كيف تمكنت أستراليا من القضاء على الإنفلونزا أثناء وباء «كورونا»؟

شخصان يرتديان القناع الواقي أثناء تجولهما في سيدني (أ.ف.ب)
شخصان يرتديان القناع الواقي أثناء تجولهما في سيدني (أ.ف.ب)
TT

كيف تمكنت أستراليا من القضاء على الإنفلونزا أثناء وباء «كورونا»؟

شخصان يرتديان القناع الواقي أثناء تجولهما في سيدني (أ.ف.ب)
شخصان يرتديان القناع الواقي أثناء تجولهما في سيدني (أ.ف.ب)

تمكنت أستراليا من القضاء على الإنفلونزا بالكامل تقريباً هذا العام بعد دخول جزء كبير من المقاطعات بالبلاد في إغلاق تام لمحاربة فيروس «كورونا»، مما أوقف الانتشار الموسمي المعتاد للعدوى، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
سجلت البلاد 484 حالة إصابة بالإنفلونزا حتى نهاية أغسطس (آب) الماضي؛ معظمها من خلال الوافدين الدوليين من الهند، مع عدم وجود وفيات على الإطلاق.
ويقارن ذلك بـ313 ألف حالة إصابة بالإنفلونزا في أستراليا في عام 2019 التي أدت إلى 953 حالة وفاة.
في يوليو (تموز) عام 2019، كان أكثر من 70 ألف أسترالي يعانون من الإنفلونزا. في عام 2020، انخفض هذا الرقم إلى 190، وفي عام 2021 وصل إلى 52 فقط.
وحتى لو افترضنا أن عام 2019 كان عاماً سيئاً للغاية بالنسبة للإنفلونزا، مع ارتفاع عدد الحالات 27 مرة عن متوسط السنوات الخمس، فإن التحول يعدّ دراماتيكياً.
وقال البروفسور إيان بار من «مركز المراجع والبحوث الخاص بالإنفلونزا» المتعاون مع منظمة الصحة العالمية: «لم نشهد مطلقاً أرقاماً بهذا المستوى المنخفض من قبل».
وتابع: «هذا هو الوقت الذي يجب أن نشهد فيه ليس بضع مئات؛ ولكن بضعة آلاف من الحالات لكل ولاية، مع عشرات الآلاف من الحالات بشكل عام في جميع أنحاء أستراليا... عالم الإنفلونزا بأكمله مقلوب رأساً على عقب في الوقت الحالي».
ويقول العلماء إن عوامل مثل العزلة الناتجة عن عمليات الإغلاق، والاستخدام واسع النطاق للأقنعة في المجتمع، لمكافحة «كورونا»، ساهمت في وقف الإنفلونزا التقليدية.
كما يشير الخبراء إلى أن إقفال المدارس أبوابها في وجه التلاميذ - وهي أرض خصبة لانتشار عدوى الإنفلونزا وإحضارها إلى المنازل - لعب دوراً كبيراً.
وأضاف البروفسور بار: «كل هذه الإجراءات ساهمت في عدم انتشار الإنفلونزا خلال العامين الماضيين».
وأعربت الدكتورة كيرستي شورت، عالمة الفيروسات بجامعة كوينزلاند، عن أملها في أن يعني العدد القليل من الحالات أنه ستكون هناك فرصة أقل لتحور الإنفلونزا إلى نوع جديد يكون مقاوماً للقاحات الفيروس الحالية.
لكنها حذرت من الاستهانة بالمرض ومن خطر تفشي الإنفلونزا على رأس وباء «كوفيد19». وقالت: «إنه بالتأكيد شيء نحتاج جميعاً إلى مراقبته».
وتابعت: «آخر شيء نريده هو أن يكون لدينا موسم إنفلونزا سيئ إلى جانب تفشي (كورونا)».


مقالات ذات صلة

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

دراسة جديدة تدعم فرضية تفشي «كوفيد 19» من سوق ووهان

كشفت دراسة حول مصدر فيروس كورونا، نشرت الخميس، عناصر جديدة تعزز فرضية انتقال العدوى إلى البشر عن طريق حيوانات مصابة كانت في سوق في ووهان (الصين) نهاية عام 2019.

«الشرق الأوسط» (باريس)

سائح بريطاني يحاول دفن رفات والدته بمعبد أبو سمبل

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)
معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

سائح بريطاني يحاول دفن رفات والدته بمعبد أبو سمبل

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)
معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أحبطت السلطات المصرية، الأحد، محاولة سائح بريطاني الجنسية دفن رفات والدته في معبد أبو سمبل الأثري بأسوان (جنوب مصر).

وقال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور أيمن عشماوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أفراد الأمن بمعبد أبو سمبل تمكنوا من ضبط سائح بريطاني حاول دخول المعبد ومعه صندوق صغير، اشتبهوا في محتواه»، مشيراً إلى أنه «بعد تفتيش السائح تبين أن الصندوق يحتوي على رفات آدمية».

وأضاف عشماوي أن «السائح كان معه مرشد سياحي، أوضح عند سؤاله أن الرفات لوالدة السائح التي توفيت وأوصت بدفنها في مصر»، مشيراً إلى أن «السائح البريطاني جاء إلى مصر تنفيذا لوصية والدته». وفق تعبيره.

ووقّع السائح البريطاني على تعهد أكد فيه أنه «لن يحاول مجدداً دفن رفات والدته في أي مكان بمصر». بحسب عشماوي الذي أشار إلى أنه «تم السماح للسائح باستكمال زيارته للمعبد بعد منعه من دفن الرفات به».

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل من الداخل (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ويقع معبد أبو سمبل في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر. وقد بناه الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، في الجبل، نحو عام 1264 قبل الميلاد. ويشتهر المعبد بـ4 تماثيل ضخمة جالسة تزين واجهته، انهار أحدها بسبب زلزال قديم، ولا تزال بقاياه على الأرض، وفق موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.

وتقف تماثيل الملك الضخمة على جانبي الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، حيث تجلس 4 معبودات من مصر القديمة؛ هي آمون رع، رع حورآختي، بتاح، رمسيس الثاني. ويشهد المعبد ظاهرة تتكرر مرتين في العام، حيث تتعامد الشمس على واجهته في 22 فبراير (شباط) و22 أكتوبر (تشرين الأول).

والحضارة المصرية محاطة بكثير من الغموض، ما يدفع لانتشار خرافات بشأن «لعنة الفراعنة» أو «الزئبق الأحمر»، مثيرة حالة من الهوس العالمي بشأن «أسرار الدفن في مصر القديمة».