مطالب بكشف مصير3 مدونين خطفوا في ليبيا

عبد الله اللافي خلال لقائه وزيرة العدل الإيطالية بالعاصمة روما أول من أمس (المجلس الرئاسي)
عبد الله اللافي خلال لقائه وزيرة العدل الإيطالية بالعاصمة روما أول من أمس (المجلس الرئاسي)
TT
20

مطالب بكشف مصير3 مدونين خطفوا في ليبيا

عبد الله اللافي خلال لقائه وزيرة العدل الإيطالية بالعاصمة روما أول من أمس (المجلس الرئاسي)
عبد الله اللافي خلال لقائه وزيرة العدل الإيطالية بالعاصمة روما أول من أمس (المجلس الرئاسي)

طالب حقوقيون ليبيون بكشف مصير ثلاثة مدونين، بعد اختفائهم في مدينة بنغازي (شرق)، محمّلين وكيل وزارة الداخلية فرج إقعيم المسؤولية عن خطفهم. وأدانت منظمة «رصد الجرائم الليبية»، أمس، بشدة ما أسمته «استمرار انتهاك حق حرية الرأي والتعبير»، والقبض دون أمر من النيابة بحق المدونين الثلاثة، وهم خالد موسى عبد المولى (33 عاماً)، الذي يعمل رئيس المركز الإعلامي لنادي الأهلي، ومحمد عبد الجليل الرقاص (24 عاماً)، وعلي سالم بوزريدة (26 عاماً)، مطالبة وكيل وزارة الداخلية بشرق ليبيا فرج إقعيم بإخلاء سبيلهم فوراً. وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بإقعيم للتأكد من صحة هذه المعلومات، دون رد من جانبه. لكن مصدراً أمنياً قال، إن أجهزة الأمن تتحرى عن هذه الواقعة. وأطلقت الأجهزة الأمنية في مدينة بنغازي، مطلع الأسبوع الحالي، سراح الصحافي إسماعيل بوزريبة، بعد ثلاث سنوات من اعتقاله في ديسمبر (كانون الأول) عام 2018. وسبق أن عبرت البعثة الأممية لدى ليبيا عن «استيائها وقلقها» من الحكم الصادر من قبل محكمة عسكرية في بنغازي بحق بوزريبة لمدة 15 عاماً، داعية إلى «الإفراج الفوري» عنه.وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أمس، إنها تتابع «بقلق بالغ» المعلومات الأولية بشأن واقعة خطف ثلاثة مواطنين في بنغازي، وهم مدونون ونشطاء إعلاميين، وذلك «عقب اقتحام منازلهم أول من أمس، من قبل قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة (الوحدة الوطنية) المؤقتة، بتهمة انتقاد وكيل وزارة الداخلية، حسب فيديو منشور عبر «فيسبوك». ودعت اللجنة وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إلى «العمل بجدية على ضمان حق التعبير عن الرأي، والتظاهر السلمي للآراء والتوجهات السياسية كافة»، وانتهت إلى أن «هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تعدّ اعتداءً على الحريات العامة والحياة المدنية، وحرية الرأي والتعبير» التي يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وجددت عملية خطف المدونين الثلاثة مطالب بضرورة الكشف عن مصير الناشط منصور عاطي، الذي خطف في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي من قبل أفراد يستقلون ثلاث سيارات لم تحمل أرقاماً.
وبخصوص تبادل المحكومين، بحث نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، بالعاصمة الإيطالية، مساء أول من أمس، مع وزيرة العدل الإيطالية مارتا كارتابيا، اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية، التي تمت مراجعتها مؤخراً من قبل اللجان المختصة؛ تمهيداً للتوقيع عليها من قبل وزيري العدل في البلدين. وتنص الاتفاقية على تبادل المحكومين، الأمر الذي سيساعد الليبيين الذين يقضون عقوبات في إيطاليا على استكمال مدة العقوبة في ليبيا.
كما تم خلال الاجتماع مناقشة القضايا المرفوعة، من قبل شركات إيطالية على الدولة الليبية، وأحكام الحجوزات، حيث طالب اللافي وزيرة العدل الإيطالية بالنظر إليها سياسياً من خلال الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وأكد نائب رئيس المجلس الرئاسي على أهمية تكثيف التعاون بين البلدين الصديقين، مشيداً بدور إيطاليا في دعم الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.