دوري آسيا: الهلال لاستعادة مجده من بوابة «الاستقلال»

الأزرق سيخوض المواجهة في غياب عطيف وكنو وكاريلو

من استعدادات الهلال للمواجهة الآسيوية (الشرق الأوسط)
من استعدادات الهلال للمواجهة الآسيوية (الشرق الأوسط)
TT

دوري آسيا: الهلال لاستعادة مجده من بوابة «الاستقلال»

من استعدادات الهلال للمواجهة الآسيوية (الشرق الأوسط)
من استعدادات الهلال للمواجهة الآسيوية (الشرق الأوسط)

يخوض فريق الهلال السعودي اختباراً صعباً وذلك أمام استقلال طهران الإيراني مساء اليوم في مدينة دبي الإماراتية ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة دوري أبطال آسيا والتي تقام بنظام خروج المغلوب.
ويبحث الأزرق عن اقتناص بطاقة التأهل نحو الدور ربع النهائي للبطولة القارية والتي ستستضيف العاصمة الرياض أدوارها النهائية بعد قرار الاتحاد الآسيوي بإقامة الأدوار النهائية بنظام التجمع ومن جولة واحدة. وتستضيف الرياض مباراتي ربع ونصف النهائي خلال الفترة من 16 إلى 19 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، على أن تجري المباراة النهائية يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني).
ويتطلع الهلال المتوج بلقب النسخة قبل الماضية لاستعادة أمجاده والصعود نحو الأدوار النهائية من البطولة التي تم إقصاؤه منها في النسخة الماضية بسبب «عدم تقديمه قائمة كاملة قبل المباراة»، وفق ما أعلنه الاتحاد الآسيوي، حيث كانت بعثة الفريق الأزرق تعاني من الإصابات المتعددة بفيروس كورونا.
ورغم تأهله بصعوبة نحو الأدوار النهائية من البطولة، فإن الهلال أجرى حراكاً مثالياً في فترة الصيف الحالية لتقديم نفسه بصورة مثالية من أجل المنافسة الجادة على لقب البطولة القارية.
وتعاقد الهلال مع البرتغالي ليوناردو جارديم الذي سيخوض مشواره الأول في بطولة دوري أبطال آسيا، بالإضافة للمهاجم المالي موسى ماريغا القادم من بورتو البرتغالي ولاعب خط الوسط البرازيلي ماثيوس بيريرا القادم من صفوف فريق وست بروميتش الإنجليزي.
ولم يظهر الهلال الذي كان يتقاسم صدارة لائحة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين مع الفيحاء بفارق الأهداف لصالح الأخير، بصورة مثالية حتى الآن، حيث انتصر في اللحظات الأخيرة في مباراته أمام الطائي قبل أن يحقق فوزاً متأخراً من أمام التعاون الذي كان يتقدم عليه بهدف وحيد حتى الدقيقة 78. فيما تعادل في ثالث مبارياته قبل فترة التوقف أمام الباطن سلباً دون أهداف.
ويدخل الهلال المعترك القاري فاقداً لخدمات البيروفي كاريلو أحد أبطال النسخة التي توج الهلال بلقبها، وذلك بعدما ابتعد عن قائمة خيارات جارديم بسبب عدم قدرته على المشاركة في مواجهة الاستقلال لوجوده مع منتخب بلاده وعودته المتأخرة.
ويعيش الهلال استقراراً فنياً كبيراً على صعيد قائمة اللاعبين المحليين منذ آخر نسخة توج بها الفريق الأزرق بلقب البطولة القارية، حيث يوجد عبد الله المعيوف في حراسة المرمى، ومن أمامه علي البليهي وياسر الشهراني ومحمد البريك، بالإضافة للكوري الجنوبي جيانغ هيون سو الحاضر في قائمة جارديم.
أما في وسط الميدان، فتحضر ذات الأسماء بقيادة سلمان الفرج وسالم الدوسري، بالإضافة للثنائي عبد الله عطيف ومحمد كنو، إلا أنهما لن يوجدا في قائمة الفريق الأزرق الحالية مما يقلق مدرب الفريق جارديم في مواجهة فريق الاستقلال هذا المساء.
وتعرف الأندية الإيرانية بالقوة الجسمانية للاعبيها، إلا أن الإصابة التي تعرض لها عبد الله عطيف خلال مشاركته مع منتخب بلاده في مواجهة فيتنام في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2022 ستجعل الهلال يعيش مأزقاً فنياً هذا المساء حيث لن يتمكن محمد كنو من المشاركة بسبب إيقافه لحصوله على إنذارين.
ورغم وجود ناصر الدوسري كأحد أبرز الأسماء الشابة والواعدة في الهلال، فإن البرتغالي جارديم بدأ في إشراك اللاعب في مركز الظهير الأيسر بعيداً عن مركز محور الارتكاز، مما يجبر البرتغالي على الاستعانة بخدمات محمد جحفلي كلاعب محور بجوار الفرج أو الاستعانة بأحد الأسماء الشابة في الفريق.
ويعول الهلال على نجمه البرازيلي ماثيوس بيريرا القادم بصفقة مالية هي الأغلى في تاريخ منافسات الكرة السعودية، حيث ستكون المهمة كبيرة على عاتق بيريرا من خلال إجادته لصناعة اللعب وتسجيل الأهداف بالإضافة لإتقانه تنفيذ الكرات الثابتة.
ولم يشارك بيريرا منذ قدومه نهاية فترة الانتقالات الصيفية مع الهلال بصورة أساسية، حيث ظل جارديم يشركه في الشوط الثاني وذلك في مواجهتي التعاون والباطن.
أما في خط المقدمة فتبدو الخيارات متعددة في الهلال بقيادة الفرنسي غوميز هداف الفريق في البطولة القارية، بالإضافة لموسى ماريغا والثنائي المحلي صالح الشهري وعبد الله الحمدان.
من جانبه، يحاول فريق استقلال طهران الإطاحة بفريق الهلال واقتناص بطاقة التأهل نحو الدور القادم من البطولة، رغم رحيل عدد من اللاعبين في صفوف الفريق الإيراني بسبب الظروف المالية التي مرت على الفريق هذا الصيف.
ويعتبر اللاعب الشاب مهدي قائدي والمهاجم المالي شيخ دياباتي أبرز الراحلين عن الفريق إلى جوار عدد كبير من اللاعبين، حيث سيدخل الفريق الإيراني بقية منافسات بطولة دوري أبطال آسيا بغياب العنصر الأجنبي من قائمة الفريق.
يذكر أن فريق الهلال بلغ دور الـ16 بعدما تأهل كثالث أفضل ثاني عن دور المجموعات، حيث ظهر الفريق الأزرق بصورة متواضعة في دور المجموعات وحصد 10 نقاط وحل ثانياً في مجموعته التي تصدرها استقلال دوشنبه الطاجيكي وضمت إلى جواره شباب أهلي دبي وأجمك الأوزبكي.
أما فريق الاستقلال الإيراني فقد تأهل بصفته متصدراً لمجموعته الثالث برصيد 11 نقطة والتي ضمت إلى جوار الدحيل القطري والأهلي السعودي والشرطة العراقي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».