خلفيات العمل على تحويل رواية صعبة إلى فيلم أصعب

{يوميات مهرجان فينيسيا}: لا يصلح إلا للشاشة الكبيرة

TT

خلفيات العمل على تحويل رواية صعبة إلى فيلم أصعب

بين كل ما عرضه مهرجان فينيسيا من أفلام في دورته الحالية التي تنتهي يوم غد، يبرز فيلم «كثبان» Dune)) منفرداً بصفات مختلفة: هوليوودي المواصفات. ضخم التكلفة. مُوجه صوب الجمهور السائد. مستند إلى رواية أدبية نالت نجاحاً كبيراً وما تزال ملهمة ومزدانة بأسماء مهمّة وراء وأمام الكاميرا.

- محاولة أولى
هو من إخراج دنيس فيلنييف وبطولة جوش برولِن وأوسكار أيزاك وربيكا فرغوسون وزندايا وتيموثي شالامت مع خافييه باردم وستيلان سكارسغارد. وإذا ما راقبت جيداً وجدت شارلوت رامبلينغ في دور مساند. انتبه أكثر وستجد وجه ممثلة عربية اسمها سعاد فارس. الحكاية تتسع لكل هذا الطاقم من الممثلين وسواهم كونها تعود إلى رواية خيال - علمية - فانتازية وضعها المؤلف فرانك هربرت سنة 1965 ونال عليها جوائز أدبية وثناء نقدياً واسعاً.
على ذلك، فإن محاولات اقتباس الرواية إلى الشاشة الكبيرة كانت محدودة. في عام 1971 جرت المحاولة الأولى عندما قام المنتج آرثر جاكوبس بشراء حقوقها وهو عرض المشروع على المخرج البريطاني ديفيد لين، لكن هذا لم يجد الفيلم مناسباً لاهتماماته الكلاسيكية والتاريخية فاعتذر عنه.
توقف العمل على هذا المشروع سنة 1973 بوفاة المنتج جاكوبس. تلقفه بعد سنة المنتج الفرنسي جان - بول غيبون وفي يقينه أن التشيلي أليخاندرو يودورفسكي هو أفضل من يمنح الرواية معالجة سينمائية خاصّة.
انطلق يودورفسكي صوب المشروع بحماس كبير. يريد تحقيق فيلم من 10 ساعات ويريد لابنه برونتيس يودورفسكي أن يقود البطولة الفردية (تلك التي يؤديها في الفيلم الجديد تيموثي شالامت). وأوصى على رعيل كبير من الممثلين والممثلات من بينهم الأميركيون أورسن وَلز وغلوريا سوانسون وجيرالدين شابلن وديفيد كارادين والمغني البريطاني ميك جاغر والفنان الإسباني سلفادور دالي. تبع ذلك اختياراته من المؤلفين الموسيقيين ومصممي الإنتاج ومديري التصوير.
هناك خدعة طريفة ارتكبها المخرج يودورفسكي عندما أصر سلفادور دالي على أن يتقاضى 100 ألف دولار على الساعة الواحدة. يودورفسكي وافق في نهاية المباحثات، لكنه استدار وصاغ السيناريو من جديد بحيث يتم تصوير دالي لمدّة ساعة واحدة.
ما أوقف هذا المشروع هو أن الميزانية المعلنة، في ذلك الحين (1974) كانت مليوني دولار لفيلم لن تقل مدّة عرضه عن 14 ساعة. كان المخرج صرف معظمها في التحضير ولم يبق ما يُذكر من الميزانية للتصوير.
المؤلّف هربرت وجد السيناريو من الضخامة بحيث يشبه دليل الهاتف والمنتج المُضاف إلى العمل (الراحل) دينو ديلارونتيس طلب من ريدلي سكوت كتابة سيناريو جديد. لكن سفينة الفيلم كانت ضربت صخور الشاطئ بالفعل وما عاد من الممكن إنقاذها فغرقت.
في العام 1981. تصدّى المخرج الأميركي ديفيد لينش للمشروع تحت إشراف ديلارونتيس الذي كان لا يزال مؤمناً بأهميته. بعد عراقيل مختلفة ذات طابع إنتاجي أيضاً تمكّن مخرج «الرجل الفيل» و«مولهولاند درايف» من إنجاز الفيلم سنة 1984 بردات فعل نقدية مختلفة.
لكن نسخة لينش أعجبت الكاتب بسبب رؤية المخرج و«حسن معالجتها بالحفاظ على ثيماتها المختلفة» كما قال. لينش بدوره اعترف إنه لم يقرأ الرواية أصلاً.

- حبكة موسّعة
الفيلم الجديد يوفر مفهوماً مختلفاً. المخرج دنيس فيلنييف كان أنجز فيلمين من الخيال العلمي سابقاً هما «وصول» (2016) و«بلايد رَنر 2049» (2017) مما جعله يداً خبيرة في المؤثرات والتصاميم البصرية والفنية أكثر من المخرجين السابقين (لينش لم يكن من هواة النوع أساساً). لكن ما يجعل لهذا الفيلم تميّزه هو شغل فيلنييف على الفيلم استناداً على الرواية الفعلية. بذلك هو اقتباس أمين للمصدر في الأساس ومتحرر منه فقط حين اللزوم لاختصار لا يؤذي الأحداث الرئيسية. وهو قسّم العمل إلى فيلمين نشاهد القسم الأول الآن (قبيل عروضه التجارية التي ستبدأ في الثاني والعشرين من الشهر المقبل) والعمل سينطلق، مبدئياً، في مطلع العام المقبل.
هذا المنوال كان في بال ريدلي سكوت حين عُرض عليه العمل على المشروع كاتب سيناريو ومخرجاً.
الحبكة أوسع بكثير من أن نتعرّض لها هنا لكن لا بد لملخصها أن يُشير إلى أن الأحداث وُضعت في المستقبل القريب (بالنسبة للرواية في منتصف الستينات وبالنسبة للفيلم الجديد كذلك). الكوكب الذي تقع عليه معظم الأحداث صحراوي مقفر. رماله كثبان غير متناهية والحياة فوقها قشيبة كما يجب أن تكون في الواقع (هناك مؤثرات واضحة بجغرافية شبه الجزيرة العربية وبيئتها وتأثر واضح بالإسلام وأبعاده الروحانية). الدوق أتريديس (أوسكار أيزاك) هو حاكم جزيرة أوشن الذي يستلم أمراً من الإمبراطور شدّام بفرض سلطانه على كوكب صحراوي مقفر إلا من مادة شبية من شأنها إطالة فترة الشباب. هذه المادة ستكون محل طمع الراغبين في غزو هذا الكوكب والسيطرة عليه. هذا ما يؤدي إلى مؤامرات لعزل الدوق أتريديس والاستيلاء على الكوكب الصحراوي ولو أدّى ذلك إلى صراعات عسكرية.
«كثبان» ليس «حرب النجوم» أو «ستار ترك». خال من المغامرات الولادية في المثال الأول ومن الأبعاد المصطنعة في المثال الثاني. هو سبر غور أوضاع معاشة على كوكب ما بعيد جغرافياً لكنه قريب من مشاغل الحياة على الأرض وصراعاتها.
القصّة مليئة بفرص المعارك ومشاهد القتال، لكنها (في الأصل كما على الشاشة) لا تنتهز هذه الفرص على حساب مضامين الحكاية وأبعادها. يحافظ فيلنييف على شرطين متوفّرين في نسخة فرانك هربرت: عدم تغليب التقنيات والمؤثرات البصرية على المضمون وعدم تغليب عنصر التشويق المفتعل على الدراما. لعبة توازن بديعة كذلك بين الأداء وشرح الشخصيات وبين البصريات (تصوير غريغ فرازر).
لا يجب أن يعني هذا أن الفيلم جاف. هو فيلم فلسفي النزعة قائم على حكاية لا تتنبأ بالمستقبل بقدر ما تتخذ من الحاضر نماذج تعرضها في مكان آخر وعلى بعد زمني غير بعيد. هذه الخاصيّة ساعدت المخرج فيلنييف في قراراته وهو يعمد إلى إنجاز فيلم لا يمكن أن يحتفى به إلا على الشاشة الكبيرة. هو مصنوع وفي البال الشاشات الكبيرة، أما شاشات المنازل (سيتم إطلاق الفيلم في وقت واحد في صالات السينما وعلى شاشة HBO‪ - ‬Plus للمشتركين) فستعرض صوراً وليس فيلماً، بل حضور العمل في السينما.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.