10 أسرى تكتموا على عملية الفرار

التحقيق مع عامل في مجاري «الجلبوع»

قوات إسرائيلية تفتح النار على مظاهرة تلاميذ دعماً للأسرى الستة من سجن جلبوع في الخليل أمس (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تفتح النار على مظاهرة تلاميذ دعماً للأسرى الستة من سجن جلبوع في الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

10 أسرى تكتموا على عملية الفرار

قوات إسرائيلية تفتح النار على مظاهرة تلاميذ دعماً للأسرى الستة من سجن جلبوع في الخليل أمس (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تفتح النار على مظاهرة تلاميذ دعماً للأسرى الستة من سجن جلبوع في الخليل أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي واصلت فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية على اختلافها، مطاردة الأسيرين الفارين اللذين ما زالا طليقين، أيهم كممجي ومناضل نفيعات، كشفت معلومات جديدة عن التحقيق في فرار ستة أسرى فلسطينيين من سجن الجلبوع. وقال مسؤول رفيع في «الشاباك» (المخابرات العامة)، إن قواته وبمساعدة الشرطة الإسرائيلية نجحت في إحباط عدد من العمليات المسلحة النوعية خلال الأيام الأخيرة، خطط الفلسطينيون لتنفيذها مساندة للأسرى ولبلبلة القوات التي تبحث عن الفارين.
وقال مسؤول الشاباك إن إحدى هذه العمليات المخططة، كانت عملية كبيرة جدا وتحمل أخطار إصابة عدد كبير من الإسرائيليين، وبقية العمليات متوسطة لكنها لا تقل خطورة. غير أن الرقابة العسكرية فرضت التعتيم على بقية تفاصيل التحقيقات. وقد أكد ناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، أن قوات الأمن على اختلافها وتعددها، رفعت من جاهزيتها لأعلى الدرجات، خصوصا بعد تنفيذ ثلاث عمليات طعن فردية خلال اليومين الماضيين، ووجود معلومات بأن عمليات أخرى مخطط لتنفيذها يوم غد، وهو «يوم الغفران»، الذي يعتبر يوم صوم وحداد للشعب اليهودي يمتنعون خلاله عن أي عمل. فيما قال وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، إن هناك احتمالا بوجود علاقة بين جميع الساحات التي شهدت توترا أمنيا، وإن هناك استعدادات لمواجهة أي تصعيد. وأضاف أن المخابرات تعتقد أن عمليات الطعن لم تكن فردية بالضبط، رغم أن منفذها شخص واحد، وأن هناك شبهات بوجود خلية تنظمها وتستعد لإحداث فوضى عارمة تعرقل جهود البحث عن بقية الأسرى الفارين.
وكانت المعلومات قد تسربت من وحدة التحقيقات «لاهف 433» في الشرطة الإسرائيلية، التي تقود عمليات التحقيق في ملابسات فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن الجلبوع، الأسبوع الماضي. وقال مصدر مطلع عن المحققين: «لا يتركون أحدا ذا صلة بهذا السجن إلا ويحققون معه، لدرجة أنهم وصلوا إلى عمال المجاري وعمال الصيانة وعمال النظافة».
ومن ضمن التسريبات التي نشرت في وسائل الإعلام العبرية، أمس الثلاثاء، أن لدى المحققين أدلة على وجود عشرة أسرى فلسطينيين آخرين في السجن كانوا على علم بخطة الفرار وتكتموا عليها. وقالت مصادر مقربة من التحقيق إنه جرى استجواب هؤلاء الأسرى وخلال متابعة أجوبتهم، حولهم المحققون إلى «مشبوهين، تحت التحذير بأن أقوالهم قد تستخدم ضدهم في حال تقديمهم للمحاكمة». وسيتم توقيفهم لمواصلة التحقيق ومن ثم توجيه لائحة اتهام لكل منهم حول معرفتهم بخطة الفرار مسبقا وامتناعهم عن إبلاغ السلطات.
وأثناء التحقيق مع عمال المجاري والصيانة، تبين أيضا، أن المجاري في سجن الجلبوع سدت ثلاث مرات في الشهور الستة الأخيرة. وفي كل مرة، تم جلب سيارة تحمل جهاز شفط خاص لإخلاء الصرف الصحي وفتح المجاري المسدودة. وقد انتبه سائق الشاحنة، لوجود كمية كبيرة من الرمل هي التي تسد أنابيب مياه الصرف الصحي، فأبلغ أحد السجانين المسؤولين، لكن هذا السجان تجاهل البلاغ. وبعد فرار الأسرى، تم توثيق هذا السجان وهو يحاول ترتيب رواية مختلفة مع بعض الأسرى الذين يشتغلون في السجن، لطمس هذه المعلومة. وقد تم التحقيق مع السجان تحت التحذير وضمه إلى عدد آخر من السجانين، الذين يشتبه بأنهم تعاونوا مع الأسرى الفارين أو تصرفوا بإهمال ساعد الأسرى على تنفيذ خطتهم للهرب بنجاح. وحسب أحد المحققين، فإنه «كلما غصنا أكثر في التحقيق نكتشف هول الإخفاقات في عمل مصلحة السجون».
يذكر أن عمليات البحث عن الأسيرين الفارين، أيهم كممجي ومناضل نفيعات، باتت تتركز في الضفة الغربية، وسط تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن أحدهما على الأقل نجح في اختراق الحصار والدخول إلى الضفة. وحسب قائد في وحدة الطائرات المسيرة التابعة للجيش الإسرائيلي، فإن «الشعور الآن ليس مشابها للوضع في بداية الحدث. فنحن نقترب من القبض عليهما». وأضاف، في مقابلة أجراها معه موقع «واينت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «احتمال أن يكون أحدهما في منطقة مفتوحة أو يتحرك من مكان إلى آخر من دون أن نرصده، هو احتمال ضئيل جدا. وبإمكاننا التركيز على المناطق ذات العلاقة، سوية مع الجيش الكبير كله والوحدات التي تشاركنا عمليات البحث. فنحن نرى أي حركة في الليل وبإمكاننا توجيه وحدات أثناء الرصد وإلقاء القبض عليهم».
في المقابل، يسعى الفلسطينيون لتشويش أعمال التفتيش بواسطة المظاهرات والمبادرة إلى صدامات مع الجنود. ويتنادون، عبر الشبكات الاجتماعية، لمساندة الأسيرين وإخفائهما في حال وصول أي منهما إلى منطقة مأهولة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.