مصر: توقيف متهمَي فيديو «إهانة الممرض»

قرر قاضي المعارضات في محكمة شمال القاهرة، تجديد حبس طبيب وموظف بمستشفى خاص 15 يوماً على ذمة التحقيقات، في واقعة «محاولة إجبار ممرض على السجود لكلب»، وذلك بعد ساعات قليلة من قرار حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، إثر ضجة واسعة، و«موجة غضب كبيرة» أحدثها مقطع فيديو وثّق الواقعة خلال الأيام القليلة الماضية.
ونسبت النيابة للموقوفين «استعراض القوة، وسيطرتهما عليه واستغلالهما ضعفه؛ بقصد وضعه موضع السخرية والحط من شأنه في محيطه الاجتماعي، فضلاً عن استغلالهما الدين في الترويج لأفكارٍ متطرفة بقصد إثارة الفتنة وازدراء أحد الأديان السماوية، وتعديهما على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، ونشرهما عن طريق الشبكة المعلوماتية تصويراً مرئياً ينتهك خصوصية الممرض المجني عليه من دون رضاه»، حسب بيان النائب العام المصري مساء أول من أمس.
وتمكنت أجهزة الأمن في القاهرة من القبض على طبيب هارب ضمن المتورطين في الواقعة تنفيذاً لقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره للتحقيق.
ورصدت «وحدة الرصد والتحليل» بمكتب النائب العام المصري، تداولاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع مصورٍ نُسِب تصويره لطبيبٍ يظهر به تعديه واثنين آخرين على ممرض داخل غرفة بأحد المستشفيات، وذلك بالقول والفعل على نحو غير لائق ومهين.
ووفق بيان النائب العام، فإن «المجني عليه شهد بتفصيلات ما تَعرض له من تعدٍّ على نحو ما ظهَر بالمقطع المتداول، مستغلين ما لهم من سلطة وظيفية عليه»، موضحاً أن التصوير المتداول الْتُقط من دون عِلمه أو رضاه مُبديا تضرره من نشره، وما حاق به من تداوله بين أهل بيته وقريته.
ورغم محاولة الدكتور عمرو خيري، رئيس قسم العظام بكلية الطب جامعة عين شمس، والمتهم الرئيسي في الواقعة، التقليل مما حدث خلال مداخلته التلفزيونية مع الإعلامي عمرو أديب، منذ يومين، فإنه لم يفلح بوقف حالة الغضب ضده، رغم وعده بالاعتذار للممرض عادل سالم ولأسرته بعد الإساءة له في الفيديو المتداول.
وبرر ما فعله مع الممرض بأنه مزاح اعتاد عليه منذ سنوات عدة، ومجرد تنفيس عن الساعات الطويلة التي يبقى فيها داخل غرف العمليات. وتابع: «الناس مش فاهمانا، ومش فاهمة هزارنا، أنا هخلي حد يسجد لغير الله، هو أنا بوذي، أنا راجل حجيت وأعرف الله».
وتعرض الممرض عادل سالم (المجني عليه) لوعكة صحية شديدة، نُقل على أثرها إلى أحد المستشفيات مساء أول من أمس.
وقال إن «الفيديو صُور منذ 6 أشهر، عكس ما زعمه الطبيب بأن الواقعة حدثت منذ 3 سنوات لانقضاء الدعوى الجنائية، ودخل الممرض في نوبة من البكاء على الهواء مباشرة، لدى مداخلة تلفزيونية، وقدم اعتذاره لكل من يعمل في مهنة التمريض بمصر، وقال: أنا أسأت إليهم بما حدث»، مشيراً إلى أنه فوجئ بنشر الفيديو على الإنترنت والتلفزيون، ما سبب له ولابنه صدمة كبيرة.