مصر وإيطاليا تبحثان تطورات أزمة «سد النهضة»

إثيوبيا تعلن موعد البدء في توليد الكهرباء

الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر وإيطاليا... (من صفحة وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك)
الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر وإيطاليا... (من صفحة وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك)
TT

مصر وإيطاليا تبحثان تطورات أزمة «سد النهضة»

الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر وإيطاليا... (من صفحة وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك)
الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر وإيطاليا... (من صفحة وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك)

بحثت مصر وإيطاليا أمس ملف العلاقات الثنائية وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها تطورات أزمة «سد النهضة» الإثيوبي. جاء ذلك خلال الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر وإيطاليا التي عقدت في القاهرة، برئاسة مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية بدر عبد العاطي، ومدير عام الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيطالية باسكوالي فيرارا، وبحضور وفدي البلدين وسفير إيطاليا بالقاهرة. في حين أعلنت إثيوبيا عن «موعد توليد الكهرباء من (سد النهضة)».
وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية أمس أن «جولة المشاورات المصرية - الإيطالية ركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية». وأشار البيان إلى أنه تم أيضاً مناقشة عدد من القضايا الإقليمية التي تهم الجانبين، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا، وتطورات القضية الفلسطينية، وقضية (سد النهضة).
ويثير السد الإثيوبي، الذي يجري إنشاؤه منذ 2011، مخاوف من نقص المياه والسلامة في مصر والسودان. ويطالب البلدان، بإبرام اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا ينظم قواعد ملء وتشغيل السد، وأن تمتنع أديس أبابا عن اتخاذ أي إجراءات أحادية؛ لكن المفاوضات التي جرت على مدار 10 سنوات بشكل متقطع، فشلت في الوصول إلى اتفاق.
وجدد وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية أول من أمس، التأكيد على ثوابت الموقف التفاوضي لمصر والسودان بشأن (السد). وشدد على أن الحل يكمن في اتفاق (مُلزم وعادل) يصون حق إثيوبيا في التنمية الذي نحترمه ونقدره؛ لكن لا يأتي بـأي شكل من الأشكال خصماً من حقوق مصر والسودان المائية في نهر النيل، مضيفاً أن اعتماد قواعد ملء وتشغيل (السد) عبر اتفاق الأطراف المعنية اتفاقاً (قانونياً ملزماً) سوف يجنب انزلاق المنطقة إلى مشهد أكثر تعقيداً لا يحمد عقباه ولا نرغب في الذهاب إليه.
ودخلت مصر (رسمياً)، مرحلة الفقر المائي، التي يقل فيها نصيب الفرد عن 1000 متر مكعب سنوياً... وتعتمد مصر بأكثر من 90 في المائة على حصتها من مياه النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما تتحسب لنقص في تلك الحصة مع اقتراب إثيوبيا من تشغيل «سد النهضة»، على نهر النيل.
في غضون ذلك، قال وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي إن بلاده تجري الاستعدادات اللازمة لتمكين توربينات (سد النهضة) الكبير من توليد الكهرباء في الأشهر الأولى من العام الإثيوبي الجديد. ووفق وكالة «الأنباء الإثيوبية» أمس فقد أفاد الوزير الإثيوبي بأن «إثيوبيا واجهت تحديات مختلفة في عملية التفاوض بشأن (السد)»، لكنه أوضح أنه مع «تكثيف عملية بناء (السد) وسط هذه التحديات، تعمل بلاده الآن على البدء في توليد الكهرباء في الأشهر الأولى من العام الإثيوبي الجديد». ويشار إلى أن «السنة الإثيوبية الجديدة تبدأ في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام». وأكد بيكيلي أن «استخدام الموارد الطبيعية من أجل التنمية أمر حيوي من أجل دحر الفقر في البلاد»، مضيفاً أن «(السد) هو أداة رئيسية لمواجهة تحديات التنمية في إثيوبيا».



الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
TT

الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

واصلت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران تصعيد هجماتها باتجاه إسرائيل على الرغم من عدم الإعلان عن تسجيل أي خسائر مؤثرة لهذه العمليات التي تزعم الجماعة أنها لمناصرة الفلسطينيين في غزة و«حزب الله» في لبنان.

وإلى جانب هذه الهجمات، أفادت مصادر بحرية غربية، الاثنين، بتعرض سفينة تجارية لهجوم صاروخي دون وقوع أضرار، حيث تواصل الجماعة الحوثية مهاجمة السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بعد انخراطها فيما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن سفينة على مسافة 60 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الشرقي من عدن باليمن أبلغت، الاثنين، عن سقوط صاروخ على مقربة منها، مشيرة إلى أن السفينة وطاقمها بخير.

ووفق الهيئة، كانت السفينة نفسها تبحر عبر البحر الأحمر على مسافة 25 ميلاً بحرياً إلى الغرب من ميناء المخا اليمني، الأحد، عندما أبلغت عن سقوط صاروخ بالقرب منها أيضاً.

ولم تتبن الجماعة الحوثية الهجوم على الفور، لكنها منذ نوفمبر 2023، تبنّت قصف أكثر من 200 سفينة، في سياق مزاعمها لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ورداً على التصعيد، فإن الجماعة تلقت نحو 800 غارة غربية بقيادة أميركا، أملاً في الحد من قدرتها على شن الهجمات البحرية، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

هجوم بالمسيرات

في سياق الهجمات التي تنفذها الجماعة الحوثية باتجاه إسرائيل، زعم المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع في بيان متلفز أن جماعته قامت، الأحد، بعملية عسكرية نوعية استهدفت مواقع إسرائيلية حيوية في تل أبيب وعسقلان.

وفي حين ادعى المتحدث الحوثي أن العملية نُفذت بعدد من الطائرات المسيَّرة وأنها حققت أهدافها، لم يتحدث الجيش الإسرائيلي عن حدوث أي أضرار.

إيران متهمة بتهريب الصواريخ والمسيَّرات وتقنية التصنيع للحوثيين (رويترز)

ويوم السبت الماضي، كانت الجماعة تبنت تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف حيوي إسرائيلي في إيلات، بعدد من الطائرات المسيَّرة، وفق بيان لمتحدثها العسكري.

وبحسب البيان الحوثي، حققت الهجمات أهدافها، وهو ما لم يؤكده الجيش الإسرائيلي، الذي عادة ما يشير إلى الهجمات القادمة من اتجاه اليمن.

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تبنى، الخميس الماضي، في خطبته الأسبوعية تنفيذ عمليات عسكرية بـ29 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيَّرة، خلال أسبوع.

وزعم الحوثي أن جماعته شنت هجمات باتجاه العمق الإسرائيلي، وباتجاه سفن أميركية حربية في البحر الأحمر والبحر العربي، وأن الهجمات أجبرت حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» على الابتعاد من موقعها في البحر العربي مئات الأميال.

وبخصوص هجمات واشنطن، في الأسبوع الماضي، على مواقع الجماعة، قال الحوثي إن الضربات التي طالت محافظات عدة، لم يكن لها أي تأثير على قدرات جماعته العسكرية.

الحوثيون أعلنوا إطلاق مئات المسيَّرات والصواريخ باتجاه إسرائيل (رويترز)

وخلال الأشهر الماضية، تبنّى الحوثيون إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.