حملة شعبية لعائلتي الأسيرين الإسرائيليين لدى «حماس»

لمنع أي انفراج في غزة قبل إطلاق سراحهما

TT

حملة شعبية لعائلتي الأسيرين الإسرائيليين لدى «حماس»

بعد صمت دام 15 سنة، والامتناع عن «إحراج الحكومة الإسرائيلية أمام أعداء الدولة»، خرج أفراد عائلتي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى «حماس»، أورون شاؤول وهدار غولدن، بحملة شعبية، هدفها ممارسة الضغط على الحكومة، لكي تضع قضية صفقة تبادل الأسرى في رأس سلم مفاوضات التهدئة مع قطاع غزة.
ويحاول أفراد العائلتين ربط قضية الأسرى، مع قضية الاتفاق الذي يُجري المصريون محاولات لإنجازه في المفاوضات مع إسرائيل من جهة، و«حماس» من جهة أخرى. وقال الزوجان غولدن، إن «حكومة نفتالي بنيت في موضوع الأسرى أسوأ من حكومة بنيامين نتنياهو». وأكدا، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نشرت أمس (الأحد): «لدينا شعور بأنهم يخدعوننا. فالحكومة السابقة لم تفعل شيئاً، لكنها كانت تصارحنا. أما حكومة بنيت فلا تفعل شيئاً ولا تقول شيئاً. بل إنها تخدعنا. تلعب بنا. تستغل أننا لا نثير ضجيجاً ولا نقيم احتجاجاً».
وتبين أنهم كانوا يرغبون في مرافقة بنيت في لقائه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في شرم الشيخ، الأسبوع الماضي، لكي يدرك أن الحكومة الإسرائيلية صارمة في مطلبها إطلاق سراح أسراها من سجن «حماس»: «يجب أن تكون رسالتنا بأن قضية الأسرى مربوطة بالتسهيلات للقطاع، مثلما أعلنت الحكومة في البداية. لكنهم خيّبوا رجاءنا».
وهاجموا أيضاً وزير الخارجية، يائير لبيد، الذي أدار أمس محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وتكلما خلالها عن «رغبة مصر في إحياء المسار التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي» وخلق «أُفق سياسي بالتوازي مع مناخ مستقر، يُرسخ ركائز الاستقرار في المنطقة، ويُجنبها موجات التصعيد والتوتر». وقالوا إن «الاتصال تطرق إلى الجهود المبذولة في إطار إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية، بحسب البيان المصري. فأين قضية الأسرى هنا؟».
يذكر أنه بالإضافة إلى شاؤول وغولدن، هناك مواطنان إسرائيليان، إبرام منغستو، وهو إثيوبي الأصل، وهشام السيد، وهو عربي من النقب، محتجزان لدى «حماس» بعد أن قاما باجتياز الحدود مع غزة بإرادتهما. وقيل إنهما يعانيان من مشكلات نفسية. وقد حرصت حكومة نتنياهو على إقناع عائلتي غولدن وشاؤول بأن ولديهما توفيا متأثرين بجراحهما ولا جدوى من المبادرة إلى حملة احتجاج شعبية، على غرار الحملة التي أدارتها في حينه عائلة الجندي غلعاد شليط، والتي أثمرت بإبرام صفقة كبيرة تم خلالها إطلاق سراح 1050 أسيراً فلسطينياً مقابل شليط. وأوضح رجال نتنياهو للعائلتين أن «حماس» تستغل ضغطاً كهذا لكي ترفع سقف مطالبها. وسكتوا فعلاً طيلة الفترة من سنة 2014. وواصلوا الصمت أيضاً في عهد حكومة بنيت. وقالوا: «أعطينا هذه الحكومة 100 يوم من الهدوء حتى نرى إن كانت فعلاً قد حملت رسالة تغيير السياسة كما تدعي. لكنها تثبت أنها تواصل السير على النهج نفسه وأسوأ».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».