مؤتمر دولي في بغداد حول استرداد «الأموال المنهوبة»

بدعم مجلس وزراء العدل في الجامعة العربية

مؤتمر دولي في بغداد حول استرداد «الأموال المنهوبة»
TT

مؤتمر دولي في بغداد حول استرداد «الأموال المنهوبة»

مؤتمر دولي في بغداد حول استرداد «الأموال المنهوبة»

تنطلق في بغداد، اليوم (الأربعاء)، أعمال المؤتمر الدولي لاسترداد الأموال المنهوبة بالفساد. ويعقد المؤتمر الذي يستمر ليومين، برعاية الحكومة العراقية ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى جانب عدد من وزراء العدل ورؤساء مجالس قضاء وأجهزة رقابية، فضلاً عن ممثلي جمعيات ومنظمات، وشخصيات قانونية وأكاديمية وإعلامية عربية ذات صلة بموضوع مكافحة الفساد.
وتقوم هيئة النزاهة العراقية ووزارة العدل بـ«مهمة تنظيم المؤتمر، الذي سيشهد عقد ورش عمل مشتركة وتقديم أوراق عمل بحثية تتناول أبرز المعوقات والعراقيل التي تواجه الجهات الرقابية الوطنية في مسألة استرداد المُدانين والأصول والأموال التي هربت خارج حدود بلدانها». طبقاً لبيان صادر عن هيئة النزاهة.
وأعربت الهيئة عن أملها في أن يعالج المؤتمر «موضوعات مهمة تتعلق بقضايا استرداد الأموال المنهوبة والأصول المُهربة، وإيجاد السبل الكفيلة بتيسير عمليات استردادها، ومنع توفير البيئات والملاذات الآمنة لها».
ويتوقع أن يخرج المؤتمر بمجموعة من المقررات والتوصيات والنتائج والمبادرات التي تحضّ البلدان المشاركة (حضوراً أو افتراضياً) على التعاون وإبداء المساعدة القانونية فيما بينها لاسترداد الأموال المهربة وعوائد الفساد التي تمكن المُفسدون من تهريبها خارج حدود بلدانها، وتأليف تحالفات وجماعات ضغط ضد البلدان التي توفر البيئات الآمنة و«الملاذات الضريبية» لها على المستويين العربي والدولي.
ويعاني العراق منذ سنوات من آفة الفساد وسوء الإدارة، وغالباً ما يتصدر قائمة الدول الأكثر فساداً في مؤشر المنظمات الدولية المختصة بملفات الفساد ومنها «منظمة الشفافية الدولية».
وكان رئيس الجمهورية برهم صالح، كشف نهاية مايو (أيار) الماضي، عن تهريب نحو 150 مليار دولار مأخوذة من صفقات فساد إلى خارج البلاد منذ 2003.
يذكر أن العراق عضو في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وصادق عليها منذ عام 2007. ويرى محمد رحيم الربيعي، رئيس «شبكة النهرين لدعم النزاهة والشفافية»، أن «المؤتمر سيكون مهماً جداً للعراق من خلال عرض أوراق العمل والتجارب الدولية المتعلقة في استرداد الأموال المنهوبة بالفساد على المستويين العربي والدولي». ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «إن اهتمام الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية حاجة طرحتها المطالبات الشعبية الواسعة باسترداد الأموال المنهوبة بعد موجة ما بات يعرف بالربيع العربي».
ويضيف الربيعي، أن «تقرير منظمة الشفافية الدولية في عام 2019، وما سبقه، وجد أن حجم الفساد في الدول العربية يقارب الـ300 مليار دولار، أي ما نسبته نحو 30 في المائة من إجمالي الفساد عبر العالم المقدر بنحو ألف مليار؛ ما دفع الجامعة العربية ومجلس وزراء العدل فيها إلى الاهتمام بقضية استرداد الأموال المنهوبة بالفساد». ويشير إلى أن «أرقام الفساد المرصودة تقتصر على النسب المرصودة من العمليات المالية الفاسدة في المنظمة العربية».
ويتابع الربيعي، أن مؤتمر بغداد يأتي إثر قرار مجلس وزراء العدل في الجامعة العربية بإصدار الدراسة السنوية لعام 2020 «وتتعلق باسترداد أموال الفساد»، وقال «أعتقد أن الهدف الأساسي من مؤتمر بغداد هو تنفيذ برنامج عمل المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية والسعي إلى تحقيق أهدافه».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.