حكومة ميقاتي: أسماء جديدة بغطاء وتوزيع سياسي وحزبي

6 وزراء لعون وباسيل و4 لرئيسها واثنان توافقيان بين الطرفين

TT

حكومة ميقاتي: أسماء جديدة بغطاء وتوزيع سياسي وحزبي

نجحت الاتصالات التي تكثفت في الساعات الأخيرة في الخروج بتشكيلة حكومية من 24 وزيرا بينهم سيدة واحدة، هي السفيرة نجلا الرياشي، لا يظهر حتى الساعة حصول أي طرف منها على «ثلث معطل» بحسب ما أعلن رئيسها نجيب ميقاتي رغم التشكيك من قبل البعض بهذا الأمر الذي طالما كان موضع خلاف رئيسي بين المعنيين بالتأليف مع مطالبة فريق رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر» به.
غير أن نائب رئيس تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش قال في أول تعليق له على تشكيل الحكومة، إن «الرئيس ميشال عون حصل على الثلث المعطل بالتأكيد، وهو ما يتبين في نظرة سريعة على أسماء الوزراء الجدد». وحول إمكانية أن يقيد ذلك عمل الحكومة الجديدة؟ قال: «يتعلق ذلك بالنائب جبران باسيل ومرتبط بوزارة الطاقة وما يمكن أن يعيد تحريكه لجهة معمل سلعاتا»، وإذ لا يبالغ بالتفاؤل من التوافق الذي جرى يؤكد أن «الشياطين ما زالت موجودة وهي ما أعاق التشكيل على مدى عام كامل»، لافتاً إلى أن «الرئيس ميقاتي بدا حذراً أيضاً خلال كلامه بعد إعلان مراسيم الحكومة».
وعلق رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على حسابه على «تويتر»: شكلت الحكومة بضوء أخضر إيراني وتكريساً لسيطرة «حزب الله» على القرار اللبناني. هذه ليست لحظة سياسية بل استمرارية لعمل المنظومة ولنهج المحاصصة اللذين أوصلا البلد إلى ما وصل إليه. المسببات نفسها ستؤدي إلى النتيجة نفسها. اللحظة السياسية هي بيد اللبنانيين في مايو (أيار) موعد الانتخابات النيابية.
وضمت الحكومة التي أعلن عنها أمس شخصيات تتولى الوزارات للمرة الأولى ومن خارج الوسط السياسي والأسماء التقليدية المعروفة وإن كانت جميعها سميت من قبل الأفرقاء السياسيين وكرست المحاصصة السياسية والطائفية المعتادة. وأظهرت التشكيلة حصول الرئيس عون و«الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل على حصة من ستة وزراء هم: وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ووزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير السياحة وليد نصار ووزير العدل هنري خوري ووزير الدفاع موريس سليم.
أما حصة رئيس الحكومة فرست على 4 وزراء إضافة إلى وزيرين صنفا على أنهما توافقيان بينه وبين رئيس الجمهورية، وهما: وزيرة التنمية الإدارية السفيرة نجلا الرياشي ووزير الشباب والرياضة جورج كلاس.
أما الوزراء المحسوبون على ميقاتي فهم: وزير الداخلية بسام المولوي ووزير الاقتصاد أمين سلام ووزير الصحة فراس الأبيض إضافة إلى وزير البيئة ناصر ياسين.
أما الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) فقد حصل على خمسة وزراء هم: وزير المال يوسف خليل (أمل) ووزير الأشغال علي حمية (حزب الله) ووزير الزراعة عباس الحاج حسن (أمل) ووزير العمل مصطفى بيرم (حزب الله)، ووزير الثقافة محمد مرتضى (أمل).
ومع رفض كل من «حزب الكتائب» و«حزب القوات» المسيحيين المشاركة في الحكومة، حصل «تيار المردة» الذي يرأسه سليمان فرنجية على وزيرين هما: وزير الإعلام جورج قرداحي ووزير الاتصالات وليد قرم.
وتوزعت حصة الدروز بين كل من «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي حصل على وزارة التربية التي تولاها عباس الحلبي والحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان، حاصلا على وزارة شؤون المهجرين التي سمى لها عصام شرف الدين، فيما منح كل من الحزب السوري القومي الاجتماعي منصب نائب رئيس الحكومة الذي تولاه سعادة الشامي وأسندت وزارة الصناعة لجورج بوشكيان من حصة حزب الطاشناق الأرمني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».