الرئيس التونسي يشدد على تعديل الدستور

وعد بتشكيل حكومة «في أقرب وقت» من شخصيات «لا تشوبها شائبة»

قيس سعيد خلال جولته في وسط تونس مساء أول من أمس (الرئاسة التونسية)
قيس سعيد خلال جولته في وسط تونس مساء أول من أمس (الرئاسة التونسية)
TT

الرئيس التونسي يشدد على تعديل الدستور

قيس سعيد خلال جولته في وسط تونس مساء أول من أمس (الرئاسة التونسية)
قيس سعيد خلال جولته في وسط تونس مساء أول من أمس (الرئاسة التونسية)

أكد الرئيس التونسي قيس سعيد احترامه دستور البلاد، لكنه شدد على الحاجة إلى إدخال تعديلات عليه، معتبراً أن «الشعب سئم الدستور والقواعد القانونية التي وضعوها على المقاس، ولا بد من إدخال تعديلات في إطار الدستور».
وخلال جولة قام بها ليل السبت - الأحد في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة، قال سعيد إن «الدساتير ليست أبديّة ويمكن إحداث تعديلات تستجيب للشعب التونسي لأن السيادة للشعب ومن حقه التعبير عن إرادته».
وانتقد من يتحدّثون عن «الانقلاب» والخروج على فصول الدستور، بقوله: «بالعكس، احترمنا القانون والمقامات والأخلاق وكل القيم وعاهدناهم على كلمة الحق، لكن للأسف من تم الاتفاق معهم (في إشارة إلى «حركة النهضة») نكثوا العهود، وأنا لن أنكث العهد أبداً».
وأوضح أنه أراد النزول إلى الشارع «للالتحام بالمواطنين لأنني لا أخاف شيئاً ولست ممن خانوا وعودهم ونكثوا عهودهم». وأضاف: «جئت اليوم إلى هذا المكان لأثبت أنني مع الشعب، ملتحماً معه في كل مكان وأحمل قضاياه التي تتعلق بالحياة الكريمة في وطن حّر ذي سيادة».
وفيما يخص تشكيل الحكومة المرتقبة، أكد سعيد أن ذلك سيكون «في أقرب وقت»، مشيراً إلى أنه يسعى إلى اختيار الأشخاص الذين «لا تشوبهم شائبة». وقال: «سأعمل على تشكيل الحكومة في أقرب الأوقات، وكانت هناك جلسة عمل قبل قليل حول أعضاء الحكومة. سنواصل البحث عن الأشخاص الذين يشعرون بثقل الأمانة ويحملونها».
وكان حزبا «حركة النهضة» و«التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» انتقدا - بشكل منفصل - تصريحاً لوليد الحجام، مستشار الرئيس، عن تعليق العمل بدستور 2014 وتكريس نظام رئاسي. وشدد رئيس «التكتل» خليل الزاوية على «رفض الحزب المطلق لهذا التوجه»، وطالب رئاسة الجمهورية بـ«توضيح موقفها الرسمي مع الإفصاح عن رؤيتها وخطتها للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة».
وقال الزاوية إن «رئيس الجمهورية مطالب بالالتزام باحترام الدستور والعمل في إطاره، وعليه الإسراع بتركيز حكومة قادرة على مواجهة التحديات كافة». ودعا «القوى الملتزمة بإنجاح المسار الديمقراطي وبالحفاظ على مكتسبات ثورة 2011» إلى «التجند للعودة إلى المسار الديمقراطي».
من ناحيته، اعتبر رئيس لجنة إدارة الأزمة في «النهضة» محمد القوماني أن «من يدفعون باتجاه إلغاء دستور 2014 ويروجون لاعتماد رئيس الجمهورية صيغاً أحادية لفرض تغيير النظام السياسي، يُضعفون من جهة موقع الرئيس الذي يتمتع بالحصانة ويمارس صلاحياته بمقتضى الدستور الذي ترشح بمقتضاه وأقسم على احترامه ولا ينفك يذكر بالعمل في إطاره». وانتقد «من يرغبون في نقل القرارات الرئاسية ليوم 25 يوليو (تموز) الماضي من دائرة الاختلاف في تأويل الدستور وخرقه، إلى دائرة الانقلاب السافر والخروج على الصيغ الديمقراطية»، على حد تعبيره.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.