تفقد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، رفقة قادة الجيش، الوحدات العسكرية المنتشرة في ولاية هطاي، على الحدود مع سوريا، أمس (السبت)، عقب هجوم على آلية تابعة لها في إدلب، أسفر عن مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية.
وأجرى أكار الذي رافقه رئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية موسى آف ساوار، من مقر قيادة قطاع منطقة عمليات «درع الربيع»، التابع لقيادة الفيلق السادس، عند نقطة الصفر على الحدود السورية، اجتماعاً عبر تقنية الاتصال المرئي مع قادة الوحدات على خط الحدود وما بعده، تمت خلاله مناقشة آخر التطورات الميدانية والأنشطة التي سيتم تنفيذها.
و«درع الربيع» هو اسم عملية عسكرية أطلقتها تركيا ضد قوات النظام السوري عقب هجومه على نقطة مراقبة عسكرية تابعة لها في إدلب في 27 فبراير (شباط) 2020، ما أسفر عن مقتل 33 جندياً وإصابة آخرين.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها أمس، عن مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين، في هجوم عقب عملية بحث وتمشيط في منطقة خفض التصعيد بإدلب، شمال غربي سوريا.
وتم خلال الهجوم استهداف آلية عسكرية تركية بعبوة ناسفة على طريق إدلب - نبش، شمال محافظة إدلب. وأعلنت «سرية أنصار أبي بكر الصديق» على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.
وقامت سيارات إسعاف تركية بنقل الجنود المصابين إلى داخل تركيا عبر معبر باب الهوى، حيث جرى نقلهم بواسطة طائرة مروحية إلى أحد المستشفيات للعلاج. وتواصل القوات التركية تسيير دوريات مشاة على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، إضافة إلى الطرق الفرعية في محيط النقاط العسكرية المنتشرة في منطقة التصعيد في شمال غربي سوريا، بحثاً عن الألغام التي يحاول زرعها مجهولون لاستهداف الأرتال التركية.
وتتعرض القوات التركية لهجمات بعبوات ناسفة وقذائف «آر بي جي»، فضلاً عن الاستهدافات المباشرة من قبل عناصر مجهولة، فيما نصبت كاميرات مراقبة على الطريق، ابتداء من القسم الواقع قرب مدينة أريحا (جنوب إدلب)، وصولاً إلى ناحية بداما قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وفي الوقت ذاته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بقيام المقاتلات الروسية بتنفيذ 4 غارات جوية، استهدفت محيط بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي، الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب، دون معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وكان «المرصد» قد أفاد بأن القواعد التركية المتمركزة في مناطق «درع الفرات»، في حلب، قصفت قرى عدة مأهولة بالسكان في ريف منبج (شرق حلب)، حيث سقطت قذائف على قرى ياشلي والتوخار الصغير، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وقال «المرصد» إن مجموعة مجهولة أطلقت على نفسها «سرية أنصار أبي بكر الصديق» كانت قد تبنت العملية، وأعلنت مسؤوليتها عن استهداف رتلاً عسكرياً تابعاً للقوات التركية بالقرب من مدينة إدلب بلغم أرضي تم وضعه على جانب طريق بنش، أدى انفجاره إلى وقوع قتلى وجرحى من القوات التركية.
وقال مسؤول وحدة الرصد في شمال غربي سوريا، أبو أمين، إن انفجاراً ضخماً هز المنطقة بعد منتصف ليلة الجمعة - السبت على طريق مدينة بنش، بريف إدلب الشمالي الشرقي، وتبين لاحقاً أنه ناجم عن انفجار لغم أرضي استهدف إحدى العربات العسكرية التركية ضمن رتل يجري عملية تمشيط للطريق بحثاً عن عبوات ناسفة وألغام متفجرة.
وزاد أن القوات العسكرية التركية تعرضت لأكثر من 10 هجمات خلال الفترة الماضية في أثناء تسييرها دوريات مؤلفة من جنود مشاة وعربات عسكرية على الطريق الدولي حلب - اللاذقية، أو ما يعرف بـ(M4)، إضافة إلى الطرق الفرعية في محيط النقاط العسكرية التركية، وتمشيطها بحثاً عن الألغام والعبوات المتفجرة، لافتاً إلى أنه في مايو (أيار) الماضي، استهدف مجهولون بقذيفة جدار نقطة عسكرية للقوات التركية، في بلدة بليون بجبل الزاوية جنوب إدلب، دون وقوع خسائر بشرية. وفي العاشر من شهر فبراير (شباط)، أدى انفجار لغم أرضي استهدف 3 مدرعات تركية في أثناء قيامها بدورية اعتيادية على طريق حلب - اللاذقية، أو الـ(M4)، إلى إصابة 3 عسكريين أتراك بجروح بليغة، وأعقبها هجوم شنه مجهولون على عربة عسكرية تركية بقذائف «آر بي جي» بين منطقتي أورم الجوز وأريحا، بريف إدلب.
وفي سياق آخر، تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من إحباط محاولة تقدم لقوات النظام والميليشيات المساندة لها على محور جبل الزاوية (جنوب إدلب)، وتكبيدها خسائر، بحسب ناشطين. وقال محمود فطراوي، وهو ناشط من بلدة الفطيرة (جنوب إدلب)، إن قوات النظام والميليشيات الإيرانية حاولت التقدم، ليلة أمس، على محور قرية فليفل بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية مطلة على مناطق واسعة في جبل الزاوية، فيما تصدت لها الفصائل المقاتلة، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، انتهت بانسحاب قوات النظام وتراجعها بعد مقتل واحد من عناصرها وجرح آخرين.
ويضيف أن المقاتلات الروسية نفذت 4 غارات جوية على محيط بلدة كنصفرة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف محيط بلدة البارة في جبل الزاوية (جنوب إدلب)، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية.
وأوضح أن نحو 5 آلاف مدني نزحوا من مناطقهم في جبل الزاوية في جنوب إدلب خلال الفترة الأخيرة الماضية، جراء التصعيد العسكري من قبل قوات النظام والمقاتلات الروسية، وسط ظروف إنسانية صعبة، فيما تم استهداف نقطتين طبيتين في المنطقة بالقصف المدفعي من قبل قوات النظام، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة.
ومن جهته، قال العقيد أحمد حمادي، وهو مستشار في الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، إن اشتباكات عنيفة جرت خلال الساعات الماضية بين فصائل الجيش الوطني السوري من جهة، ومن جهة ثانية «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، على محاور قرى مرعناز وكفرخاشر (شمال حلب)، إثر محاولة تقدم مجموعات تابعة للأخيرة نحو مواقع ونقاط عسكرية خاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري. وقد شاركت القوات التركية في العملية مستهدفة مواقع «قسد» بأكثر من 20 قذيفة مدفعية.
مقتل جنديين في عاشر هجوم على القوات التركية شمال سوريا
مقتل جنديين في عاشر هجوم على القوات التركية شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة