مبادرات مصرية لزيادة الوعي الديني وترسيخ الانتماء

دشنها الأزهر ووزارة الشباب لمواجهة «المفاهيم المتشددة»

مبادرات مصرية لزيادة الوعي الديني وترسيخ الانتماء
TT

مبادرات مصرية لزيادة الوعي الديني وترسيخ الانتماء

مبادرات مصرية لزيادة الوعي الديني وترسيخ الانتماء

ضمن الجهود المصرية لترسيخ الانتماء لدى الشباب لمواجهة «المفاهيم المتشددة»، دشن الأزهر ووزارة الشباب والرياضة في مصر، أمس، مشروعات شبابية تتضمن مبادرات وبرامج مشتركة خاصة بالشباب، بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ووزارة الشباب، بحضور وكيل الأزهر محمد الضويني، ووزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي، ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية سلامة داود. ووفق بيان للأزهر، أمس، فإن «هذا التعاون يعمل على خلق الوعي لدى الشباب، وترسخ في نفوسهم حب الوطن والانتماء إليه، بما يسهم في تحقيق الأمن المجتمعي».
وقال الضويني، إن «المبادرات التي يطلقها الأزهر بالتعاون مع (الشباب والرياضة) تهدف إلى الإسهام في بناء الإنسان، وتحقيق العمران، وزيادة الوعي الديني والمجتمعي، وتصحيح المفاهيم، ومواجهة (الأفكار المتشددة والهدامة)، وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية، ودعم منظومة القيم والأخلاق، وتكرس لحياة أسرية قوية متماسكة من خلال برامج تدريبية اجتماعية ودينية متخصصة، يتفاعل من خلالها علماء الأزهر مع الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، والاجتماعية والميدانية المباشرة في الأندية ومراكز الشباب وجميع المنصات التي تسهم في تدعيم هذه التنشئة، واستقامة هذا البناء»، مؤكداً أن «التواصل البناء والفعال مع الشباب يستحق أن تتكاتف وتتضافر من أجله كل الجهود؛ لتحقيق هذه الأهداف السامية التي تدعم أهداف خطة الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030 في ضوء رؤية القيادة السياسية وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي»، لافتاً إلى أن «استمرار التعاون بين الأزهر ووزارة الشباب يسهم في بناء وعي الشباب بشكل عصري متفتح يستمسك بقيم دينه وثقافة مجتمعه، يعتز بأخلاقه ويحافظ على هويته».
وأوضح الضويني، أن «علماء الأزهر بالتعاون مع مؤسسات الدولة المصرية كافة يواصلون العمل على معالجة مشكلات الأسرة والمجتمع، من خلال (وحدة لمّ الشمل) التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والتي تعد نموذجاً فريداً في حل مشكلات الأسرة المصرية، وغيرها من الأعمال التي تشملها هذه المنظومة المتميزة وفق رؤية شابة طموحة تشحذ الهمم، وتهدف إلى بناء جيل قادر على تحقيق أهدافه، والارتقاء بوطنه، والمحافظة على مقدراته»، مؤكداً أن «هناك مشروعات توعوية عدة سوف تنطلق بالتعاون بين الأزهر ووزارة الشباب لحث أبنائنا وبناتنا على بذل المزيد والمزيد في سبيل تنوير العقول، وترقية الفكر بالدين والعلم، ترسخ في نفوسهم حب الوطن والانتماء إليه، من خلال نشاطات ميدانية وافتراضية وأكاديمية، ومسابقات، وأعمال، منها، المسابقة الشبابية التفاعلية التوعوية المشتركة (نسمات نورانية)، ومبادرة (نوّر فكرك... ابنِ وعيك)، فضلاً عن استمرار مبادرة (الأزهر يجمعنا)، وكذا استمرار لقاءات (مصر أولاً)... (لا للتعصب)».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.