اليمنيات يسجلن نسباً متدنية في الحصول على لقاح «كورونا»

TT

اليمنيات يسجلن نسباً متدنية في الحصول على لقاح «كورونا»

رغم تدني نسبة الأشخاص اليمنيين الذين تلقوا جرعة لقاحات فيروس «كورونا» ودخول البلاد في الموجة الثالثة من الجائحة، فإن بيانات منظمات دولية أظهرت أن النساء تحديداً كن الأقل حصولاً على اللقاح لأسباب مرتبطة بعدم توافر اللقاحات، ومحدودية عمل المراكز، والازدحام الشديد في مراكز تلقي تلك اللقاحات، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بالفيروس المستجد، لأن أغلب الكادر العامل في الخدمات الطبية هم من النساء.
ووفق بيانات حديثة، فإن عدد النساء اللائي يتلقين لقاحات أقل بكثير من الرجال، لأسباب عديدة تشمل التوقيت وتوافر مراكز التطعيم، ولأن المراكز تعمل لمدة من ثلاث إلى أربع ساعات في اليوم فقط، بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء، وهذا يؤدي إلى طوابير طويلة وأوقات انتظار، ما يجعل العملية أكثر صعوبة بالنسبة للنساء اللاتي لم يتعودن قضاء فترات طويلة خارج المنزل.
وبموجب هذه البيانات فإن مناطق تطعيم النساء غير مستغلة بالكامل، ولهذا السبب، تُستخدم الموارد التي يُفترض أنها مخصصة للنساء لتطعيم الرجال. في حين أن هذا يعد حلاً عملياً للأعداد المتزايدة من الرجال الذين يريدون الحصول على اللقاحات بسبب سفرهم إلى الخارج، رغم أن عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في اليمن منخفض للغاية.
ونظراً لكون النساء من مقدمي الرعاية الأساسيين على مستوى الأسرة، فمن المرجح - وفق هذه البيانات - أن تكون النساء أكثر تعرضاً للفيروس إذا اخترق المنزل والأكثر احتمالاً لنشره داخل الأسرة.
وبحسب أداة تتبع النزوح السريع التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن، فإن هناك بيانات عن أعداد الأسر التي أجبرت على الفرار يومياً من مواقعها الأصلية أو النزوح، ما يسمح بالإبلاغ المنتظم عن حالات النزوح الجديدة من حيث الأعداد والجغرافيا والاحتياجات. كما أنها تتيح تتبع العائدين الذين عادوا إلى مواقعهم الأصلية.
وكانت الحكومة اليمنية بدأت قبل أيام إعطاء الدفعة الجديدة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» بعد تأخر دام نحو شهرين بسبب تأخر وصول هذه الدفعات من اللقاحات، حيث تبرعت الولايات المتحدة بنصف مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون، وصل منها الأسبوع الماضي 151 ألف جرعة، على أن تصل دفعة جديدة من لقاح أسترازينيكا قبل نهاية الشهر الجاري.
وقالت مصادر في وزارة الصحة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الدفعات الجديدة من هذه اللقاحات ستوزع على المناطق المحررة بسبب استمرار رفض ميليشيات الحوثي تسلم الدفعات التي كانت مخصصة للمناطق الخاضعة لسيطرتها، رغم الانتشار الكبير للجائحة وارتفاع أعداد الوفيات بشكل يومي.
وأكدت المصادر أن جميع السكان في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي بإمكانهم الحصول على اللقاح من خلال التسجيل في الموقع المخصص لذلك، وتلقي الجرعات في أقرب منطقة لهم تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
في السياق نفسه، أقرت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة وباء «كورونا» المستجد، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، عدداً من الإجراءات لمواجهة الموجة الثالثة من الوباء، وشددت على المسؤولية الرسمية والمجتمعية لتجاوز تداعيات هذه الجائحة.
وذكرت المصادر الرسمية أن اللجنة وجهت «بإيقاف الأنشطة الجماعية الرسمية والفعاليات وغيرها، وكلفت السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التجمعات والمناسبات الاجتماعية، ورفع مستوى التوعية لدى المواطنين»، مؤكدة تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية في استمرار العمل بالاحترازات الوقائية والطبية للحد من تفشي الوباء، وأهمية استشعار الجميع لمسؤولياتهم وعدم التهاون.
واتخذت اللجنة العليا للطوارئ - بحسب المصادر - عدداً من الإجراءات الهادفة إلى تعزيز قدرات القطاع الصحي لمواجهة الموجة الثالثة من الجائحة، بما في ذلك إمكانية فتح مراكز عزل جديدة وتوفير المستلزمات الطبية والوقائية، وتعزيز آليات التنسيق مع المنظمات الأممية والدولية لتوفير الاحتياجات بحسب الأولويات، كما كلفت وزارة الصحة العامة والسكان برفع الجاهزية إلى أعلى مستوياتها واتخاذ أي إجراءات تتطلبها مواجهة الموجة الثالثة من الوباء.
من جهته، أكد رئيس الوزراء معين عبد الملك أهمية استمرار رفع الجاهزية للقطاع الصحي وتفعيل عمل لجان الطوارئ في المحافظات، وتفعيل التنسيق مع السلطات المحلية، لاتباع كل الإجراءات الطبية والوقائية لتجاوز الموجة الثالثة من كورونا، مشدداً على الاستفادة من الإيجابيات في تجربة مواجهة الموجتين السابقتين وتجاوز السلبيات ومعالجتها، وضرورة تكاتف الجهود والوعي المجتمعي باعتبار ذلك حائط الصد الأبرز للتقليل من كارثة الوباء.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.