محافظ حضرموت لـ («الشرق الأوسط»): التداعيات الأخيرة تنذر ببدء «منعطف خطير»

أكد أن أصحاب النيات الخبيثة لا يريدون لليمن خيرًا

محافظ حضرموت لـ («الشرق الأوسط»): التداعيات الأخيرة تنذر ببدء «منعطف خطير»
TT

محافظ حضرموت لـ («الشرق الأوسط»): التداعيات الأخيرة تنذر ببدء «منعطف خطير»

محافظ حضرموت لـ («الشرق الأوسط»): التداعيات الأخيرة تنذر ببدء «منعطف خطير»

كشفت الخطوات التي باشرها الحوثيون، أخيرا، أن جماعة «أنصار الله» تتجه إلى مزيد من التصعيد على المستويين؛ العسكري والسياسي، وهو ما ينذر بدخول اليمن في منعطف خطير.
وفي هذا الخصوص، أبلغ «الشرق الأوسط» عادل باحميد محمد باحميد، محافظ حضرموت، بأن التداعيات الأخيرة تنذر بدخول اليمن بشكل عام في منعطف خطير.
وقال: «بعد أن كنا نتحدث عن قرع طبول الحرب هنا وهناك نرى اليوم مؤشرات أكبر تبين لنا أن اليمن دخل في دوامة خطيرة»، بدأ من الغارات التي شنت على القصر الرئاسي في عدن، ومرورا بالتفجيرات العنيفة التي هزت صنعاء وخلفت الكم الهائل من القتلى والجرحى».
وأوضح أن اليمن شهدت حالة استثنائية لم تكن معروفة من قبل، وهي حالة استهداف المساجد فيها بطريقة وحشية، إضافة للتحركات في صنعاء وتعز برا وجوا.
وذهب باحميد إلى أن اليمن لا يراد بها خير من قبل أصحاب النيات الخبيثة والمصدرين للدمار إليها من الخارج كما تفعل إيران، «وإنما يراد بها الرمي في الحرب التي سيكون كل الأطراف اليمنية خاسرة فيها، حتى من يظنون أنهم سيحسمون الصراع عن طريق الاقتتال فهم مخطئون في حق أنفسهم قبل اليمن بشكل عام». وشدد محافظ حضرموت على أن الدعم الإيراني للحوثيين بالعدة والعتاد ووضع الرئيس عبد ربه منصور هادي في قائمة المطلوبين، لن يجدي معه ولا مع اليمنيين نفعا، «فهو الرئيس الشرعي لليمن المخول بإدارة البلاد والمنتخب بصندوق اقتراع وشرعيته مستمدة من المجتمع الإقليمي والدولي»، ورأى ضرورة الاستمرار في العمل على نقل الحوار للرياض لإخراج اليمن مما هي فيه.
وتمنى باحميد أن تتغلب الحكمة اليمانية على الأصوات المرتفعة لقرع طبول الحرب العمياء، وأن يضع الحوار القادم أسس التعايش التي أثبتت الأحداث أن اليمن لا يمكن أن يحكمها فصيل واحد حتى وإن امتلك القوة والسلاح.
وحذر من وصفهم باللاعبين الخارجين من العبث باليمن، ودعاهم إلى كف أيديهم التي تريد الشر باليمن، مشددا على ضرورة الاقتداء بدول الجوار التي مدت يد الخير للخروج باليمن إلى النور والتعايش لبناء مستقبل أفضل، مرجعا الغرض من التدخلات الإيرانية إلى المصالح السياسية والاقتصادية التي لم ولن تلقي بالا بمصير وحياة الشعب اليمني.
يذكر أن ما لا يقل عن 142 شخصا قتلوا، وأصيب 350 آخرون بجروح، الجمعة الماضية، في 4 تفجيرات انتحارية هزت العاصمة صنعاء مستهدفة مسجدين، حسب ما أعلنت مصادر طبية في اليمن.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.