في الوقت الذي واصلت فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية على اختلافها، مطاردة الأسيرين الفارين اللذين ما زالا طليقين، أيهم كممجي ومناضل نفيعات، كشفت معلومات جديدة عن التحقيق في فرار ستة أسرى فلسطينيين من سجن الجلبوع. وقال مسؤول رفيع في «الشاباك» (المخابرات العامة)، إن قواته وبمساعدة الشرطة الإسرائيلية نجحت في إحباط عدد من العمليات المسلحة النوعية خلال الأيام الأخيرة، خطط الفلسطينيون لتنفيذها مساندة للأسرى ولبلبلة القوات التي تبحث عن الفارين.
وقال مسؤول الشاباك إن إحدى هذه العمليات المخططة، كانت عملية كبيرة جدا وتحمل أخطار إصابة عدد كبير من الإسرائيليين، وبقية العمليات متوسطة لكنها لا تقل خطورة. غير أن الرقابة العسكرية فرضت التعتيم على بقية تفاصيل التحقيقات. وقد أكد ناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، أن قوات الأمن على اختلافها وتعددها، رفعت من جاهزيتها لأعلى الدرجات، خصوصا بعد تنفيذ ثلاث عمليات طعن فردية خلال اليومين الماضيين، ووجود معلومات بأن عمليات أخرى مخطط لتنفيذها يوم غد، وهو «يوم الغفران»، الذي يعتبر يوم صوم وحداد للشعب اليهودي يمتنعون خلاله عن أي عمل. فيما قال وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، إن هناك احتمالا بوجود علاقة بين جميع الساحات التي شهدت توترا أمنيا، وإن هناك استعدادات لمواجهة أي تصعيد. وأضاف أن المخابرات تعتقد أن عمليات الطعن لم تكن فردية بالضبط، رغم أن منفذها شخص واحد، وأن هناك شبهات بوجود خلية تنظمها وتستعد لإحداث فوضى عارمة تعرقل جهود البحث عن بقية الأسرى الفارين.
وكانت المعلومات قد تسربت من وحدة التحقيقات «لاهف 433» في الشرطة الإسرائيلية، التي تقود عمليات التحقيق في ملابسات فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن الجلبوع، الأسبوع الماضي. وقال مصدر مطلع عن المحققين: «لا يتركون أحدا ذا صلة بهذا السجن إلا ويحققون معه، لدرجة أنهم وصلوا إلى عمال المجاري وعمال الصيانة وعمال النظافة».
ومن ضمن التسريبات التي نشرت في وسائل الإعلام العبرية، أمس الثلاثاء، أن لدى المحققين أدلة على وجود عشرة أسرى فلسطينيين آخرين في السجن كانوا على علم بخطة الفرار وتكتموا عليها. وقالت مصادر مقربة من التحقيق إنه جرى استجواب هؤلاء الأسرى وخلال متابعة أجوبتهم، حولهم المحققون إلى «مشبوهين، تحت التحذير بأن أقوالهم قد تستخدم ضدهم في حال تقديمهم للمحاكمة». وسيتم توقيفهم لمواصلة التحقيق ومن ثم توجيه لائحة اتهام لكل منهم حول معرفتهم بخطة الفرار مسبقا وامتناعهم عن إبلاغ السلطات.
وأثناء التحقيق مع عمال المجاري والصيانة، تبين أيضا، أن المجاري في سجن الجلبوع سدت ثلاث مرات في الشهور الستة الأخيرة. وفي كل مرة، تم جلب سيارة تحمل جهاز شفط خاص لإخلاء الصرف الصحي وفتح المجاري المسدودة. وقد انتبه سائق الشاحنة، لوجود كمية كبيرة من الرمل هي التي تسد أنابيب مياه الصرف الصحي، فأبلغ أحد السجانين المسؤولين، لكن هذا السجان تجاهل البلاغ. وبعد فرار الأسرى، تم توثيق هذا السجان وهو يحاول ترتيب رواية مختلفة مع بعض الأسرى الذين يشتغلون في السجن، لطمس هذه المعلومة. وقد تم التحقيق مع السجان تحت التحذير وضمه إلى عدد آخر من السجانين، الذين يشتبه بأنهم تعاونوا مع الأسرى الفارين أو تصرفوا بإهمال ساعد الأسرى على تنفيذ خطتهم للهرب بنجاح. وحسب أحد المحققين، فإنه «كلما غصنا أكثر في التحقيق نكتشف هول الإخفاقات في عمل مصلحة السجون».
يذكر أن عمليات البحث عن الأسيرين الفارين، أيهم كممجي ومناضل نفيعات، باتت تتركز في الضفة الغربية، وسط تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن أحدهما على الأقل نجح في اختراق الحصار والدخول إلى الضفة. وحسب قائد في وحدة الطائرات المسيرة التابعة للجيش الإسرائيلي، فإن «الشعور الآن ليس مشابها للوضع في بداية الحدث. فنحن نقترب من القبض عليهما». وأضاف، في مقابلة أجراها معه موقع «واينت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «احتمال أن يكون أحدهما في منطقة مفتوحة أو يتحرك من مكان إلى آخر من دون أن نرصده، هو احتمال ضئيل جدا. وبإمكاننا التركيز على المناطق ذات العلاقة، سوية مع الجيش الكبير كله والوحدات التي تشاركنا عمليات البحث. فنحن نرى أي حركة في الليل وبإمكاننا توجيه وحدات أثناء الرصد وإلقاء القبض عليهم».
في المقابل، يسعى الفلسطينيون لتشويش أعمال التفتيش بواسطة المظاهرات والمبادرة إلى صدامات مع الجنود. ويتنادون، عبر الشبكات الاجتماعية، لمساندة الأسيرين وإخفائهما في حال وصول أي منهما إلى منطقة مأهولة.
10 أسرى تكتموا على عملية الفرار
التحقيق مع عامل في مجاري «الجلبوع»
10 أسرى تكتموا على عملية الفرار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة