مناظر طبيعية مذهلة للعصر الجليدي مخبأة تحت بحر الشمال

قنوات ضخمة مدفونة تحت بحر الشمال (هيئة المسح البريطانية)
قنوات ضخمة مدفونة تحت بحر الشمال (هيئة المسح البريطانية)
TT

مناظر طبيعية مذهلة للعصر الجليدي مخبأة تحت بحر الشمال

قنوات ضخمة مدفونة تحت بحر الشمال (هيئة المسح البريطانية)
قنوات ضخمة مدفونة تحت بحر الشمال (هيئة المسح البريطانية)

كشفت عمليات مسح ثلاثية الأبعاد عن قنوات ضخمة - كل منها أكبر بعشر مرات من نهر التايمز - جرى نحتها بواسطة الأنهار التي عبرت معظم أرجاء المملكة المتحدة وأوروبا الغربية منذ فترات تتراوح بين آلاف وملايين السنين. وتعد هذه القنوات الضخمة، والمدفونة تحت بحر الشمال، من بقايا العصر الجليدي، حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقد عبرت هذه الأنهار الجليدية ذات يوم الكثير من أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا الغربية. وجرى العثور على هذه الأنهار على بُعد مئات الأقدام تحت قاع البحر. وكشفت عمليات مسح الانعكاس الزلزالي ثلاثية الأبعاد التي جرى تحليلها بواسطة باحثين بقيادة هيئة المسح البريطانية في القطب الجنوبي، عن تفاصيل جديدة تماماً.
ويحمل كل هيكل من الهياكل المكتشفة اسم وادي النفق، عبارة عن حفرة على شكل (يو) اللاتيني، تكونت نتيجة تصريف المياه الذائبة أسفل الصفائح الجليدية الشاسعة التي كانت تغلف في وقت مضى المنطقة التي تشكل اليوم بحر الشمال فيما بين اسكتلندا والنرويج.
وأوضح الفريق أن دراسة هذه الوديان القديمة تسلط الضوء على كيفية تفاعل الصفائح الجليدية مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، ويمكن أن تساعدنا في فهم كيفية استجابة الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند للتغيرات المناخية.
في هذا الصدد، صرحت مؤلفة الدراسة والعالمة الجيوفيزيائية كيلي هوغان من هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا، بأنه «رغم معرفتنا بوجود القنوات الجليدية الضخمة في بحر الشمال منذ فترة، تعد هذه المرة الأولى التي نصوّر فيها أشكالاً دقيقة من التضاريس بداخلها».
وتخبرنا السمات الدقيقة التي جرى كشفها أخيراً عن كيفية تحرك الماء عبر القنوات - تحت الجليد - وكيف كان الجليد يركد ويذوب.
في الواقع، من الصعب للغاية ملاحظة ما يحدث تحت الصفائح الجليدية الكبيرة اليوم، خاصة ما يتعلق بكيفية تأثير حركة المياه والرواسب على تدفق الجليد، ونحن نعلم أن هذه عناصر تحكم مهمة في سلوك الجليد.
وأضافت هوغان: «وعليه، فإن استخدام هذه القنوات القديمة لفهم كيفية استجابة الجليد للظروف المتغيرة في ظل مناخ يتسم بارتفاع مستمر في درجات الحرارة، أمر بالغ الأهمية ويأتي في الوقت المناسب».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».