فرانك ريبيري يعود إلى العشب الأخضر عبر بوابة ساليرنيتانا

ريبيري بقميص نادي ساليرنيتانا أثناء تقديمه لجماهير النادي (إ.ب.أ)
ريبيري بقميص نادي ساليرنيتانا أثناء تقديمه لجماهير النادي (إ.ب.أ)
TT

فرانك ريبيري يعود إلى العشب الأخضر عبر بوابة ساليرنيتانا

ريبيري بقميص نادي ساليرنيتانا أثناء تقديمه لجماهير النادي (إ.ب.أ)
ريبيري بقميص نادي ساليرنيتانا أثناء تقديمه لجماهير النادي (إ.ب.أ)

في سن الـ38 عاماً، ما زال الفرنسي المخضرم فرانك ريبيري، يملك «الوقود» في محركه ورغبة جارفة للعودة إلى الملاعب أمام مدرجات مليئة بالجماهير. لهذه الدوافع وجد نفسه في نادي ساليرنيتانا من أجل مساعدة الفريق على البقاء في الدرجة الأولى الإيطالية.
«كرة القدم هي شغف. لو كنت أعيش من أجل المال، لما كنت هنا»، أقر النجم السابق لبايرن ميونيخ الألماني فور وصوله إلى ساليرنو قبل 11 يوماً، هذه المدينة التي تقع على ساحل أمالفي الساحر جنوب نابولي. وحسب الصحافة المحلية، سيتقاضى الفرنسي راتباً سنوياً قدره 1.5 مليون يورو، في حين كان يحصل على 4 ملايين يورو في ناديه السابق فيورنتينا. وتابع صانع الألعاب السابق لمنتخب «الديوك»: «خلال 20 عاماً في مسيرتي، فزت بالكثير من الأشياء. عائلتي بحالة جيدة، وأنا أيضاً وبإمكاني البقاء في المنزل. عندما ينفد الوقود سأعود (إلى المنزل)، ولكن حالياً ليس الأمر كذلك». وأضاف «أف آر 7»: «شعرت عند الجماهير بشغف غير معقول، لهذا السبب قدمت للمساعدة وجلب خبرتي». وكان ريبيري احتياطياً في الخسارة برباعية نظيفة أمام تورينو في المرحلة الثالثة من الدوري الإيطالي.
لم يتخيل الفرنسي، ولو للحظة، أن ساعة الاعتزال حانت عندما وجد نفسه من دون نادٍ مع نهاية عقده مع فيورنتينا في يونيو (حزيران)، بعد موسم كروي أقيم خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير بسبب تداعيات فيروس كورونا. شعر ريبيري برغبة الانضمام إلى ساليرنيتانا، هذا النادي شبه المجهول في إيطاليا، بعدما شاهد المد الجارف الذي رافق احتمال وصوله إلى ساليرنو، إن كان على وسائل التواصل الاجتماعي أو في المدينة، حيث ظهرت القمصان غير الرسمية مع الرقم 7 الذي يرتديه، فيما اعتبره مشجعو النادي بمثابة «مارادونا ساليرنيتانا».
قال ريبيري خلال المؤتمر الصحافي لحفل تقديمه الرسمي بحضور عمدة مدينة ساليرنو، «خلال حفل التقديم وأمام 5 آلاف مشاهد، تخيلت ماذا سيحصل لو تحقق ذلك أمام مدرجات ممتلئة... مرت فترة طويلة لم أشاهد الجماهير، وهذا يساعد». أمام تورينو، تلمس ريبيري سوء الحالة التي يعاني منها فريقه الجديد وصعوبة المهمة الملقاة على كاهليه، التي تنتظره في هذا النادي الذي يخوض موسمه الثالث في دوري النخبة، والأول له منذ حوالي 20 عاماً، بعدما تعرض لثلاث هزائم في المراحل الثلاث الأولى.
وبات ساليرنيتانا، العائد إلى دوري الأضواء للمرة الأولى منذ موسم 1998 - 1999، أول فريق يتلقى 11 هدفاً في مبارياته الثلاث الأولى للموسم منذ اعتماد نظام الثلاث نقاط للفوز اعتباراً من موسم 1994 - 1995، حسب «أوبتا» للإحصاءات. ويحتل ساليرنيتانا، ثاني ترتيب فرق الدرجة الثانية في الموسم الماضي، المركز الأخير بين أندية الـ«سيري أ». في لائحة تصنيف القيمة السوقية للأندية، حسب الموقع المتخصص «ترانسفر ماركت»، قدرت قيمة إجمالي لاعبيه بـ38 مليون يورو، أي أقل بنصف من الناديين اللذين يتقدمان عليه في هذا التصنيف المالي وهما فينيتسيا وسبيتسيا.
يبحث نادي ساليرنيتانا الذي كان يملكه رئيس لاتسيو الحالي كلاوديو لوتيتو، قبل أن يضطر إلى بيعه بسبب قوانين الدوري التي تمنع أن يستحوذ أي مالك على ناديين ضمن الدوري الواحد، عن مالك جديد. وبانتظار هذه النقلة المستقبلية، حتى نهاية العام الحالي أو في وقت لاحق، تم تعيين إداري مستقل لتولي شؤون النادي. من ناحية اقتصادية، ومع وصول ريبيري، حصل ساليرنيتانا على دفعة إعلامية كبيرة، وبات يملك عنصراً مهماً لتسويقه.
ولكن على أرض الملعب، هل ستمنع هذه الصفة النادي من الهبوط سريعاً إلى الدرجة الثانية؟ فداخل المستطيل الأخضر يتوجب على جماهير النادي أن تنتظر كي يستعيد ريبيري لياقته البدنية ومستواه المعهود، بعدما واظب على التمارين دون انقطاع بمفرده على أمل أن يتفادى الفرنسي الوقوع ضحية الإصابات العضلية التي «فرملت» بداياته مع فيورنتينا في الموسمين الماضيين.
ستمنح رؤيته للعب وخبرته ضمانات جديدة لفريق لم ينجح خلال خسارته أمام روما برباعية نظيفة في تمرير سوى 91 كرة في 90 دقيقة! في الجانب الآخر، يعتمد ساليرنيتانا على ما يمكن لريبيري أن يجلبه خارج الملاعب «إضافة إلى الناحية التقنية التي نعرفها جميعاً، يؤثر بشكل استثنائي في المجموعة بفضل تواضعه وبساطته والذكاء الذي يتمتع به»، قال مدربه الجديد فابريتسيو كاستوري. ريبيري، من ناحيته، قام بتمرير رسالة واضحة، مفادها «الأهم، هو أن نفوز بسرعة بأول مباراة».


مقالات ذات صلة

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يستعد أرنو لإتمام صفقة الاستحواذ على نادي باريس في وقت لاحق هذا الشهر (رويترز)

عائلة أرنو: شراء نادي باريس استثمار طويل الأجل

قالت عائلة الملياردير برنار أرنو الأربعاء إنها تهدف إلى الارتقاء تدريجيا بنادي باريس اف.سي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ليصبح ضمن نخبة الكرة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ديديه ديشان (د.ب.أ)

ديشان «السعيد»: أرفع القبعات للاعبي فرنسا

أعرب ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم عن سعادته بالفوز الذي حققه منتخبه على المنتخب الإيطالي في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية

«الشرق الأوسط» (باريس)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟