تعز في قبضة الحوثيين.. والعين على عدن

تحضيرات مكثفة على الأرض لتحرك بري باتجاه الجنوب.. وقوات الرئيس الشرعي تشكل حزامًا أمنيًا معززة بنحو 40 دبابة

محتجون في تعز خلال مظاهرة مناوئة للحوثيين أمس (إ.ب.أ)
محتجون في تعز خلال مظاهرة مناوئة للحوثيين أمس (إ.ب.أ)
TT

تعز في قبضة الحوثيين.. والعين على عدن

محتجون في تعز خلال مظاهرة مناوئة للحوثيين أمس (إ.ب.أ)
محتجون في تعز خلال مظاهرة مناوئة للحوثيين أمس (إ.ب.أ)

باتت محافظة تعز، كبرى المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، في قبضة المسلحين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في الوقت الذي استنجد فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي بمجلس الأمن الدولي، مطالبا بإجراءات عاجلة تحت البند السابع لوقف «عدوان» الحوثيين وحلفائهم على الجنوب.
وتعد مدينة تعز، من أكبر مدن اليمن، بوابة عدن التي لجأ إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، ما يعزز مخاوف من انتقال القتال إلى مشارف المدينة الجنوبية التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد. وانتشر نحو 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود في حرم مطار تعز فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالا، بحسب مصادر ملاحية.
وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» سيطرة مسلحين يحملون شعارات الحوثيين على مطاري تعز المدني والعسكري والمجمع القضائي وعدد من المباني الحكومية المهمة، فيما انتشرت نقاط عسكرية وأمنية في مختلف مداخل المدينة ومخارجها وبداخلها وعلى المرتفعات الجبلية المحيطة بها، في ظل صمت السلطة المحلية، ممثلة في المحافظ شوقي أحمد هائل سعيد، في حين خرجت مجاميع غفيرة من المواطنين للتظاهر رفضا لوجود الحوثيين في تعز.
وقام المسلحون الحوثيون بتسيير دوريات في بعض أحياء تعز كما أقاموا نقاط تفتيش في منطقتي نقيل الإبل والراهدة الواقعتين على بعد 30 و80 كيلومترا تباعا جنوب تعز، بحسب مصادر قبلية.
وأكدت المصادر أن تعز، التي استقبلت اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية وأمنية من صنعاء، تشهد تمردا عسكريا بدأ من قبل قائد قوات الأمن الخاصة، العميد الركن حمود الحارثي. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القادة العسكريين والأمنيين في تعز والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح «يمثلون العمود الفقري لعملية إسقاط تعز والتمرد على الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي». وأضافت المصادر أن «التحركات في تعز تتجه نحو جعلها منطلقا لاجتياح جنوب البلاد، وبالتحديد محافظتا لحج وعدن»، والأخيرة هي معقل الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأكدت مصادر عسكرية في «قاعدة الديلمي» العسكرية الجوية في صنعاء، أن أفواج التعزيزات العسكرية من الجنود تتواصل منذ 3 أيام نحو تعز، وكشفت هذه المصادر أن «معظم أفراد هذه التعزيزات ليسوا جنودا وإنما عبارة عن ميليشيات حوثية بملابس عسكرية»، في حين وصلت إلى تعز تعزيزات عسكرية من محافظة إب المجاورة، في الوقت الذي قال فيه شهود عيان إن أعدادا كبيرة من القوات والمعدات العسكرية توجهت من تعز باتجاه منطقتي الشريجة وكرش في محافظة لحج، والشريجة هي منطقة حدودية سابقة بين شطري اليمن، الشمالي والجنوبي، سابقا.
في هذه الأثناء، قالت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز إنها أصدرت توجيهات إلى كل قيادات الوحدات العسكرية والأمنية بعدم تحريك أي قوة، وأضافت اللجنة أن «التعزيزات لقوات الأمن الخاصة بالمدينة جاءت من دون طلبنا»، ودعت اللجنة إلى «الاصطفاف للحفاظ على الأمن وتحكيم العقل والمنطق وضبط النفس»، وأكد مركز الإعلام الأمني التابع لمحافظة تعز أن وصول هذه القوات جاء بناء على تعليمات صادرة من قيادة قوات الأمن الخاصة في صنعاء التي يقودها ضابط حوثي عين في هذا المنصب بعد السيطرة على العاصمة صنعاء.
وخرجت جماهير غفيرة من سكان تعز، أمس، في مظاهرات حاشدة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم على محافظة تعز، غير أن قوات الأمن الموالية للحوثيين وصالح، قامت بقمع المظاهرات بالرصاص الحي والهراوات والغازات المسيلة للدموع، وفي آخر إحصائية ميدانية، فقد قتل شخص واحد، على الأقل، وجرح نحو 10 آخرين جراء قمع المظاهرات، وأصيب العشرات بحالات إغماء جراء الغازات المسيلة للدموع. وحسب شهود عيان، فقد انضم العشرات من المنتمين لقوات الأمن الخاصة إلى المتظاهرين، رفضا للوجود الحوثي، في حين اعتصم مئات المواطنين أمام معسكر قوات الأمن لمطالبتهم بعدم قمع المتظاهرين وعدم المشاركة في أي عملية اجتياح للمحافظات الجنوبية والشرقية من البلاد.
وتشير كل التحركات الميدانية للحوثيين وصالح إلى تحضيرات مكثفة على الأرض لتحرك بري باتجاه مدينة عدن، في وقت باتت فيه القوات العسكرية الخاضعة لسيطرة الحوثيين والموالية لصالح، في حالة تعبئة عامة في ضوء قرار رسمي لـ«اللجنة الثورية العليا»، كما تسمى، ويواصل الحوثيون تهيئة المواطنين نفسيا للحرب، من خلال كيل الاتهامات للرئيس السابق بالعمالة للخارج والحديث عن انتشار الـ«دواعش» في المحافظات الجنوبية وفي مأرب وغيرها من المناطق التي لم تخضع لسيطرة الحوثيين، حتى اللحظة.
وحسب خبراء عسكريين لـ«الشرق الأوسط»، فإن دوافع أي حرب يريد الحوثيون وحلفاؤهم القيام بها «غير مقنعة ولا تحظى بالشرعية المطلوبة أو التأييد الشعبي»، ويردف الخبراء أن «قوات الجيش ليست في حالة نفسية مناسبة لخوض أي حرب، فهذه القوات منقسمة بين مؤيدين للحوثيين، وهم قلة، ومؤيدين لصالح وهم الأغلبية، وآخرين في موقف الحياد ويرفضون الحرب أو المشاركة فيها من حيث المبدأ». وحول سر اختيار قوات الأمن الخاصة لتكون هي من يعلن شرارة التمرد على الرئيس هادي في عدن والآن في تعز، وربما في محافظات أخرى في وقت لاحق، يؤكد الخبراء أن «قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) لا تختلف كثيرا في طبيعة تركيبتها وبنيتها عن قوات الجيش والحرس الجمهوري، فهي قوات أسسها وقادها لسنوات طويلة اللواء محمد عبد الله صالح، شقيق صالح، ومن ثم نجله العميد يحيى محمد عبد الله صالح وحتى إعادة هيكلة الجيش والأمن في عام 2012 عندما تنحى عمه عن سدة الحكم عام 2011، وهي قوات بنيت على أساس الولاء المناطقي والمذهبي والجهوي ولم تبن على أساس وطني»، حسب تعبير الخبراء. ورغم أن تعز هي أكبر المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان (أكثر من 4 ملايين نسمة)، فإن نسبة انتمائهم للمؤسسة العسكرية ضئيلة جدا، كما هو الحال مع تمثيل معظم المحافظات اليمنية في الجيش والأمن والمواقع القيادية، كما يقول المراقبون.
وإزاء تقدم الحوثيين باتجاه عدن، قامت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مع عناصر اللجان الشعبية المؤيدة له بالانتشار حول عدن. وذكر مصدر عسكري أن هذه القوات شكلت حزاما أمنيا حول المدينة الجنوبية «معززة بنحو 40 دبابة في شمال وغرب» عدن.
وفي سياق متصل، طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات لوقف «عدوان» الحوثيين وحلفائهم على المحافظات اليمنية، وبالأخص مدينة عدن.
إلى ذلك، كشف مصدر قبلي في محافظة لحج الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» أن المجاميع المسلحة التي سيطرت على مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، تتبع شخصيات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وبعض أولئك المسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة. وذكر المصدر أن الشخصيات الموالية لصالح «سلّحت العشرات من الأشخاص وزودتهم بالأموال مقابل السيطرة على لحج باعتبار أنهم جنوبيون وبحجة انتمائهم للجان الشعبية الموالية للرئيس هادي للزج بالمحافظة في أتون الانفلات الأمني»، وتبعد لحج عن عدن قرابة 27 كيلومترا فقط، وأكد المصدر أن عددا كبيرا من مسلحي «القاعدة» انسحبوا من المدينة بعد أن «تلقوا تعليمات بذلك»، وتعرضت البنوك في لحج لنهب كبير وقدرت الأموال التي نهبت من فرع البنك المركزي هناك فقط بنحو 350 مليون ريال يمني.
إلى ذلك، دعا المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، أحد فصائل الحراك الجنوبي «كافة القيادات العسكرية الجنوبية من ضباط وصف ضباط وجنود، المسرحين من أعمالهم قسرا منذ احتلال الجنوب في يوليو (تموز) 94م إلى الدخول في الخدمة فورا والالتحاق بالوحدات العسكرية وجبهات الشرف للدفاع والذود عن أرض الجنوب والدفاع عن الأعراض والأملاك وبسط السيطرة على الأرض»، حسب بيان صحافي أصدره فؤاد راشد، أمين سر المجلس، وقال فيه إن «التعبئة العامة وطبول الحرب التي تدق في الشمال اليوم والتجهيزات العسكرية البربرية ليست لإسقاط الرئيس عبد ربه منصور هادي وإدراجه في السجن أو اغتياله، وإنما لإعادة احتلال الجنوب الذي بدأت مفاصله تتفكك، ورسم خارطته الجديدة بلباس حاكم محتل جديد أسوأ من سابقه»، مشددا على أن «المعركة اليوم هي معركة الحق ضد الباطل المتغول منذ سنوات طويلة».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.