إجراءات مصرية لحماية كنيسة تاريخية من الغرق

بغد غرق طابقها الأرضي بمياه فيضان النيل مؤخراً، وافقت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الري، على إنشاء سور حجري بالطابق الأرضي بدلاً من السور الحديدي الذي كان يسمح بتدفق المياه إلى داخل كنيسة ودير السيدة العذراء مريم، بحي المعادي (جنوب القاهرة) خلال فيضان النيل.
ووفق الأنبا دانيال، أسقف المعادي وسكرتير «المجمع المقدس»، فإن الكنيسة تلقت خطابا من وزارة الري يتضمن الموافقة على طلبنا الذي سبق التقدم به، لبناء سور بالطابق الأرضي بديلاً للسور الحديدي؛ لحماية الكنيسة من أي فيضانات.
وبينما يرتفع منسوب مياه النيل مرات عدة خلال السنة، فإنه جاء في المرة الأخيرة أعلى من ذي قبل، بحسب دانيال الذي أوضح أن الطابق الأرضي يضم حجرات تم إنشاؤها منذ أكثر من 30 سنة، عبارة عن فصول مدارس الأحد وخدمات أخرى، مشيراً إلى أن «غمر المياه للدور الأرضي بالكنيسة أثار قلقنا جميعا على هذا الأثر المهم الذي يعد أحد أبرز معالم رحلة العائلة المقدسة».
ويطلق على كنيسة السيدة العذراء المطلة على نيل القاهرة «العدوية»، لأنها المكان الذي انطلقت منه أو «عدت» العائلة المقدسة إلى صعيد مصر عبر مياه النيل.
الكنيسة من الخارج تبدو تحفة فنية رائعة ومتسعة يبرز منها ثلاث قباب أثرية تزيدها جمالاً، فيما تأخذ ساحة الكنيسة الشرقية الزائر بانسيابية إلى ممر منحدر ينتهي بصفحة نهر النيل مروراً بمكاتب إدارية وبازار سياحي، فيما يوجد مزار الكنيسة أو متحفها ويضم كنوزاً ثمينة ومقتنيات عتيقة، ترجع إلى القرنين الثامن والتاسع عشر، على غرار نسخة للعهد القديم تم انتشالها من مياه النيل عام 1976.
ويرجع تاريخ بناء الكنيسة إلى القرن السادس الميلادي، عندما قررت القديسة هيلانا، أم القديس الملك قسطنطين، بناء كنيسة في كل بقعة أقامت فيها العائلة المقدسة، وفق مصادر بالكنسية، أضافت في تصريحات صحافية «أنها خضعت للتجديد لأول مرة في القرن الحادي عشر الميلادي، وتعرضت للهدم والبناء أكثر من مرة بسبب فيضان النيل، فيما كانت المرة الأخيرة التي خضعت فيها الكنيسة للترميم عام 1983».
وتقترب مصر من إنهاء مشروع تطوير وترميم مواقع مسار العائلة المقدسة في مصر، والتي يبلغ عددها 25 موقعاً تبدأ من الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء، وحتى الوجه القبلي مروراً بالدلتا والقاهرة.
ويبدأ موسم الفيضان في شهر أغسطس (آب) من كل عام، وهو ما يعرف ببداية السنة المائية الجديدة، ويستمر الفيضان لمدة 3 أشهر، وتعد هضبة إثيوبية هي المصدر الرئيسي للفيضان السنوي للنيل وتمثل 85 في المائة من حصة مصر المائية.
وتسببت فيضانات نهر النيل العام الحالي في حدوث أضرار كبرى في السودان، حيث سجلت مناسيب المياه فيه مستويات لم تحدث منذ أكثر من مائة عام وفق خبراء مياه.