مذكرة توقيف غيابية ضد وزير سابق في ملف انفجار المرفأ

فرنجية يدعمه... وأهالي الضحايا يتوعدون بالتصعيد

الوزير السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)
الوزير السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)
TT

مذكرة توقيف غيابية ضد وزير سابق في ملف انفجار المرفأ

الوزير السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)
الوزير السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)

دعم رئيس «تيار المردة» اللبناني سليمان فرنجية الوزير السابق يوسف فنيانوس في مواجهة مذكرة التوقيف الغيابية التي أصدرها بحقه أمس المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، فيما لوح أهالي ضحايا انفجار المرفأ باللجوء إلى «خطوات غير سلمية» اعتراضا على تمنع فنيانوس عن المثول أمام القضاء.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن المحقق العدلي في الملف «أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس، بعد تغيبه عن حضور جلسة الاستجواب التي حددت» أمس الخميس. وكان القاضي بيطار رد في مستهل الجلسة التي عقدها، في حضور وكيلي فنيانوس المحاميين نزيه الخوري وطوني فرنجية وممثلي الادعاء الشخصي، الدفوع الشكلية المقدمة من فنيانوس، واعتبر أنه مبلغ بموعد الجلسة، وامتنع عن المثول لاستجوابه.
وتولى فنيانوس (57 عاماً)، وهو محامٍ مقرب من زعيم «تيار المردة»، مهامه الوزارية في الفترة الممتدة بين العامين 2016 و2020. وإثر إصدار مذكرة التوقيف بحقه، أكد فرنجية «وقوفنا إلى جانبه مدافعاً عن نفسه، وبحق، ضمن القوانين المرعية الإجراء».
وإثر صدور مذكرة التوقيف، قال نزيه الخوري، محامي فنيانوس، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ما حصل مخالفة فاضحة للقانون والأصول القضائية، ونحن كفريق دفاع بصدد دراسة الخيارات التي قد نلجأ إليها في الأيام المقبلة والتي يتيحها لنا القانون».
وملف فنيانوس، واحد من خمسة ملفات قضائية أعدها المحقق العدلي لسياسيين واستدعاهم للتحقيق بموجبها، تضم رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وثلاثة نواب هم علي حسن خليل ونهاد المشنوق وغازي زعيتر، إضافة إلى فنيانوس. وتقول القوى السياسية الداعمة لهؤلاء السياسيين إن المرجع القانوني لمحاكمتهم هو «المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء»، وعلى أثر ذلك تمنع البرلمان من رفع الحصانة عن النواب. ويخشى مراقبون من أن تؤدي الضغوط السياسية إلى عزل بيطار، على غرار ما جرى مع سلفه القاضي فادي صوان الذي جرت تنحيته بعد ادعائه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على دياب وثلاثة وزراء سابقين، بينهم فنيانوس، في خطوة أثارت امتعاضا سياسيا، ولم يمثل أي منهم أمامه.
وجاء إصدار المذكرة غداة دعوة 145 جهة من منظمات حقوقية لبنانية ودولية وناجين وعائلات الضحايا، مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة، وسط مخاوف من ضغوط سياسية متزايدة تعرقل تقدم التحقيق المحلي.
وحدد بيطار في يوليو (تموز) الماضي موعداً لاستجواب رئيس الحكومة السابق، كما طلب من البرلمان رفع الحصانة عن النواب الثلاثة الذين تولوا سابقاً مناصب وزارية «تمهيداً للادعاء عليهم والشروع بملاحقتهم». وطالب نقابة المحامين في طرابلس (شمال) بمنحه الإذن لملاحقة فنيانوس، ومن وزير الداخلية منحه الموافقة للادعاء على المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
ولم يحضر أي من المسؤولين المذكورين إلى جلسات الاستجواب، مع رفض الجهات المعنية طلبات بيطار الذي يواجه اتهامات متزايدة بـ«التسييس» من قوى سياسية رئيسية على رأسها «حزب الله»، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، وتجمع رؤساء الحكومات السابقين، بينهم زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، خصوصاً منذ ادعائه على دياب.
وقبل أيام، غادر دياب الذي كان من المقرر أن يستجوبه بيطار الاثنين المقبل إلى الولايات المتحدة، في زيارة عائلية، رغم صدور مذكرة إحضار بحقه، ما يعني أنه سيتغيب مجدداً عن جلسة الاستجواب. ونفذ أهالي شهداء ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام قصر العدل في بيروت، مواكبة للتحقيقات التي يجريها القاضي طارق بيطار واحتجاجاً على عدم مثول الوزير يوسف فنيانوس أمامه.
وقال إبراهيم حطيط باسم الأهالي: «وجعنا كبير جداً، ولم نعد نستطيع التحمل وسنلجأ إلى خطوات غير سلمية بسبب دموعنا ووجعنا اليومي، فنحن لا نفهم بتناقضاتكم السياسية بل نفهم أنكم قتلتم أبناءنا الأبرياء، لأن ما حصل في المرفأ ليس انفجاراً بل هو تفجير وثمة من يجب أن يتحمل المسؤولية».
وكانت المنظمات الحقوقية وعائلات الضحايا والناجين نددتا في رسالة مشتركة إلى الأمم المتحدة نشرتها الثلاثاء بمحاولة القادة السياسيين «التشكيك في حيادية» بيطار واتهامه بأنه «مُسيس».
وشددتا على أن «تقاعُس التحقيق المحلي عن ضمان المحاسبة يُبين بوضوح ثقافة إفلات المسؤولين من العقاب التي طالما وُجدت في لبنان».
وأضافتا أن «عرقلة السلطات المخزية لمسعى الضحايا إلى معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة تُعزز الحاجة إلى تحقيق دولي في تقاعس الدولة اللبنانية عن حماية الحق في الحياة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.