ترجمة عربية لرواية «جيني المجنونة»

ترجمة عربية  لرواية «جيني المجنونة»
TT

ترجمة عربية لرواية «جيني المجنونة»

ترجمة عربية  لرواية «جيني المجنونة»

تصدر قريباً عن دار «المدى» العراقية، ترجمة عربية لرواية «جيني المجنونة» لإينيس كانياتي، الحائزة على جائز «لي دو ماغو». وأنجز الترجمة نبيل الدبس.
من أجواء الرواية:
كانت تقصد المزارع تساعد في أعمالها. في الخريف، كانت تعمل في تحطيب عيدان الشجر وأخشابها، تحزمها في ربطات. في عطلة الخميس، كنت أرافقها. ألتقط الأغصان الصغيرة، وأضعها في الكومة. كنا وحيدتين. عند الظهيرة، كانت توقد نارا صغيرة. كثيرا ما أسترجع ذكرى خريف الغابات، النار، البرد، ذكراها وأنا برفقتها في الغابات الباردة. في الربيع، كانت تقوم بتقليب التربة في الكروم، وحقول البازلاء والفول. ما زلت أذكر أزهار الخزامی البرية، صفراء وحمراء، تتناثر بين الدوالي المصفوفة. كنت أقطفها لأقدمها إليها، أرتبها في باقات صفراء وحمراء، تذوي آخر النهار عند نهايات الصفوف.
كنت أيضاً أجمع نبتات خس النعجة والكراث البري، نأكلها عند المساء. كانت تقطف ثمار البازلاء أو الفول. تضع ما يعطونها منها في قفتها. نأكل بعضها. وما يتبقى منها كانت تعلبه وتحفظه. وإذ يحين موسم الحصاد، كانت الحقول تعبق بعطر خاص.
كانت تعود إلى البيت وشعرها مغطى بالغبار وذرارات التبن. كان عليها عزق الذرة، وقطاف الفاصولياء الخضراء والبندورة، وكذا الفواكه وكنا نأكل الفواكه، ومنها نصنع المربيات والمزيد من المعلبات. وعندما يحين قطاف العنب، كانت تعود إلى البيت تفوح منها رائحة السكر والدبق، فيما بعد كانوا يعطونها قليلاً من النبيذ البكر الذي يصيبني بشيء من الدوار.
كانت تذهب لإعداد ولائم العمودية، والمناولة، والأعراس. أحياناً، كانت تصحبني معها. أمكث في المطابخ الرطبة وهي لا تفارق ناظري.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.