكة الدفاعية القوية بين لابورت ودياش، ستجد الأندية المنافسة صعوبات هائلة في اختراق هذا الخط الدفاعي الحصين. لقد خسر لابورت مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق الموسم الماضي بعد أن قدم أداءً مخيباً للآمال أمام توتنهام، لكنه لم يظهر أي علامات منذ ذلك الحين على تراجع مستواه. أما بالنسبة لستونز، فإن هذا يعني عودته للجلوس على مقاعد البدلاء لرؤية الماكينة الدفاعية لمانشستر سيتي وهي تتألق من جديد.
لماذا أصبح جون ستونز حبيساً لمقاعد البدلاء؟
المدافع لم يشارك مع مانشستر سيتي منذ الهزيمة أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا
لماذا أصبح جون ستونز حبيساً لمقاعد البدلاء؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة