مناشدة أميركية ـ أممية بدعم اليمن عاجلاً قبل تفشي «المجاعة»

يمني يحمل حاوية مياه قرب مقبرة للحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
يمني يحمل حاوية مياه قرب مقبرة للحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT
20

مناشدة أميركية ـ أممية بدعم اليمن عاجلاً قبل تفشي «المجاعة»

يمني يحمل حاوية مياه قرب مقبرة للحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
يمني يحمل حاوية مياه قرب مقبرة للحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

ناشدت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة العالم أجمع مساعدة اليمن من الانحدار في أزمة إنسانية جديدة، إذ تقف البلاد على حافة المجاعة والفقر والأمراض، في الوقت الذي يعاني منه ثلثا السكان من الحاجة الماسة إلى الغذاء والعلاج.
وخلال ندوة مرئية أمس، قالت سامانثا باور، المديرة التنفيذية للوكالة الدولية الأميركية للتنمية، إن اليمن يمر بالسنة السابعة من الصراع المدمر الذي ترك ثلثي سكان البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، مبينة أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 515 مليون دولار من المساعدات الإنسانية من مختلف الأنواع، وأن تلك المساعدات وصلت إلى بعض المحتاجين، بيد أن ذلك لا يكفي و«لا يمكننا أن نخدع أنفسنا بأن هذا يكفي».
ودعت جميع الجهات المانحة إلى تكثيف وتوسيع نطاق تمويل المساعدة الإنسانية، مع الضرورة الملحة التي تقتضيها الأزمة نفسها، مشيدة بالتعهدات السخية التي قدمتها الدول المانحة الأخرى، ولكن الحقيقة، كما قالت، هي أن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل «لمنع البلاد من السقوط وهي على حافة الهاوية. وندعو جميع الأطراف إلى السماح باستيراد وتوزيع الوقود دون عوائق، ويوماً ما سيصبح الصراع في اليمن ذكرى».
بدوره، أكد تيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، خلال مشاركته في الندوة المرئية، أن العديد من التقدم تم إحرازه، «ولكن لا يزال هناك كثير من العمل الشاق»، مشيراً إلى أن الولايات استطاعت بناء إجماع دولي غير مسبوق على حل الأزمة بطريقة لم يشهدها العالم على مدار الحرب، في ظل جهود إقليمية أقوى وأكثر اتحاداً وموحدة للقيام بذلك، مضيفاً أن اليمن لا يمكن أن يكون بلداً يعيش الحرب إلى الأبد.
وحدد ليندركينغ ثلاثة أمور لإنهاء الأزمة في اليمن، وهي أولاً زيادة الدعم والمساندة، وثانياً وقف إطلاق النار، وأخيراً العودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق سياسي. وأضاف: «هناك دعم واسع لجهود السلام الأكثر شمولاً والتي تبنى على الطلب القوي داخل اليمن من أجل السلام، ومعارضة الهجوم المكلف المتوقف في مارس (آذار)، كما أن تعيين مبعوث خاص جديد للأمم المتحدة سيجلب زخماً جديداً للسلام بقيادة الأمم المتحدة، ولا يمكننا تجاهل حقيقة أن تآكل الاقتصاد والخدمات الأساسية يستمر في دفع الأزمة الإنسانية في جميع أنحاء اليمن إلى الأسوأ، ربما هناك كثير من الأشخاص ينظرون إلى الوضع على أنه يبدو ميؤوساً منه، لكنني لا أراه بهذه الطريقة. الولايات المتحدة وملايين اليمنيين والعاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء اليمن لم يفقدوا الأمل أيضاً»، داعياً إلى تقديم المساعدة لليمن. وأشاد بالجهود الدولية لدعم عمال الإغاثة الذين يعملون بلا كلل لرعاية الفئات الأكثر ضعفاً، والذين منعوا من تفشي المجاعة حتى الآن، وأنقذوا أرواحاً لا تعد ولا تحصى، في الوقت الذي تحظى فيه الاستجابة الإنسانية لليمن بنسبة تمويل أقل من 50 في المائة.
من جهته، دق ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ناقوس الخطر خلال حديثه في الندوة أمس، إذ يواجه 16 مليون شخص في اليمن بلاء المجاعة، كما أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الوقود في البلاد تندد بكارثة ربما تحدث، مفيداً بأن سلسلة التوريد الخاصة بالأمم المتحدة أوشكت على النفاد ولا بد من تكثيف الدعم قبل شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضاف: «نحن نعمل في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم في الواقع، و80 في المائة من عملياتنا حول العالم تقع في مناطق الصراع، لذلك نحن نعرف كيف نأتي في أصعب الأماكن على وجه الأرض، ولذا فإننا نقول حقاً للجميع: من فضلكم لا تلعبوا معنا، دعونا نصل إلى الأشخاص المحتاجين. نحن بحاجة إلى إنهاء الصراع}.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».